/محمد حمية/
علم موقع “الجريدة” أن موقف “حزب الله” من تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، لن يتأخر كثيراً، سياسياً وعسكرياً، وأن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله سيتحدث في اطلالة قريبة خلال أيام، وربما يوم السبت المقبل، عن تطورات الملف، في ضوء الزيارة الأخيرة للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، والتي لم ترَ قيادة الحزب فيها أي مستجد إيجابي على طريق انجاز ملف الترسيم خلال المدة التي حددها السيد نصرالله في خطابه الأخير للتحرك العسكري ضد منصة الاستخراج في كاريش.
وتشير المعلومات الى أن “حزب الله” يراقب حركة الوسيط الأميركي، ويرصد الحركة الإسرائيلية على الحدود ومواقف قيادة العدو السياسية والعسكرية، ويجمع المعلومات من المسؤولين اللبنانيين الذين التقوا الوسيط الأميركي، وذلك لتركيب “بازل” المشهد الداخلي ليُبنى على الشيء مقتضاه.
وتكشف المعلومات أن نصرالله سيحدد موقف الحزب من التطورات الأخيرة، لا سيما في ملف الترسيم، مشددة على أن الحزب لن يقبل ولن يصمت عن المناورات الأميركية المخادعة، وسيوضح للرأي العام أبعاد وخفايا المخطط الأميركي، لا سيما وأن الربط الأميركي بات واضحاً بين الترسيم والاستحقاقات الدستورية في لبنان، لا سيما رئاسة الجمهورية، كاشفة أن تأخير تأليف الحكومة مرتبط أيضاً بملف الحدود.
وتشير المعلومات لـ”الجريدة” إلى أن الحزب سيقلب الطاولة في نهاية المطاف اذا ما استمر سياق المناورة الأميركية، وسيغير مسار النزيف السياسي والاقتصادي والمالي الذي يعانيه لبنان منذ مدة بسبب الحصار الأميركي، والضغط على لبنان لفرض توقيع اتفاق ترسيم وفق الزمان الذي يحدده العدو الإسرائيلية، والشروط التي يفرضها.
وتحذر مصادر على تماس مع ملف الترسيم من قرار مجلس الأمن الأخير بتعديل صلاحيات اليونيفيل، وأن يكون لذلك علاقة بعدوان إسرائيلي استباقي على لبنان، لاستباق أي تحرك عسكري للمقاومة ضد أهداف إسرائيلية حيوية ونفطية، وذلك بمنح القوات الدولية صلاحيات أوسع لمراقبة حركة المقاومة وتقييد تحركها، لدفعها إلى تعديل أي خطة للتحرك العسكري ضد إسرائيل عبر الحدود.
وتوقفت عند الطروحات التي عرضها الوسيط الأميركي على لبنان المتعلقة بضمانات أمنية لإسرائيل في البحر والبر، وهذا ما سيتطرق إليه نصرالله أيضاً في كلمته المرتقبة.
ولم تُبدِ المصادر ارتياحاً للموقف الرسمي اللبناني الذي لا يواكب موقف المقاومة الصلب والقوي، بفرض المعادلة النفطية والغازية بقوة التهديد العسكري، “غاز ونفط شاطئ فلسطين المحتلة مقابل غاز ونفط شاطئ لبنان”، لكنها أشارت الى أنه لا يمكن التكهن بما يدور في عقل الحزب من مفاجآت عسكرية سيقدم عليها عندما تُسدّ أبواب الحلول الديبلوماسية في ملف الترسيم، وقبل أن يدخل لبنان في مرحلة الفراغ الكامل في رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، فتنتقل حينها زمام الأمور بملف الترسيم إلى يد المقاومة.