ودّعت المملكة المتحدة والعالم الملكة اليزابيت الثانية في جنازة مهيبة حضرها سلاطين وملوك ورؤساء وزعماء من حول العالم في أول جنازة رسمية في البلاد منذ عام 1965، عندما أقيمت جنازة ونستون تشرشل.
وسار العالم اليوم على نبض وداع اليزابيت الثانية التي رحلت بعد سبعين سنة من التربع على العرش الملكي وهي رقدت في نهاية طوافها في نعشها الى جانب والدها ووالدتها وزوجها الامير فيليب في وندسور.
والى لبنان حيث الملفات تتسابق على وقع ازمة معيشية مخيفة المصارف مقفلة ثلاثة ايام بسبب مسلسل الاقتحامات ووفد صندوق النقد الدولي في بيروت سائلا عن عملية التقدم على المسار الاصلاحي
وتزامنا برز كلام رئيس الجمهورية للمنسقة الاممية في لبنان بقوله ان المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية باتت في مراحلها الأخيرة بما يضمن حقوق لبنان في التنقيب عن الغاز والنفط في الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة له
اما الملف الحكومي فبات من شبه المؤكد انه سيتقدم على الاستحقاق الرئاسي حيث ان الحكومة معدلة ستبصر النور قريبا بحسب المعطيات الاخيرة وهي تنتظر عودة الرئيس نجيب ميقاني من نيويورك والتي انتقل اليها من لندن.
بداية النشرة من جنازة الملكة اليزابيت الثانية التي ودعها العالم اليوم بعد سبعين عاما من الحكم وستة وتسعين عاما من حياة مليئة بأحداث البشرية.
قرار تشكيل الحكومة يضع التفاصيل العالقة في التعديلات الوزارية قيد الحل وترجيحات ان تبصر النور في اواخر ايلول وبانتظار عودة الرئيس نجيب ميقاتي من الخارج وارتفاع منسوب التفاؤل بتشكيل حكومة يجب على المعنيين تحمل مسؤولياتهم الوطنية والدستورية وخلق المناخات الايجابية بغية الاسراع في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والظروف الضاغطة التي يعاني منها اللبنانيون على أكثر من صعيد خاصة في قضية المودعين وأزمة القطاع المصرفي والانهيارات في الواقع النقدي.
وفي خضم المهلة الدستورية المتعلقة بإنتخاب رئيس للجمهورية فإن إنجاز هذا الإستحقاق يستوجب ايضا تزخيم حركة الإتصالات للتوافق والدفع باتجاه إنجازه إنطلاقا من عدم جواز الركون إلى فكرة الشغور وفق ما أكد المكتب السياسي لحركة أمل الذي توقف في اجتماعه عند هموم الناس وقضاياهم المعيشية وعند التحديات التي يعانون منها لاسيما قضية المودعين وأزمة القطاع المصرفي.
وتاكيدا على حقوق المودعين شدد الرئيس نبيه بري أمام بعثة صندوق النقد الدولي أن المجلس النيابي يصر على إنجاز التشريعات الضرورية والتعاون مع السلطة التنفيذية لحفظ حقوق اصحاب الإيداعات في المصارف التي أقفلت ابوابها اليوم تنفيذا لقرار أعقب سلسلة إقتحامات المصارف يوم الجمعة الفائت فيما اعتصم المودعون أمام قصر العدل مطالبين بالإفراج عن زملاء لهم تم توقيفهم على ذمة الإقتحام.
وفي الشوارع المحيطة بقصر العدل وفي أكثر من منطقة سجلت احتجاجات على الأوضاع المعيشية اقفلت فيها الطرقات بالاطارات المشتعلة كاشتعال سعر صرف الدولار الذي لامس سعر صرفه ال 39 الف ليرة فيما لم تلامس رواتب الناس ثمن ربطة الخبز اليومية.
فيما الخطوط الداخلية متداخلة بين الحكومة الممكن تشكيلها، والمصارف التي يصعب تصديقها، والدولار الذي يتعثر ضبطه، ضبط الصهاينة ساعتهم وكل خطوطهم على توقيت لبنان ومقاومته..
فالحكومة الاسرائيلية باتت مكبلة بعد الكلام الاخير للامين العام لحزب الله بحسب الاعلام العبري، والجميع يترقب اعين المقاومين وصواريخهم، وعلى اساسهم تسير المفاوضات التي يجب ان تكون نتائجها بما يرضي اللبنانيين لكي يتمكن الاسرائيليون من استخراج النفط – كما أكد محللوهم، فيما تأكيدات الرئاسة اللبنانية ان المفاوضات باتت في مراحلها الاخيرة بما يضمن حقوق لبنان في التنقيب عن الغاز والنفط، وان التواصل مع الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين مستمر حول بعض التفاصيل التقنية..
في تفاصيل زيارة الوفد اللبناني الكهربائي الى طهران اجتماعات مكثفة مع المسؤولين في وزارتي الطاقة والنفط الايرانيتين، والبحث يتركز حول مد لبنان بالفيول ، واصلاح شبكات الكهرباء، وبناء معامل لتوليد الطاقة الكهربائية، كما اكدت سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت للمنار، بل ان السفن المحملة بالفيول الايراني ستكون جاهزة خلال اسبوع او اسبوعين للابحار باتجاه لبنان بحسب السفارة الايرانية..
وبحسب المشاهد القادمة من الحدود الجنوبية، فان كاميرا المنار ومراسلها علي شعيب رسما مشهدا من العز والثبات بوجه العنجهية الصهيونية، فوقف الزميل علي ممتشقا “لوغو المنار” ومظللا باقوى المعادلات بوجه الجنود والدبابات والجرافات الصهيونية التي كانت تقوم باعمال التجريف عند الخط الازرق في شبعا، ما اكد حقيقة ان الصهاينة واقفون ليس خلف الخط الازرق وانما خلف الخط الاحمر الذي رسمه المقاومون.
انشغل العالم اليوم، ومعه لبنان، بوداع الملكة اليزابيث الثانية. أما وداع الازمات الداخلية التي تعصف بالبلاد، فدونه عقبات كثيرة وكبيرة، تبدأ بانعدام الثقة السياسية بين المكونات، ولا تنتهي بالانهيار الاقتصادي والمالي وتداعياته، المعطوفة على عجز شبه كامل للمؤسسات السياسية بشكلها الحالي عن اجتراح المخارج والحلول.
أما التعويل على الاستحقاقات السياسية المقبلة لإطلاق التحول المنشود، فلا يعدو كونه أحلاما وتمنيات. ففي الماضي القريب قيل: شكلوا حكومة تحل الأزمة، شكلت الحكومة فازدادت الأزمة تعقيدا. وفي الماضي الأقرب قيل، أجروا الانتخابات النيابية في موعدها، يبدأ الحل. جرت الانتخابات وغاب الحل. واليوم يقولون، انتخبوا رئيسا تخلصون.
عاجلا أم آجلا سينتخب رئيس، لكن لن يكون خلاص. فخلاص اللبنانيين اليوم بات يحتاج إلى ما هو أكبر من استحقاق عابر، سواء كان رئاسيا ام حكوميا أم نيابيا.
إن خلاص لبنان بعد كل ما جرى، لا يمكن أن ينطلق إلا من الجوهر. من مقاربة الأساسيات بحوار وطني صادق وفاعل، يمكن الركون إليه اليوم، بإرادة حرة، قبل أن يؤتى بنا إليه مرغمين.
لكن، في كل الأحوال، المشهد ليس سوداويا بالمطلق. ومصدر التفاؤل الدائم، رئيس لا يعرف إلى اليأس سبيلا. إنه العماد ميشال عون في الأيام الأخيرة من الولاية الرئاسية كما في أيامها الأولى: تصميم وإيمان قادران على إزاحة جبال التعقديات والعقبات، مبشرا اليوم مجددا بأن مفاوضات الترسيم بلغت مراحلها الاخيرة.
وفي هذا السياق، اكدت معلومات الأوتيفي ان نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المكلف من رئاسة الجمهورية بمتابعة ملف الترسيم، وصل الليلة الى نيويورك لإجراء سلسلة لقاءات مع المعنيين تصب في هذا الاطار.
أبهرت بريطانيا العالم في الوداع الملكي لملكتها. كان يقال عنها إنها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، واليوم يمكن ان يقال عنها إنها الملكية التي لا ينازعها أحد.
مراسم الجنازة كلفت بريطانيا ضعف ما يمكن أن يحصل عليه لبنان من صندوق النقد الدولي ، لكنها أرادت أن تقول للعالم إنها قلب الكرة الأرضية، عظمة وإبهار في نظام وتنظيم قل نظيره، وسيحفظ العالم هذا التاريخ : التاسع عشر من أيلول 2022 ، يوم ودعت الكرة الأرضية ملكة بقيت على العرش أكثر من ثلاثة أرباع القرن..
نعود إلى لبنانياتنا … إبهار، لكنه سلبي، فالمعالجات مازالت تحت بند ” عالوعد يا كمون “: يحكى عن حكومة جديدة تخرج الجميع من إحراج أن حكومة تصريف الأعمال لا يمكن أن تناط بها السلطة الإجرائية. حديث الحكومة الجديدة يتقدم على انتخابات رئاسة الجمهورية، فالوسط السياسي يعيش على تسريبة باريسية، فيما حامل مفتاح مجلس النواب الرئيس نبيه بري، كشف أنه لن يحرك المفتاح إلا بعد التوافق على الاسم، وبهذا الموقف يتقاطع مع ما يسرب من باريس.
خرقت الجمود الداخلي زيارة قام بها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو .
ماليا ومصرفيا، مر اليوم الأول من إضراب المصارف ويبقى يومان، غدا وبعد غد، ولم يعرف في نهاية اليوم الأول كيف سيكون الوضع يوم الخميس.
إضراب المصارف أضاف شللا على شلل، فيما لا يتوقع تحريك الملفات إلا بعد عودة الرئيس نجيب ميقاتي من نيويورك وقد شارك اليوم في تشييع ملكة بريطانيا، فيما وفد من صندوق النقد الدولي بدأ اجتماعاته في بيروت.