أسماء جديدة للرئاسة.. و”المعارضات” سقطت في الفخ!

  / غاصب المختار /

لم تؤدِ، عملياً، جلسة المجلس النيابي لإنتخاب رئيس للجمهورية، سوى الى فرز المواقف وكشف بعض المستور، الذي بقي بعضه الآخر مستوراً لدى القوى السياسية، التي تنام على أسماء أخرى غير تلك التي جرى التصويت لها، ميشال معوض وسليم إده و”لبنان”، والتي باتت عملياً في حكم “المحروقة”، لا سيما وان إده سبق وابلغ الجميع عند  التداول بإسمه أنه غير معني ولم يطرح نفسه مرشحاً ولو طرحه الآخرون، وسبق ورفض مناصب وزارية لأسباب شخصية وعملية تخصّه وحده. فيما تردد ان قوى التغيير التي سمته تتداول بخيارات أخرى عملية أكثر مثل الوزير الاسبق زياد بارود والنائب والوزير الاسبق صلاح حنين.

أما ميشال معوّض الذي يختلف المعارضون المستجدون حول تسميته، فهو، بإعتراف من صوّت له، لن يتمكن من الحصول على أكثرمن 50 صوتاً في أي دورة من دورات الانتخاب، لذلك بات اسمه من قبيل المساومات والابتزاز، بينما ينام من صوّت له على أسماء أخرى لعل أبرزها سميرجعجع الذي طرح نفسه أكثر من مرة مرشح “مواجهة انقاذي” وهي صفة تحمل النقيضين، فلا المواجهة تؤدي إلى الإنقاذ ولا الإنقاذ يحصل بمرشح مواجهة. ومادام جعجع اقتنع، بعد الدورة الانتخابية الأولى أن لا حظوظ لميشال معوض بسبب عدم اقتناع نواب التغيير وأكثرية المستقلين به، سيطرح لاحقاً أسماء أخرى.

على الضفة  الأخرى، كانت الورقة البيضاء هي المؤشر على توجه القوى السياسية المصنّفة ضمن “خط الممانعة” المتماسكة أكثر من غيرها، والتي قالت مصادرها إنها لن تحرق مرشحها باكراً كما فعل الآخرون، وانها “عند الجد” تستطيع جمع أصوات 65 نائباً وأكثرخلال دورة الانتخاب التي تحتاج إلى نصف عدد أعضاء المجلس، بعد غربلة كل الأسماء غير الجدّية المطروحة لجس النبض وقياس ردود الفعل والتوجهات. بل ظهر أيضاً ان تهمة الاختلاف بين قواها غير صحيحة، وهي تنطبق على القوى الأخرى، التي تشرذمت أصواتها.

ولعل قوى الممانعة أتقنت اللعبة أكثر من القوى الأخرى، بدعوتها الى التوافق على مرشح يجمع الأكثرية، ولم تذهب إلى طرح مرشح تحدٍ ومواجهة وشعارات استفزازية للأطراف الأخرى، ولم تخضع لإملاءات خارجية عبر بعض السفراء. حتى ان فرنسا، الدولة المعنية أوروبياً ودولياً أكثر من غيرها بالوضع اللبناني، ظهرت أكثرواقعية من بعض القوى المحلية، وما زالت تدرس الاحتمالات وتدعو للتوافق على مرشح شبه إجماع، وهي تطرح بعض الخيارات التي تكون مقبولة من أغلبية القوى السياسية.

في المشهد الواضح، سقطت قوى المعارضة في فخ التحدي والاستفزاز، ولو أنها نجحت في فرض خيار آخر وأثبتت حضورها، وربما أصبحت قوى التغيير وبعض المستقلين إذا اجتمعت وتوحّدت أكثر ثقلاً انتخابياً من القوى الحزبية التقليدية في المعارضة (القوات اللبنانية وحزب الكتائب وتجدد وحلفاؤهم)، وقد تكون أصواتها هي المرجّحة لا القوى التقليدية.

المهم أن تتعامل هذه القوى بواقعية مع الوضع الداخلي، وإلّا تتحمل هي مسؤولية إطالة أمد الفراغ الرئاسي إذا طال ودخل لبنان في فوضى دستورية لا تفيدها، بل ربما تفيد خصومها المرتاحين على وضعهم.