أبلغت مصادر مطلعة صحيفة «الأخبار» أنه مع إعلان السيد حسن نصرالله، استعداد إيران لتزويد معامل الكهرباء اللبنانية بالفيول مجاناً، تواصلت الجهات الرسمية المعنية مع مسؤولين أميركيين، وفهمت بأن العقوبات الأميركية لا تشمل الهبات طالما أنها لا تتضمن أي مقايضة مادية أو عينية. لكن تبيّن لاحقاً أن هذا الموقف لم يكن رسمياً، وأن الأميركيين تعمّدوا على ما يبدو «المغمغة» لئلا يؤثر تصريحهم بالرفض على مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع «إسرائيل».
وأضافت الصحيفة أن الرئيس نجيب ميقاتي كان على علم بحقيقة الموقف الأميركي، إلا أنه ساير «المغمغة» الأميركية بـ«مغمغة» ميقاتية مماثلة. فبعد أخذ ورد، وتذرع مرة بضرورة التأكد من أن الهبة مجانية، وأخرى بعدم مطابقة الفيول الإيراني لمواصفات المعامل اللبنانية، اضطر رئيس الحكومة تحت ضغط الانقطاع التام للتيار الكهربائي، إلى الخضوع وتشكيل وفد تقني لزيارة طهران.
ليتبين لاحقاً أن ميقاتي كان قد بدأ اتصالات جانبية مع الأميركيين، وأنه تبلّغ من مكتب قانوني في الولايات المتحدة استعان به بأن الهبات الإيرانية تخضع للعقوبات حتى ولو كانت مجانية. كما تبلّغ رئيس الحكومة، رسمياً، بأن عليه مراسلة وزارة الخزانة الأميركية لطلب إذن خاص.