“الموضة” الغربية “تجتاح” المجتمع العربي!

/ زينة الصايغ /

بناطيل ممزقة، بدلات رجالية باللون الوردي، قمصان مفتوحة، ملابس مضحكةٌ… ظاهرة انتشرت مؤخرًا في شوارع الدول العربية، وبين أفراد المجتمعات العربية المتحفظة. فهل الموضة تغيّر ثقافة شعبنا؟

شبّانٌ وشابات يضربون عرض الحائط كلّ ما يتعلّق بأصول اللباس وعادات مجتمعاتهم، زاحفين وراء ما يصدّره الغرب من ملابس غريبة دخيلة على مجتمعهم تحت اسم “الموضة”.

من الظواهر الغريبة التي تجتاح أوساط الشباب من الجنسين، وإن كانت مستغربة أكثر على الذّكور، حيث أن الكثير من هؤلاء يظهر في ملابس ممزّقة، كبناطيل الجينز الممزّقة من الأمام على “الركبة”، والتي تعتبر الأكثر جرأةً في عالم الموضة والأزياء في السنوات الأخيرة.

ثمة قناعة لدى خبراء علم الاجتماع أن زي الإنسان يعبّر عن حالته النّفسية، وزي الإنسان يعكس نظامه القيمي والأخلاقي والأدبي، ويعكس الثقافة المجتمعية التي يحيا فيها الإنسان، بل ويعكس مدى اتزان الشخصية أو اضطرابها. وبالتالي فإن بعض المظاهر المرتبطة بالثياب هي نتيجة حركة التّغير الإجتماعي، وذلك في سياق “العولمة الثقافية”. ويعتقد علماء الاجتماع أن انفتاح الشّباب على الثقافة الغربية المغايرة تمامًا للثقافة العربية، جعلهم ينغمسون في تقليد النّموذج الغربي ليظهروا “مختلفين” و”مميّزين” و”معاصرين”، وربما أيضاً للتعبير عن “ثورة” على البيئة الاجتماعية في مجتمعهم التّقليدي.

وقد شهد المجتمع اللّبناني خصوصًا، والعربي عمومًا، أحد ظواهر الموضة الشّبابية الحديثة، والتي بدت نافرة في ثياب لؤي علامة نجل المطرب راغب علامة، والتي شغلت مواقع التّواصل الإجتماعي لفترة طويلة. وتعرّض لؤي لانتقادات حادة بعدما بإطلالات غريبة وغير مألوفة في المجتمع العربي.

فهل يجرف تيّار الموضة شباب المجتمعات العربية ويجرّدهم من هويّتهم وشخصياتهم؟ أم أنّها مجرّد فترة عابرة من توهّج الموضة الغربيّة وستزول مع الوقت؟