/محمد حمية/
يستمر الانشقاق والتشظي في صفوف تكتل قوى التغيير، والذي يتظهر أكثر فأكثر في كل جلسة لمجلس النواب، لا سيما جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، ما حول التكتل الى تكتلات وأجنحة تتفق على شعارات وتختلف في ما بينهما على ملفات أساسية عدة، لكنها تنازع للبقاء تحت سقف نيابي واحد.
بعد إعلان النائب ميشال دويهي خروجه من تكتل التغييريين، وإعلان زميله النائب وضاح الصادق انسحابه أيضاً، قرر بعض نواب التغيير التصويت للنائب المرشح ميشال معوض، وتحديداً النائبان عن “حزب تقدم” مارك ضو ونجاة صليبا، وذلك بعدما نجحت ضغوط بعض الجهات الخارجية والداخلية عليهما بإقناعهما بخيار معوض. فيما لوحظ الغياب المتكرر للنائب بولا يعقوبيان التي تعد محرك التكتل، ويعود السبب لخلافها مع أكثر من زميل لها في التكتل. ويسود فتور وتوتر في العلاقة بين وضاح الصادق والنائب سينتيا زرازير منذ تشكل هذا التكتل.كما يلفت غياب النائب ياسين ياسين عن الظهور مع زملائه في مجلس النواب.
في المقابل يتمسك نواب آخرون في التكتل، منهم فراس حمدان وحليمة قعقور وملحم خلف وإبراهيم منيمنة، بالمرشح الدكتور عصام خليفة. أما النائب الياس جرادي فيغرد خارج “السرب التغييري” أيضاً، ويتمسك باقتراحه الذي قدمه لزملائه بطرح عدة أسماء من خارج الاصطفاف السياسي وومن خارج الاسماء المطروحة، لاختيار أحدهم، ثم طرحه على الأطراف الأخرى للتوافق، وذلك بعدما استشعر جرادة، وفق ما يشير لموقع “الجريدة”، انسداداً في أفق انتخاب رئيس بظل المواقف الحالية. والاسماء هي: النائب نعمت أفرام، قائد الجيش العماد جوزاف عون، الوزير السابق زياد بارود، زياد حايك.
وتجلى هذا الخلاف داخل التكتل بدعوة نواب منه الى اجتماع النواب الـ19 دون غيرهم، ما أثار استغراب وحفيظة آخرين، وهذا ما دفع الكثير منهم الى مقاطعة اللقاء. وعبر عن هذا الاستياء النائب ملحم خلف حينما قال “لا نعرف شيئاً عن اللقاء، ولم تتم دعوتنا إليه، وغير معنيين به”.
خير تعبير عن حجم المأزق الذي يعيشه هذا التكتل، هو اعلان النائب خلف “خذلنا جمهورنا وناخبينا”.
ويعبر أكثر من نائب عن هذه الحالة، بأن أداء التغييريين سبب خيبة أمل لدى الجمهور الذي أيدهم وانتخبهم كممثلين لـ”حراك 17 تشرين”.
وتشير المعلومات الى أن أغلب نواب التغيير لديهم مصالح وحسابات وارتباطات متقاربة حيناً ومتضاربة أحياناً أخرى، فمنهم من يملك علاقة جيدة مع قوى السلطة كالنائب ملحم خلف، وآخرين مع السعودية وقطر والأميركيين والمنظمات غير الحكومية. وتلفت المعلومات أيضاً إلى أن أكثر من اجتماع عقده التكتل خلال الأسبوع الجاري لبحث ملفات واستحقاقات عدة، لاسيما رئاسة الجمهورية وتشريع الضرورة، ولم تؤدِ الى نتيجة. وحصلت عدة محاولات لرأب الصدع بين أعضاء التكتل وباءت بالفشل.
كما يلاحظ عقد خلوات بالمفرق بين نواب التكتل في أروقة مجلس النواب قبل كل جلسة وبعدها، وكأنهم لم يروا بعضهم خلال ايام الأسبوع. وكذلك عقد خلوات أخرى مع نواب من “القوات” و”الكتائب” و”تجدد”.
كما ينتقد نواب مستقلون أداء قوى التغيير الذي يصفونه بأنه “لا يقدم ولا يؤخر” سوى المزايدات والشعبوية. كما ينقسم تكتل التغيير حول العلاقة مع “القوات اللبنانية”.
وبهذا المشهد، خاض التغييريون غمار الجلسة السادسةلانتخاب الرئيس، وسيتكرر السيناريو في الجلسات المقبلة مع بعض الفروقات، ما يضعهم في عين العاصفة وأمام خطر الانتهاء، ما دفع بأحد النواب للتوقع بأن “التكتل ما را يضاين لجلسة انتخاب الرئيس، وسيفجر نفسه بنفسه”.