كشفت أوساط صحيفة “الديار” أن الاتصالات الثنائية بين التيار الوطني الحر وحزب الله تتكثف لتقريب وجهات النظر حيال مسألة تبني ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وفي هذا السياق، لم تعد الامور «مسكرة» مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كما كانت من قبل، كما ان رئيس «المردة» يتعامل بالكثير من الايجابية والانفتاح مع بعض «هواجس» باسيل، حيث يؤكد الأخير على حفظ حق التيار الوطني الحر في اي تركيبة وزارية مقبلة كونه ممثلا لاكبر كتلة مسيحية في البرلمان.
وأوضحت الأوساط أنه يبقى ان ما يشغل بال باسيل هو وضعية التيار الوطني الحر في العهد الجديد، وهو يرغب بالتفاهم على «مظلة» رئاسية تحميه من «التنكيل» بعد الخروج من السلطة، وخسارة التوقيع الاول، فهو يدرك ان «خصومه» كثر وينتظرون هذه اللحظة. ولهذا فهو يبحث عن ضمانات محددة يحتاجها «للملمة» صفوف «التيار» واعداده للسنوات الست المقبلة، بعد «الاهتزازت» الكبيرة التي تعرض لها، وهو يدرك جيدا ان السيد نصرالله وحده قادر على ضمان تنفيذها مع الرئيس العتيد. والان تدور النقاشات حول هذه النقاط، واذا تم التفاهم لن يتأخر باسيل في الاعلان عن تبني ترشيح فرنجية في توقيت يتفق عليه بين «الحلفاء»، واذا لم يحصل على تلك الضمانات لن يجد نفسه مضطرا الى التوقيع على ما يعتبره «اعداما» سياسيا لتياره!
ورأت الاوساط ان فرنجية بدأ يحقق بعض الاختراقات الهامة التي يمكن ان يراهن عليها لتدعيم «اوراقه»، ومنها على الصعيد الداخلي عدم وجود «ممانعة» من البطريرك الماروني بشارة الراعي لوصوله الى بعبدا. اما خارجيا فلا تبدو باريس بعيدة عن هذه الاجواء وهي تتعامل مع هذا الترشيح «بليونة» لافتة، وقد يتبلور موقفها اكثر اذا توحدت كتل نيابية وازنة وراء ترشيحه، وعندها ستتولى القيام بتسويقه اميركيا وسعوديا باعتباره الخيار الاقل سوءً من «الفراغ»، علما بان واشنطن لا تزال تراهن على «ورقة» قائد الجيش العماد جوزاف عون التي لا تعارضها فرنسا ولكنها تريد اسما يمكن تمريره لا خوض معركة خاسرة دون طائل. ولهذا تهتم باريس جدا بمعرفة رأي حزب الله حيال ترشيح قائد الجيش وحتى الآن لم تحصل على اي اجابة سلبا او ايجابا..