أبلغت مصادر حكومية الى «الجمهورية» قولها إنها قرأت بإيجابية بالغة الدعوة التي أطلقها السفير المصري في لبنان ياسر علوي من بكركي، وحثّ فيها كل الأطراف على أن تكشف أوراقها وتسعى إلى التوافق على رئيس الجمهورية. واكّدت أنّه من الضروري والمصلحة التمعّن بهذه الدعوة، التي تعكس مدى حرص الشقيق الاكبر للبنان على استقراره وانتظام حياته السياسية. وتضع في الوقت نفسه اليد على الجرح وتدعونا الى أن نطرق باب الانفراج بتغليب منطق التوافق، على منطق الانقسام والصدام والتحدي، فمن دون هذا التوافق سيبقى الجرح مفتوحا، وسيستمر الوضع الشاذ إلى ما لا نهاية، مع ما يترتّب عليه من تداعيات سلبية على لبنان، لا طاقة لأحد على تحمّلها».
وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ«الجمهورية» ان ما قاله السفير المصري ليس مجرّد كلام عاطفي، بل استبطَن رسالة واضحة للبنانيين بكل فئاتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم، تؤكد انّ مصر كما كانت دائماً، تريد للشقيق الأصغر لبنان ان ينعم بالاستقرار والازدهار.
واشارت المصادر الى ان الأسرة العربية تقف الى جانب لبنان، وعلى وجه الخصوص مصر، التي ترى انّ من واجب اللبنانيين ومسؤوليتهم ان يبادروا سريعا الى إتمام استحقاقاتهم، والاولوية بالتأكيد هي لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تتولى المهام المطلوبة الانقاذية منها، خصوصاً مع بلوغ الازمة في لبنان مراحل شديدة الصعوبة، وهو ما اكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس نجيب ميقاتي قبل ايام قليلة.
واكدت المصادر «ان ليس لمصر مرشّح معين في الإستحقاق الرئاسي اللبناني، وما أكد عليه السفير علوي يعبّر بوضوح عما تريده مصر للبنان، وعن رغبة اكيدة لديها بأن ترى اللبنانيين وقد توافقوا فيما بينهم على رئيسهم، مع الاشارة هنا الى أننا نظرنا بارتياح كلّي ودعم الى المبادرة الحوارية الذي كان الرئيس نبيه بري يمهّد اليها، للوصول إلى توافق على انتخاب رئيس لبنان. وهذا التوافق، كما قال السفير، نشجعه ونحثّ عليه.
وردا على سؤال لماذا اختير منبر بكركي لإطلاق هذه الدعوة؟ قالت المصادر: نحن نقدّر مرجعية بكركي وموقعها كرأس الكنيسة المارونية في لبنان، لها رمزيتها وحضورها على وجه الخصوص في الاستحقاق الرئاسي، ولكن الدعوة الى التوافق، وكما أكّدنا عليها في بكركي، كذلك نؤكد عليها في كل المواقع الاخرى، ومع سائر المرجعيات السياسية والرسمية في لبنان.