يتقاضى العمال الواعون والراغبون في تعلّم الجديد بنحو 8 في المئة أعلى من الأجور، وهم بنحو 6 في المئة أقل احتمالا ليكونوا عاطلين عن العمل.
أفاد بذلك الباحثون في كلية العلوم الاقتصادية بالمدرسة العليا للاقتصاد في مجلة Higher Education in Russia and Beyond الروسية.
وجاء في مقالة نشرها العلماء: “اتضح أن الانفتاح وحسن النية والضمير من ناحية، والعصبية من ناحية أخرى قادرة على التأثير على الأرباح في سوق العمل الروسي. وتؤدي زيادة الوعي والانفتاح ضمن معيار واحد إلى زيادة الأجور بنسبة 3 و5 في المئة على التوالي، بينما تؤدي زيادة العصبية لدى الموظف إلى خفض راتبه بنسبة 3 في المئة، كما يزيد الضمير من فرص الحصول على وظيفة بنسبة 6 في المئة، فيما تقلل صفات مثل العصبية والميل إلى إشعال نزاعات بنسبة 2 في المئة من تلك الفرص”.
واهتم كاتبو المقال بتأثير ما يسمى بالمهارات غير المعرفية، أو بالاحرى السمات الشخصية المتعلقة بالدخل المالي، والتوظيف، وتحصيل الشخص، وبمصيره نهاية المطاف.
فقد حدد علماء الاجتماع وعلماء النفس 5 صفات أساسية يرونها ضرورية في هذا المجال، وبينها المسؤولية أو حسن النية والانفتاح على الأشياء الجديدة والقدرة على الإبداع والضمير، بالإضافة إلى القابلية للتواصل الاجتماعي والميل إلى إجراء تغييرات، والميزات المعاكسة هي العصبية وعدم الاستقرار العاطفي، والاندفاع، والتهيج.
وغالبا ما يُضاف إلى الصفات الأساسية الخمس القدرة على ضبط النفس، وميل الشخص إلى تحميل المسؤولية عن مصيره بنفسه وقدرته على مواجهة عوامل خارجية.
قالت كسينيا روزكوفا، طالبة الدراسات العليا، وهي باحثة مشاركة في الدراسة، في مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية إن كاتبي المقال انطلقوا في دراستهم من المؤشرات التي تضمنها “التقرير السنوي الروسي الخاص بالأوضاع الاقتصادية وصحة السكان”، بصفته دراسة اجتماعية واسعة النطاق تطال 5500 اسرة روسية تجريها سنويا المدرسة العليا للاقتصاد في جميع أنحاء البلاد، ويجري هذا النوع من استطلاع الرأي العام الذي يتضمن 24 سؤالا منذ عام 1994.
وعلى سبيل المثال، تستخدم 3 أسئلة لدراسة الانفتاح، و7 أسئلة لدراسة حسن النية، ثم تتم مقارنة الأرقام التي تم الحصول عليها بهذه الطريقة مع ما يكسبه الشخص الذي أُخضع لاستطلاع الرأي والوظيفة التي يشغلها.
وتبيّن أنه كلما ارتفع مستوى الانفتاح وحسن النية لدى شخص معيّن وانخفض مستوى العصبية لديه،زادت فرص حصوله على عمل وارتفع الأجر الذي يتقاضاه.
ويعتقد العلماء أن بعض المهارات غير المعرفية موروثة، ويتشكل بعضها الآخر خلال المراحل الأولى من التنشئة الاجتماعية،وقد يكون للتطوير المبكر للصفات الإيجابية في هذه المجموعة، وفق كاتبي المقال، تأثير طويل المدى على نتائج البالغين ويكون بمثابة “أداة فعالة ضد انتقال عدم المساواة من جيل إلى آخر”.