شدد الرئيس فؤاد السنيورة على أن الأزمة الاقتصادية في لبنان تعود الى ما حصل منذ بداية العام 2011، حين بدأ التدهور الكبير في الأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية والسياسية في لبنان، وهي لاتزال كذلك”.
وقال في حديث لقناة DBC من القاهرة: “لبنان في حالة تدهور مستمر على مدى 12 عاما الماضية.إذ تحول النمو الاقتصادي الكبير الذي تحقق في لبنان خلال السنوات 2007- 2010 إلى نمو سلبي ابتداء من العام 2011،وكذلك تحول ميزان المدفوعات من إيجابي إلى سلبي وبشكلٍ كبير. وتحول صافي الاحتياطي لدى مصرف لبنان إلى سلبي، وعادت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي إلى الارتفاع أيضا. وهذه بمجموعها مؤشرات تؤكد حصول هذه الانهيارات التي لم تترافق مع إدارة رشيدة من قبل الحكومات اللبنانية المتعاقبة. وهي الإدارة التي كان ينبغي عليها أن تعمل جاهدة من أجل ترشيق الدولة اللبنانية وترشيد قراراتها والقيام بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية والإدارية والسياسية التي يحتاجها لبنان بشكل شديد، وحيث تعاظم الاستعصاء على الإصلاح في لبنان على مدى سنوات طويلة.
ولفت الى ان “حتى هذه اللحظة هناك حالة من التشظي لدى الدولة ولدى اللبنانيين،وبالتالي أصبح واضحا عدم القدرة لدى تلك الحكومات على اتخاذ القرار الصحيح لأخذ اللبنانيين إلى المستقبل للمشاركة في الاستفادة من التحسن المستقبلي الذي يمكن أن يشارك فيه جميع اللبنانيين”، مشيرا الى أن “هذا الأمر يقتضي قدْرا كبيرا من الصراحة والوضوح والشفافية في قول الحقيقة، وفي استنهاض اللبنانيين من أجل اتخاذ القرار الصحيح وبعدها في صحة التنفيذ والابتعاد عن الأوهام”.
وقال: “على سبيل المثال،التفاوض الذي حصل والاتفاق مع “إسرائيل” برعاية الوسيط الأميركي من أجل أن يصار إلى حل مشكلة ترسيم المناطق الاقتصادية الخالصة في البحر ما بين البلدين: هذا الخبر جيد ومفيد، ولكن هذا الترسيم وعلى أهميته، فإنه لا يجوز إلهاب التوقعات لدى اللبنانيين دونما مبرر ودون طائل.إذ أن هذا الاتفاق على الترسيم ليس بديلا عن واجب الحكومة ولوج السياسة الإصلاحية الحقيقية التي طال الاستعصاء عليها من أجل ترشيق الدولة اللبنانية المترهلة وترشيد قراراتها،وهي التي- وياللأسف- أصبح يسيطر عليها الأحزاب الطائفية والمذهبية والميليشاوية،وفي مقدمها حزب الله الذي أصبح يسيطر على الدولة اللبنانية. وكما هو معلوم القول الشائع أن “قبطانين في ذات السفينة يؤدي بها إلى الغرق”.وهذا معناه أنه لا يمكن أن تكون هناك ازدواجية في السلطة.هذا هو بتقديري هو المسار الضروري والحتمي الذي يجب أن يعتمده لبنان من أجل مواجهة هذا الوضع الذي إن استمر، فإنه يأخذ البلاد إلى المزيد من الانهيار.
واعتبر السنيورة أن “لبنان أصبح خاضعا لسيطرة حزب الله- ومن ورائه إيران- بحيث أصبح وكأنه بحالة عداء مع محيطه العربي”.
وقال: “الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أن لبنان لا يستطيع أن يستمر في حالة خصام مع محيطه العربي ولا ايضا بحالة التنكر للشرعية الدولية، وهناك حاجة ماسة من أجل أن يعود لبنان لتنمية اقتصاده، ويكون حريصا على تنفيذ هذه السياسات الإصلاحية الرشيدة وعلى استنهاض قطاعه المصرفي،وهو القطاع الذي كان قطاعا رائدا في العالم العربي.