/ هيلدا المعدراني /
يواجه المرشح الرئاسي النائب ميشال معوض خصمه “الورقة البيضاء”، التي سجلت 47 صوتاً مقابل 44 صوتاً له، وانتهت الجلسة الخامسة لانتخاب رئيس للجمهورية بنتيجة “لا رئيس”.
يراهن الثنائي “أمل” ـ “حزب الله” ومعهما “التيار الوطني الحر” على عامل الوقت و”رئيسهم” راهناً يتمثل بـ “ورقة بيضاء”، بعيداً عن تسميتهم المضمرة لرئيس يحفظ سلاح المقاومة، ويُتّهم فريقهم علانية بـ “التعطيل” لغاية إقليمية ترسو على بر تقاطع المصالح والمقايضات الخارجية على الساحة اللبنانية، ويتشبث بنظرية الانتظار البنّاء إلى حين نضوج التسوية على نار هادئة وإيصال مرشحهم الرئاسي.
التغييريون والمعارضون من جهتهم، بالتكافل والتضامن مع حزب “القوات اللبنانية”، يجدون في الأوراق الملغاة والأصوات المبعثرة مثل “لبنان الجديد” و”من أجل لبنان” ضالتهم وأملهم في الوصول إلى رئيسهم المنشود، ومراكمة الأصوات في رصيد ميشال معوض إلى جلسة الخميس المقبل.
جلسة الانتخاب الأخيرة استبقت بلقاءات ومشاورات كثيفة، غير أن هذه الدينامية السياسية لم تُفضِ إلى أي تطور أو خرق في المواقف، والمعادلة لا زالت مستقرة ضمن التوافق على “اللاتفاق”. وعليه فإن الأفق الزمني مفتوح على الفراغ حتى إشعار آخر بانتظار “التسوية”، وإلى حينه يستمر تكتيك حرق أسماء المرشحين.
المشهد السياسي المغلق هذا، يقابله واقع معيشي مأزوم لا يؤاتيه الانتظار على أبواب شتاء بارد واستنزاف ما تبقى من مدّخرات اللبنانيين، وقد لامس الرهان على اختبار قدرتهم على التحمّل الخط الأحمر، وبدا لافتاً تدفق المساعدات الخارجية وحركة الوفود الداعمة لإيجاد الحلول، مع تحذيرات من اهتزاز اجتماعي وفوضى أمنية من جراء المراوحة في الفراغ الحكومي والرئاسي.
في المحصلة، مسار الأزمة الراهنة يفرض حلولاً خارج السياق المألوف، والتخندق الحاد للأفرقاء السياسيين والكتل النيابية خلف اصطفافات وخطوط لا تلتقي على معايير وشروط رئاسية مشتركة في حدّ أدنى، بل هي تتناقض بين رئيس سيادي وآخر اصلاحي ورئيس توافقي لا يشكل تحدياً أو استفزازاً، وغير ذلك، هي بمجملها مواصفات تختلف في مضمونها بين أطراف التسوية وتعمّق الانشطار العامودي في المواقف السياسية لتؤدي الى مزيد من استهلاك الوقت. بذلك تبقى العين على حلول معلّبة ومستوردة من الخارج، يستجديها المسؤولون أنفسهم مع انعدام الوزن الداخلي لهؤلاء، وتفويت فرص “لبننة” الاستحقاق الرئاسي.