دريان: الجميع يستسلم للفراغ المفروض.. الدولة تدار بدون سلطة

شدد مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان أنه قبل اجتماع دار الفتوى وبعده ، لا نشعر بالرضا عن مسار الأمور فيما يتعلق بملف الرئاسة ، إذ يبدو أن معظم العاملين في الشأن العام ، يستسلمون للفراغ المفروض ، كما حصل في السابق، من أجل الإرغام على الذهاب في النهاية ، باتجاه المرشح المعين . وهذا توجه لا ينافي الديمقراطية وإرادة اللبنانيين فقط ؛ بل ويكرر أيضا مسارا أدركنا جميعا سوءه وشره . هل تعرفون أيها الإخوة ما الذي يحصل ؟ الذي يحصل هو الوصول إلى روتين الرئاسة ذات الشكل والمنحى الواحد ، بحيث يصبح حضورها مثل غيابها . وبالطبع فإن اللبنانيين لا يريدون ذلك!

واعتبر دريان في كلمة وجهها بذكرى المولد النبوي الشريف إن الذي يحصل مع الرئاسة ، حصل مثله وأكثر مع رئاسة الحكومة ، وكيف تدار دولة بدون سلطة تنفيذية فاعلة وكاملة الصلاحيات؟ ولنتابع ما يحصل الآن، بل ومنذ أشهر، في تعذر إقامة حكومة جديدة، والتشكيك في مشروعية الحكومة القائمة، أو في قدرتها على ممارسة صلاحياتها ! وهكذا ، وبدلا من فراغ واحد في الرئاسة ، يصبح هناك فراغان ، في الرئاسة وفي الحكومة.

وقال: إن الذي أود مصارحة اللبنانيين به، أن همنا الأول ، هو الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تحدث اضطرابا هائلا، دون أن يبدو أفق لأي حلول. واللبنانيون جميعا مضطربون تحت وطأة ذلك. لكن أهل طرابلس والشمال، هم الأشد اضطرابا، وهم يقبلون على الموت بنفسية ما هو أشد من الموت: اليأس!

وتابع: في يوم مولدك يا رسول الله، صلوات الله وسلامه عليك، نشكو: أنه لا إيلاف عندنا ولا ائتلاف ، وأننا نعاني الجوع والخوف ، وأن كثيرين عرضوا تضامنهم ومساعدتهم ؛ لكن الجهات المسؤولة الظاهرة والخفية ، ما قبلت المساعدة ، ولا إجراء الإصلاحات.
الشاعر القروي ، سمى يوم مولدك يا رسول الله : عيد البرية ، وفي عيد البرية نسأل الله سبحانه رحمة بنا ، وبأوطاننا ، وبأهلنا الذين يعانون في كل ناحية من هذا العالم العربي، ونسأله سبحانه وتعالى: أن يضيء قلوبنا جميعا بنور المحبة والسكن والتسامح والسكينة ، وأن يوفقنا جميعا للعمل الخالص والمخلص ، من أجل سلام وسلامة واستقرار واطمئنان وطننا لبنان.