بعد جدل استمر أشهراً، بات إيلون ماسك رئيس إحدى الشبكات الاجتماعية الأكثر تأثيرا في العالم متعهّدا بإطلاق العنان “لإمكانياتها الهائلة”.
تمثّل أحد أول قرارات ماسك بإقالة الرئيس التنفيذي لتويتر باراغ أغراوال ومديره المالي نيد سيغال ومديرة الشؤون القانونية فيجايا غادي، بحسب عدد من وسائل الإعلام الأميركية. وسيتعيّن حالياً على صاحب المشاريع الملياردير العثور على بدائل لهم.
وقالت المحللة لدى Insider Intelligence جازمن إنبرغ إن “ماسك في وضع لا يحسد عليه إذ سيتعيّن عليه إقناع رؤساء تنفيذيين مخضرمين بالعمل لديه في منصة استخف فيها علنا”.
وبحسب بلومبرغ، سيتولى ماسك بنفسه منصب الرئيس التنفيذي لتويتر، على الأقل في البداية. وسيكون على ماسك التعامل مع موظفين يشعرون بالقلق إذ أنه يرغب بخفض القوة العاملة في المنصة بنسبة 75 في المئة (أي ما يعادل نحو 5500 موظف)، بحسب “واشنطن بوست”.
ولفتت إنبرغ إلى أن “التوتر يهيمن على المزاج العام في تويتر إذ يخشى الموظفون من التسريحات.. يمكن أن يتم إحداث تغييرات في الفرق المسؤولة عن المنتجات وحتى الهندسة”.
وقال ماسك الذي يصف نفسه بأنه مناصر “لحرية التعبير المطلقة” الخميس إنه يسعى لتحويل تويتر إلى منصة “ودية وترحّب بالجميع” لا “جحيما مجانيا للجميع”. منتقداً ما يرى أنه إشراف مبالغ فيه على المحتوى، وهو ما يعتبر أنه يؤدي إلى رقابة على الأصوات اليمينية واليمينية المتشددة.
وقال سكوت كيسلر من Third Bridge “أشار الخبراء الذين تحدثنا معهم إلى أن نحو 600 شخص في تويتر نفسها والآلاف غيرهم ممن لديهم ارتباطات مع أطراف ثالثة يعملون على الإشراف على محتوى المنصة”.
وعلّق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على شبكته الاجتماعية الخاصة “تروث سوشال” بالقول إن موقع تويتر أصبح “في أياد أمينة”.
وتعد الحسابات الزائفة من بين المسائل الأخرى التي تزعج ماسك. وهدد بالتخلي عن الصفقة على خلفية الحسابات غير الحقيقية أو الآلية لكنه لم يوضح ما الذي ينوي القيام به لمكافحتها.
ويتمثّل التحدي الآخر الذي يواجهه إيلون ماسك بتحسين الوضع المالي لتويتر الذي يواجه نموا بطيئا، حتى أنه سجّل خسارة صافية في الربع الثاني من العام.
وفي رسالة نشرت الخميس، دعا ماسك المعلنين على تويتر للعمل معا من أجل “بناء شيء استثنائي”، مشددا على أهمية إفساح المجال لمختلف الآراء على المنصة.
وأشارت المحللة البارزة المتخصصة بالاستثمارات والأسواق لدى Hargreaves Lansdown سوزانا ستريتر إلى أن “ماسك أشار في آخر خطوة دعائية له إلى أنه يرغب ببذل كل ما أمكن لجذب مستخدمين جدد”.
في المقابل، تطالب بعض مجموعات المجتمع المدني كبرى العلامات التجارية باستخدام نفوذها لمنع ماسك من توفير منبر لأصحاب الخطابات الأكثر راديكالية.
وقالت مجموعة Media Matters for America غير الربحية “على اعتبار أن الإعلانات تساهم بحسب التقارير في 90 في المئة من عائدات تويتر، من الواضح أن سلطة محاسبة ماسك إذا تراجع عن إجراءات المنصة للحماية من المضايقات والاعتداءات والتضليل تقع في أيدي كبار المعلنين على تويتر”.