قال مصدر مطلع على اجواء التحرك الفرنسي لـ”الديار” ان باريس كما هو معلوم مهتمة وتركز في الاونة الاخيرة على تذليل الصعوبات التي تحول دون انتخاب رئيس الجمهورية، وانها نشطت في الاسابيع القليلة الاخيرة على كل المستويات للمساعدة في انجاز هذا الاستحقاق، واستمعت من الافرقاء السياسية في لبنان لوجهات نظرهم حول هذا الموضوع، ومنهم جبران باسيل في زيارته مؤخرا لفرنسا.
واضاف ان باريس حريصة على الاستماع للجميع، كاشفا ان السفيرة الفرنسية ان غريو زودت الخارجية بتقرير حول تحركها في هذا الاطار، وان الفريق الفرنسي المكلف متابعة الملف اللبناني تكون لديه الصورة حول المشهد المتعلق بالاستحقاق الرئاسي الذي يتضح فيه حتى الان ان سليمان فرنجية يحظى بتاييد الثنائي الشيعي ونسبة كبيرة من النواب السنة ومستقلين عدا كتلته، بينما يدعم فريق آخر بات معروفا، مشكل من القوات اللبنانية والحزب التقدمي والكتائب واخرين، ترشيح النائب ميشال معوض. وانه بعد زيارة باسيل بات على علم بان تياره لا يدعم الخيارين ويسعى لخيار ثالث، بينما يسعى نواب التغيير ايضا لخيار ثالث من موقع اخر.
وحسب المصدر، فان موقف باسيل ربما يؤخر اطلاق الفرنسيين مبادرة محددة ويخلق مزيدا من الاجواء الضبابية امام مسعاهم وتحركهم.
ووفقا للمصدر، فان الفرنسيين لم يعرضوا على اي طرف مبادرة او اقتراحات معينة، ولم يتناولوا اسما محددا، لكنهم اظهروا ويظهرون من خلال تحركهم، لا سيما من خلال لقاءات الرئيس ماكرون الاخيرة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رغبتهم في ان تشاركهم المملكة وتدعم مسعاهم لانتخاب الرئيس الجديد.
ويعطي الفرنسيون انطباعا في اللقاءات التي اجروها بانهم يؤيدون انتخاب رئيس لا يشكل «نقزة» لحزب الله ويحظى بتوافق اللبنانيين ويرضي في الوقت نفسه السعودية ليضمن اعادة تفعيل العلاقة بينها وبين لبنان في المرحلة المقبلة.
وكشف المصدر عن ان فرنسا ستزيد من زخم تحركها سعيا لتعزيز فرص الاسراع في انتخاب الرئيس اللبناني. واشار الى ان الادارة الاميركية كانت ابلغت فرنسا انها تدعم تحركها هذا، لكنها تجنبت حتى الان الخوض معها في تفاصيل هذا الموضوع.