/ مرسال الترس /
كثيرة هي التوقعات المتداولة حول توجهات رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ونواب تكتل “لبنان القوي”، عندما توضع الورقة البيضاء جانباً ويدق نفير الحسم في انتخابات رئاسة الجمهورية.
الاحتمالات التي سيذهب باتجاهها باسيل، تنحصر في إثنين فقط لا ثالث لهما، وفق أحدث المعطيات التي فرضت نفسها على الاستحقاق الرئاسي الرابع عشر:
ـ الأول، هو أن يرضخ في نهاية المطاف لرغبة “حزب الله” الذي تّتجه خياراته نحو انتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. لكن هذا المُعطى مرتبط بخطوتين متباعدتين:
واحدة تقول أن يذهب فرنجية باتجاه تلبية معظم المطالب التي وضعها باسيل فوق الطاولة، فيتحول هو لمرجع محوري في العهد المقبل (ويصبح وضعه مماثلاً لما كان يحصل في العهد السالف)، وهذا من سابع المستحيلات أن ينزلق إليه سيد بنشعي.
والخطوة الأخرى أن يضع رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون ما حصل بينه وبين فرنجية عشية انتخابه في العام 2016، أو بعد انتخابه، في خانة النسيان. وهذا ما يستبعده كثيرون واكبوا الرئيس عون في مراحل عدة سابقة لجهة ما يحمله في قلبه لكل من يخالفه الرأي في أية مسألة. وهذه من ضمن المعوقات التي لن تسمح لباسيل بأن يقترب من فرنجية.
ـ الاحتمال الثاني أن يقنعه الأميركيون بأن مصالحه “الاستراتيجية” تقضي بأن يتجه ناحية قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي يحاول باسيل قطع الطريق عليه إلى بعبدا، مقابل أن يقبض ثمن ذلك شطب سلسلة العقوبات التي اتخذت بحقه في واشنطن، أو ربما تزويده بأكثر من “وعد” في مستقبله السياسي المفتوح أمامه لبضعة عقود على أقل تقدير.
قد يقول البعض إن ما قد يحصده باسيل من علاقته بـ”حزب الله”، وذلك يمكن أن يوضع في خانة عصفور باليد، لا يمكن أن يقارن بما يمكن أن ينتظره من الأميركيين الذين أثبتوا في أكثر من مفصل في التعاطي مع السياسة اللبنانية أنه لا يمكن الركون إليهم. فمصالحهم ومصالح كبار حلفائهم الاقليمين لا يمكن أن تأخذ في الحسبان مستقبل أي من القيادات اللبنانية. وهو ما يماثل عشرة عصافير على شجرة قد يختفون مع أول هبة ريح. مع قناعة راسخة لدى باسيل أن “حزب الله” بحاجة إليه كمحور مسيحي داعم للمقاومة، أكثر بكثير مما هو بحاجة اليه في حيثيات السياسة اللبنانية.
إضافة الى ذلك، أنه يجب عدم إسقاط أن الرئيس عون سيكون هو صاحب الكلمة الفصل في العديد من مفاصل القرارات في الآتي من الأيام، لا سيما بعد أن أسقط عن كاهله أحمال موقع رئاسة الجمهورية، وعاد مؤسساً لـ”التيار الوطني الحر” وما ينبثق عنه من كتل نيابية وسلطة سياسية في الشارع المسيحي!














