المرحلة الحالية هي مرحلة السباق مع الوقت بعدما تقدم ملف الترسيم الحدودي البحري الجنوبي واجهة الإهتمامات اليوم عقب المفاجئة الإسرائيلية بإعلان رئيس حكومة العدو الإسرائيلي؟ يائير لابيد نقلا عن الإعلام الإسرائيلي رفضه التغييرات التي يسعى لبنان إلى إجرائها.
وعليه موقف لبناني رسمي عبر وكالة رويترز التي أفادت أن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أكد أنه لا يزال على اتصال مع الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين كل ساعة لحل المشكلات العالقة في الإتفاق الذي تم إنجاز 90% منه لكن نسبة 10% المتبقية هي الحاسمة.
اما المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لوكالة “سبوتنيك”: لا يعنينا الرد الإسرائيلي وننتظر من الوسيط الأميركي تحمل مسؤوليته.
توازيا وفي الملف الرئاسي وقبل خمسة وعشرين يوما من انتهاء المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس جديد للبلاد دعا الرئيس بري النواب الى جلسة لإنتخاب رئيس للجمهورية.
الخميس المقبل في الثالث عشر من تشرين الأول.
أما حكوميا فملف التشكيل الحكومي حضر في بكركي بين البطريرك الماروني والرئيس ميقاتي الذي أكد أنه شخصيا آخر شخص يتحدث عن الطائفية وأنه مؤمن بلبنان ووحدته وبناء الدولة.
إلى جانب الاستحقاقين الرئاسي والحكومي يبقى استحقاق ترسيم الحدود البحرية حاضرا بقوة.
وبعدما قال لبنان كلمته في موضوع المسودة الأميركية باتت الأمور تنتظر جلاء صورة الموقف النهائي للعدو الإسرائيلي المنقسم على نفسه.
وفي هذا الشأن ينتظر المراقبون نتائج الجلسة التي يعقدها الكابنيت الإسرائيلي المصغر الذي لم يرشح عنها سوى ما نقل عن وزير الحرب الإسرائيلي من تعليمات للجيش بالاستعداد لتصعيد أمني على الحدود مع لبنان
قبيل الجلسة رصدت مواقف إسرائيلية متناقضة تم تسريبها عبر الإعلام العبري من قبيل رفض ملاحظات لبنان على مسودة آموس هوكشتاين والتهديد بوقف مفاوضات الحدود البحرية ونشر تقارير عن تأهب قوات الاحتلال عند الحدود مع لبنان.
فهل كل هذا يندرج في سياق الاستثمار الداخلي الإسرائيلي عشية الإنتخابات أم ان وراء الأكمة ما وراءها؟
على أي حال لم يتلق لبنان عبر الوسيط الأميركي ردا إسرائيليا رسميا على ملاحظاته بحسب ما قال مسؤول لبناني لرويترز مضيفا اننا نريد معرفة ما اذا كان الرفض نهائيا ام يمكن التفاوض بشأنه فيما نقل عن البيت الأبيض أن الاتفاق تراجع لكن يمكن إنقاذه
إلى غرفة الإنتظار عاد الملف الحكومي مجددا مع تعثر أحدث محاولة للاتفاق بين بعبدا والسراي.
لعبة الشروط وشد الحبال على المسار الحكومي يقابلها حراك على المسار الرئاسي من أبرز تجلياته دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية الخميس المقبل.
الجلسة المقبلة ستكون الثانية ضمن المهلة الدستورية الباقي من عمرها خمسة وعشرون يوما.
إلى كل ذلك تواصلت فصول مسلسل اقتحام المصارف الذي بات مشهدا يوميا وقد توزع اليوم بين خلدة والنبطية وغزير.
ثلاث معارك خاسرة تخاض اليوم.
المعركة الخاسرة الاولى اسرائيلية، من خلال عراضات الرفض والقبول للملاحظات اللبنانية على المقترح الاميركي. فالعدو يدرك قبل سواه ان ميزان القوى على الارض في غير صالحه، وان لبنان يمتلك ما يكفي من عناصر قوة سياسية وعسكرية لمنع استخراج الغاز من حقل كاريش طالما لم تصله حقوقه كاملة، من دون ان يكون معنيا اطلاقا بالمناورات الداخلية المتبادلة في الشهر السابق للانتخابات التشريعية في اسرائيل.
المعركة الثانية الخاسرة سياسية لبنانية، حيث تتكرر بأشكال مختلفة محاولات ضرب الميثاق والشراكة الوطنية. حينا بمقاربة الاستحقاق الرئاسي مع تجاهل الخلفية التمثيلية المطلوبة للمرشحين الجديين، واحيانا عبر محاولات لا تعد او تحصى لفرض حكومة لا تحترم وحدة المعايير، تحت وابل من الشعارات الفارغة حول الطائف والصلاحيات.
اما المعركة الثالثة الخاسرة فمعنوية. ذلك ان تحديد موعد الجلسة الرئاسية المقبلة يوم ذكرى 13 تشرين، بعد تحديد جلسة الموازنة يوم 14 ايلول، بات يعبر عن نهج اكثر منه عن خطأ او صدفة او سوء تقدير. غير ان الاسوأ من كل ما سبق، بعض التغريدات والتعليقات المنحطة، التي صدرت عن البعض ممن لا يستحقون التسمية، والتي تؤكد المؤكد حول الحقد الدفين والكره الاعمى ولو ادى الى ضرب مجتمع وانهيار قيم واخلاق ووطن.
تراجعت الإيجابية في ملف الترسيم: “مسؤول إسرائيلي كبير يكشف أن رئيس الوزراء يائير لبيد اطلع على تفاصيل التغييرات الجوهرية التي يسعى لبنان إلى إجرائها وأصدر تعليماته إلى فريق التفاوض برفضها”.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي فإن إسرائيل لن تتنازل عن مصالحها الأمنية والاقتصادية حتى إذا تسبب ذلك بعدم التوصل إلى اتفاق.
في المقابل أكدت مصادر مطّلعة على أجواء قصر بعبدا أن لبنان لم يتبلّغ بعد أيَ ردّ رسمي من الوسيط الأميركي حول الموقف الاسرائيلي النهائي من الملاحظات اللبنانية.
وقالت المصادر إن كل ما يُقال هو مواقف تصدر عبر وسائل إعلام من مسؤولين اسرائيليين،”أما نحن ففي انتظار هوكستين الذي سيحمل الموقف النهائي لذلك نفضّل عدم الاجتهاد”.
هوكستين نقلت عنه قناة الحدث أن الإسرائيليين رفضوا بعض الملاحظات لكنهم لم يرفضوا الاتفاق، ما يعني أن المقترح الأميركي ما زال قائماً، وبالتالي فإن الإتفاق لم يسقُط.
وإلى حين تبلور الموقف النهائي من ملف الترسيم ، أكثر من مِلف طُرِح اليوم : الرئيس نبيه بري وجه دعوة الى عقد جلسة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس الواقع في 13 تشرين الاول 2022 وذلك لانتخاب رئيس للجمهورية.
رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل انتقد تاريخ الدعوة فوصفه بأنه استهتار بمشاعر الناس، باسيل تحدث عن “ثمة مشكلة بانتخاب رئيس جديد وبتشكيل الحكومة، والإشارات غير مشجّعة لجهة الانتخابات والفراغ”.
معيشيًا، يبدو أن وزير الاقتصاد ضاق ذَرعًا باصحاب المولِّدات ففتح مِلفَهم من باب فرضهم ال TVA على المواطنين، فتوجَّه إليهم قائلًا: “من يدفع الضريبة على القيمة المضافة عليه أن يدفعَ ايضا ضريبةَ الدخل، هل أصحاب المولدات الذين يَجنون بالملايين، هل يدفعون ضريبة الدخل؟ هل يدفعون إلى الضمان؟ اذا كيف ستجعلون المواطنين يدفعون TVA؟”.
وسأل: “من يطلب من المواطنين دفع الضريبة؟ هل هو ملتزم تركيب العدادات؟ هل هو ملتزم تسعيرة وزارة الطاقة؟ هل فواتيرُه واضحة؟ هل نعرف عدد المشتركين معه؟ كذلك لا يمكنه التسعير بالدولار فهذا امر مخالف للقانون… سطرنا محاضر ضبط وطلبنا توقيف المخالفين ولا زال هذا الامر يحصل حتى اليوم.
وتوجه سلام إلى أصحاب المولدات بالقول: “قبل أن تفرضوا ضريبة على المواطنين، هل انتم تدفعون ضريبة للبلديات على الأملاك حيث تضعون مولداتِكم؟ او على اعمدة كهرباء الدولة التي تمدون عليها الكابلات؟
صحيًا، تم أمس تسجيل اول اصابة بالكوليرا في لبنان في محافظة عكار. وتجدر الاشارة الى ان هذه الحالة هي الأولى في لبنان منذ 1993 تاريخ آخر تفشٍّ للكوليرا.
لم تعلن إسرائيل رسميا رفضها اتفاق الترسيم مع لبنان لكن إعلامها ومسوؤليها الأمنيين سربوا أنباء عن رفض التعديلات المقترحة التي سلمها لبنان الرسمي إلى الوسيط الأميركي آموس هوكستين وحال الإرباك في الإعلان والإعلام الاسرائيلي بدا أنها تأثرت بالمعركة الانتخابية بين يائير لابيد وبنيامين نتنياهو ما دفع بوزير الحرب إلى ربط الأحزمة والترويج للاستنفار على الحدود وهذه الوضعية لها من يرد عليها يوم السبت المقبل في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فيما لم يجد لبنان الرسمي من دواع للرد على فرضيات إسرائيلية لم ترق إلى مستوى مجلس الوزراء المصغر.
وأكدت المواقف المحلية عزلتها عن التهديد الإسرائيلي وعدم دخولها في نزاع هو في صلبه انتخابي بين فريقين إسرائيليين وكلاهما يفضل ترحيل الاتفاق مع لبنان إلى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية.
وقال نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب لرويترز إنه لا يزال على اتصال بهوكستين كل ساعة لحل المشكلات العالقة في اتفاق الحدود البحرية معلنا أنه تم إنجاز تسعين في المئة من الاتفاق، لكن نسبة العشرة في المئة المتبقية هي الحاسمة، فيما أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ل”سبوتنيك” أن الرد الإسرائيلي لا يعنينا…
وقال: ننتظر من الوسيط الأميركي تحمل مسؤوليته ولما كانت الحرب الانتخابية في إسرائيل تدفع نحو تأجيل الترسيم فإن التمنيات مماثلة في لبنان، مع وجود أفرقاء يرغبون في إنجاز الاتفاق البحري بعيد نهاية ولاية الرئيس ميشال عون حتى لا يستخدم النفط والغاز كإنجاز يعوض فيه فرق الإخفاقات المتتالية في ست سنوات على الحطب والفشل الرئاسي…
حفر له جبران باسيل اليوم آبارا وحقولا للعهد المقبل إذا ما تم التنقيب عن الرئيس وحمل سيد بعبدا العتيد حزمة مطالب وشروط وأمنيات وملفات لم ينجز منها عمه قضية واحدة صنع رئيس التيار ورقة الأولويات الرئاسية التي تسير على خط نوردستريم لبناني وجلس ينتظر تفجير هذا الخط في اللحظة المناسبة وهو أعلن ترفعه عن المواصفات…
ودخل مباشرة في مقاربة تظهر مفهوم الرئيس للدستور ووضع على أكتاف هذا الرئيس الحزين حمولة زائدة من وزن: سياسة دفاعية خارجية وتوزان وطني وشراكة ومعالجة الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي وعقد طاولة حوار، وإقرار إلغاء الطائفية، واستقلالية القضاء.
وعليه أن يستخرج النفط والغاز ويحمي الثروة الغذائية والسمكية ثم ينتقل إلى الحوكمة الرشيدة ويبني لنا حكومة إلكترونية.
والأبرز أن على الرئيس أن يستكمل بناء السدود التي جاءت فارغة من مضمونها في عهد جبران ولن يوافق باسيل على رئيس جمهورية لا يبني لنا أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار التي أقرتها الأمم المتحدة بناء على طلب الرئيس عون فنحن في بلاد ننعم بكل مقومات العيش وليرزقنا الله فقط برئيس يؤمن لنا هذه الأكاديمية حتى ندخل جهنم آمنين.