قتلت الروسية إيرينا فيكتروفانا ضحاياها، بسبب إدمانها الكبير على شرب الفودكا، وذلك من أجل سرقة المال لشراء هذا المشروب الكحولي الذي تشتهر به روسيا.
ولدت إيرينا فيكتروفانا سنة 1972 في مدينة كاربينسك الروسية، وعاشت طفولة عادية، إلى أن بدأ حبها للفودكا عندما كانت في سن المراهقة، وتحول الأمر مع مرور السنين إلى درجة الإدمان.
عندما كانت في سن الـ25، تعرّفت إيرينا على شاب في عمرها، ونشأت بينهما علاقة حب تكللت بالزواج وإنجاب طفلين، إلا أن إدمانها على الفودكا كان سبباً في خلافات مستمرة مع زوجها، الذي قرّر منع المصروف عنها، والذي كانت تصرفه كاملاً على شرب الكحول.
ومن أجل الحصول على المال الكافي لشراء الفودكا، قررت إيرينا الشروع في السرقة، واستهداف فئة معينة من الناس لتنفيذ خطتها، وهم النساء المسنات.
وذلك لأن النساء المسنات غالباً ما يحتفظن بقدر من المال من أجل تكاليف جنازتهن، وعدم قدرتهن على الحركة بسهولة، والدفاع عن أنفسهن.
كانت أول عملية تقوم بها إيرينا سنة 2002، بعدما راقبت إحدى السيدات المسنات لعدة أيام، وعلمت أنها تعيش وحيدة، فتوجهت إلى منزلها مدعية أنها موظفة في قسم الخدمات الاجتماعية.
بعد دخولها المنزل، شرعت في معاملة السيدة بشكل جيد إلى أن اطمأنت لها، ثم توجهت إلى غرفة نومها باحثة عن المال لسرقته، لكن صاحبة المنزل لحقت بها واكتشفت أنها تتعرض للسرقة.
ومن أجل إسكات السيدة المسنة، قامت إيرينا بضربها على رأسها بمطرقة كانت موجودة بالقرب منها، إلى أن أردتها قتيلة، وبعد سرقتها المال، قامت بإشعال النار في المنزل والهرب، بهدف إخفاء أية أدلة تشير إليها.
بعدما تحول الأمر من عملية سرقة إلى جريمة قتل، لم تتوقف إيرينا فيكتروفانا، وإنما أصبحت تعتمد طريقة القتل هذه من أجل التخلص من الضحايا الذين تسرقهم.
وعلى مدار 8 سنوات، تنقلت إيرينا بين العديد من المدن، من أجل مراقبة السيدات المسنات المستهدفات، اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 61 و89 سنة، ثم الدخول إلى منازلهن بالصفة نفسها، وقتلهن والتخلص من الأدلة بالطريقة نفسها.
وإلى حدود سنة 2010، قامت القاتلة المتسلسلة، التي وصفها الإعلام فيما بعد بالأخطر في روسيا، بقتل 17 سيدة مسنة.
بعد تكرار الجرائم، التي تستهدف أشخاصاً من فئة عمرية محددة، وتتم بالطريقة نفسها، شرعت الشرطة الروسية في البحث عن القاتل المتسلسل المشتبه فيه، إذ صبت كل تركيزها في البحث عن رجل، مستبعدين فكرة أن يكون الشخص وراء كل هذه الجرائم البشعة امرأة.
وكلما قامت إيرينا بجريمة جديدة، كانت الشرطة تجد نفسها عاجزة أكثر عن حل هذا اللغز المحير، الذي استمر 8 سنوات دون حل، بسبب غياب الأدلة، والمشتبه فيهم.
وفي سنة 2010، تمكنت سيدة مسنة، تبلغ من العمر 61 سنة، من الهرب من السفاحة إيرينا فيكتروفانا، وتوجهت للشرطة مباشرة من أجل التبليغ عن محاولة القتل والسرقة التي تعرضت لها.
لكن الشرطة كانت مصرة على استحالة فرضية أن تكون المجرمة امرأة، ما جعلها تستجوب السيدة المسنة مراراً للتأكد من احتمالية أن يكون المجرم رجلاً متنكراً في زي إمرأة.
إلا أن السيدة أكدت أنها امرأة في الأربعينيات من عمرها، قدمت نفسها على أنها موظفة من الخدمات الاجتماعية، من أجل دخول منزلها.
غيرت الشرطة هدفها في البحث، وركزت على النساء اللواتي يملكن الصفات نفسها التي أشارت إليها السيدة المسنة، الناجية من محاولة قتل القاتلة المتسلسلة التي تبحث عنها الشرطة.
إذ تم استجواب 3 آلاف مشتبه فيها، لكن دون فائدة، إلى أن تم القبض عليها أخيراً، عندما تعرفت عليها إحدى جارات ضحيتها الأخيرة التي تبلغ من العمر 81 سنة، ودخلت منزلها منتحلة شخصية مصممة ديكور، بعد أن انكشف أمر الصفة التي اعتمدتها طيلة السنوات التي مضت.
والغريب في الأمر أن إيرينا فيكتروفانا لم تدافع عن نفسها بعدما تم إلقاء القبض عليها، واعترفت أنها مرتكبة جميع الجرائم التي حيرت الشرطة، ابتداءً من سنة 2002.
وأشارت في اعترافاتها أن السبب الوحيد الذي دفعها للتحول إلى المجرمة التي أصبحت عليها، هو إدمانها على الفودكا، وحاجتها للمال من أجل شراء زجاجات الخمر بشكل مستمر.
خلال استجواب زوج إيرينا، قال إنها ولمدة 14 سنة من الزواج، كانت تتصرف بشكل طبيعي، ولم يشك أبداً في أنها من الممكن أن تكون قاتلة، أو مرتكبة للجرائم التي حيرت الشرطة.
وبدأت محاكمة القاتلة المتسلسلة إيرينا فيكتروفانا في شباط 2012، إذ وجهت لها تهمة قتل 17 سيدة، ومحاولة قتل واحدة.
وفي 12 حزيران من السنة نفسها، حكم عليها بالسجن لمدة 20 عاماً، إلا أن القرار قوبل بالرفض من طرف عائلات بعض الضحايا، ليرد القاضي بأن هذه المدة الحبسية هي أقصى عقوبة يمكن أن يحكم بها على النساء في روسيا.