مقدمات نشرات الأخبار اليوم 12-9-2022

يوما بعد يوم يضيق الوقت ورغم ذلك تبقى عملية تشكيل حكومة جديدة بمثابة أكثر من ضرورة بمعزل عن الدخول في المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس الجمهوريةذلك أن الحكومة تشكل علاجا مطلوبا لتفاقم الأزمات ولوقف النزيف الحاصل والحد من الخسائر التي تطال القطاعات العامة والخاصة وكل ذلك هو اضعف الإيمان.

في شأن ليس ببعيد دعا المكتب السياسي لحركة أمل الى ضرورة النقاش الجدي للموازنة العامة التي تفتقر إلى الرؤية الإصلاحية المطلوبة وغياب خطة التعافي الإقتصادي والمالي معتبرا أن إقرارها يبقى حاجة لضبط ومعالجة الفجوات الكبيرة التي أحدثها إنهيار العملة الوطنية وتدني رواتب القطاعات المختلفة مما عطل قيام الإدارات والمؤسسات بدورها المطلوب.

دور آخر مطلوب الإلتزام به هو المتعلق بآليات العمل الخاصة لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب والتي نص عليها القرار 1701 منذ صدوره وهي تؤكد بوضوح لا لبس فيه دورها في مؤازرة الجيش اللبناني في القيام بالدوريات والأنشطة المختلفة ولا يمكن القبول بتغييرها من باب الحرص على عدم إهتزاز العلاقة القائمة والمتينة بين هذه القوات وأهالي الجنوب الذين يتمسكون بها كما بحقهم المشروع في حماية أرضهم وتحرير ما تبقى منها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر وفق ما رأت اليوم حركة أمل التي شددت على ضرورة تحديد المسؤولية في غياب الاتصالات المطلوبة وعدم متابعة القرار من الادارات اللبنانية المختصة مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام.

ولاحقاً قال الناطق الرسمي باسم اليونيفيل في بيان انه كان للقوات الدولية تفويض للقيام بدوريات في منطقة عملياتها مع أو بدون القوات المسلحة اللبنانية ومع ذلك تستمر أنشطتها العملياتية بما في ذلك الدورياتبالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية حتى عندما لا يرافقونها.

اضاف:تم التأكيد على حرية حركة اليونيفيل في قرارات مجلس الأمن التي جددت ولايتها بما في ذلك القرار 1701 في عام 2006 واتفاقية وضع القوات لليونيفيل الموقعة في عام 1995 ونحن نعمل بشكل وثيق ويومي مع القوات المسلحة اللبنانية وهذا لم يتغير.

عادت صفيحة البنزين لتلهب البلد المشتعل اصلا بفعل الغلاء المنزوع الاسقف والضوابط ، فاتم مصرف لبنان آخر لمسات رفع الدعم، راميا البنزين بكل سعره على عاتق دولار السوق السوداء.

ختم مسار الدعم الممتد لعقود بعدما اتخم منه كثير من المحظيين، والعين على الاجواء المعيشية، والخشية من فلتان الاسعار المستند الى حجة دولرة المحروقات وفق السوق السوداء.

ما كان على جدول الاسعار السابق من دعم لم يتعد العشرين في المئة، استبدلت في الجدول الجديد بزيادة عشرين الف ليرة، على امل الا يستغل اصحاب القلوب والعقول السوداء هذا الاجراء لتسييله نارا تلهب سعر صرف الدولار، فالتجارب السابقة لا تبشر بالخير، ووعود السلطة بردع هؤلاء لم تصدق يوما – من اول الازمة وعلى امتداد قطاعاتها.

هي خطوة جديدة تزيد ارهاق المواطن معيشيا وماليا وتجعل الاسواق رمالا متحركة عميقة والاسعار اكثر جنونا في بلد تغزوه المفارقات، ولكن لا تغيب المبادرات الانقاذية من اجوائه، وما يحتاجه فقط اذن صاغية من مسؤوليه وخطوة واعية منهم تسمح للبلد واهله بالتقاط الانفاس ليبنى مسار جديد، اساسه الاستفادة من الثروات الوطنية.

في فلسطين المحتلة كيان صهيوني سارق للثروات، مأزوم بالمعادلات، يستجدي المهل للهروب الى الامام. لكنه كيان محكوم بمعادلات المقاومة ومحورها، خصوصا في ملف الترسيم مع لبنان، ومعدوم القدرة على المراوغة والتهرب، محاصر بفعل الانقسامات الداخلية والصراعات السياسية والمجتمعية، يعاني ضعف الهيبة بحسب ما اقر رئيس جهاز الشاباك رونين بار.

فالتحقيق مع الشبان الفلسطينيين كشف عن معلومات حللها “بار” على ان كيانه اصبح في مرحلة متقدمة من خسارة ما يسميها الحصانة التاريخية، التي قامت على اساس ارعاب دول المنطقة وقتل شعوبها، فيما الكرة ترد اليوم الى الداخل الصهيوني المهترئ، الذي يواجه اليد الفلسطينية المقاومة، صاحبة الارادة القاطعة بالتحرير.

 

لولا بارقة الأمل الناتجة عن التطورات المتسارعة في ملف الترسيم، لأمكن التأكيد أن المجهول هو المصير الحتمي لمختلف المسارات السياسية والاقتصادية والحياتية في لبنان.

فالاستحقاق الرئاسي مصيره مجهول، في ضوء القدرة المتبادلة على تعطيل النصاب، وفي موازاة عدم تأمين أي مرشح من أصحاب الأسماء المتداولة أكثرية مطلقة من عدد النواب، حتى يؤمن الفوز إذا تأمن النصاب.

وتأليف الحكومة مصيره مجهول، في ضوء اقتصار المعطيات في شأن الملف على ايجابيات يدلي بها بعض المسؤولين في تصريحات إعلامية، لا تلبث أن تقابلها سلبيات يعبر عنها مسؤولون آخرون.

ومعالجة المآسي الحياتية المتوالدة مصيرها مجهول، في ضوء الترقيع المتنقل بين قطاع وقطاع، والحلول الجزئية التي ترضي البعض، وتحزن البعض الآخر، لنبقى في دوامة من المطالب والمطالب المضادة المحقة، فيما الحل الجذري الذي ينطلق من إقرار خطة التعافي المالي، ومعها القوانين الأربعة الأساسية، أي السرية المصرفية الذي رده رئيس الجمهورية لتحصينه أكثر، واعادة هيكلة المصارف، والكابيتال كونترول، فضلا عن الموازنة، التي تعرضت اليوم لحملة مزايدات جديدة من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الشريك في كل ما حل بالبلاد على المستويين الاقتصادي والمالي منذ عام 2005 على الأقل، انما المتعفف اليوم عن تحمل المسؤولية، ملقيا بها على الآخرين، تحت وابل من الشعارات غير الواقعية، والعبارات المعسولة، المغسولة بالسموم السياسية، وكلام الحق الذي يراد به الباطل، لا أكثر ولا أقل.

lbc

صحيح أن الترسيم برا وبحرا، جنوبا، يأخذ حيزا مهما من انشغالات المسؤولين اللبنانيين، ولكن في المقابل فإن “الترسيم” الرئاسي والحكومي هو الشغل الشاغل، على قاعدة محاولة تفكيك اللغز التالي:

إذا وصلنا إلى 31 من تشرين الأول من دون حكومة مكتملة الصلاحية، ومن دون رئيس جديد للجمهورية، ماذا سيحصل في البلد؟

حتى الساعة لا أحد يملك جوابا دقيقا وموثوقا به. صحيح أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيكون منتصف ليل 31 تشرين الأول في منزله في الرابيه، ولكن ماذا عن التطورات المرتقبة؟ هل يتحرك الشارع؟ وهل يقابله شارع؟ هل يتولى الرئيس ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال، دفة السلطة التنفيذية؟ ماذا لو لم يتجاوب الوزراء المحسوبون على رئيس التيار الوطني الحر؟ هل تتعطل السلطة التنفيذية؟

في هذه الحال، كيف يسير البلد؟

هناك استحقاقات بالغة الأهمية: من اتفاق ترسيم الحدود، “إذا أنجز”، إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، “إذا تحقق”، إلى تحقيقات جريمة العصر المتمثلة في انفجار المرفأ، “إذا استمرت”، إلى استحقاقات الإضرابات، من إضراب القطاع العام إلى إضراب القضاة إلى احتمال أن يعاود موظفو أوجيرو إضرابهم بعد تعليقه أسبوعا.

كل هذه الاستحقاقات والملفات، كيف يمكن مقاربتها في ظل هذا الاهتراء؟

ومتابعة للقاءات الباريسية، فقد علم أن الجانبين السعودي والفرنسي وسعا من دائرة لقاءاتهما، فاجتمعا بنواب لبنانيين من التغييريين والمعارضة. وتضيف المعلومات ان الجانب السعودي، في لقاءاته، كان جادا في ملف أولوية حصر السلاح في يد الشرعية اللبنانية، وهذا الملف يعطيه الأولوية على ما عداه، لاسيما الإصلاحية منها. وتختم المعلومات أن الرياض وباريس جادتان في الموضوع اللبناني، خصوصا في الاستحقاق الرئاسي ثم الاستحقاق الحكومي.

 

رمي البر بالبحر ..وامتد الترسيم من المياه الاقليمية الى اعالي الناقورة واصبح مصير النفط والغاز على العوامات ومن المقرر ان يقدم المسؤولون اللبنانيون جوابهم على خرائط الموفد الاميركي اموس هوكستين بعد اشاعة فوضى لبنانية في مسألة التبليغ واستلام الخرائط . ولأن الحكم في لبنان بالمفرق وهم اجتمعوا مع هوكستين فرادة وكل على حدة بفعل الخلافات على العوامات السياسية الضاربة فإن الاجوبة لا تزال حتى الان عائمة وغير مستندة الى مرجعية ما خلا ” النائب المكلف ” الياس ابو صعب والذي ينبع من بعبدا ويصب في عين التينة . لكن الخلاف الروتيني في لبنان لم يكن سببا وحيدا لفوضى الترسيم فالملف يترسم على حدود انتخابات اسرائيلية وانتخابات نصفية اميركية وقمة عربية.

وكل هذه المواعيد ستجري في تشرين الثاني المقبل يسبقها رحيل الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا في آخر ليالي تشرين الاول. وقبل هذه التواريخ لا اتفاقيات ستوقع وليس هناك من خطوط قابلة للتفاوض الداخلي سواء على ملفات الرئاسة او تعويم الحكومة وصولا الى جلسات مجلس النواب إذ ان جلسة الموازنة العامة يوم الاربعاء المقبل اصطدمت بموعدها الذي يصادف ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل.

ولأن رئيس حزب القوات سمير جعجع ضنين على الذكرى وقائدها فقد اعلن الحداد ونكس اعلام معراب وقاطع نوابه جلسة مجلس النواب ومقاطعة الاربعاء سيليها عدم موافقة جعجع على الموازنة يوم الخميس متأثرا بمشاعره الوطنية وبارقام الموازنة من دون مناقشتها تحت سقف الجلسة العامة.

وفيما دعا جعجع في الملف الرئاسي الى الاتفاق على مرشح واحد لخوض المعركة بدأ نواب التغيير جولاتهم اليوم على المرجعيات الحزبية والسياسية المقررة رئاسيا لكن من دون طرح اسماء بل للضغط باتجاه عدم الوصول الى الفراغ .

ووسط الحراك الرئاسي الذي يبدو انه سيبلغ الفراغ بفعل وهن الزعامات المرشحة فإن رأس الحكمة ..جاء من رأس الكنيسة .

وفي كلام على الميزان كان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يقدم مقاربة بالتساوي فهو لم يعط مجده لأي مرشح ولم يزكي احدا لكنه طرح المخاوف الوطنية على بلد تعصف به الريح .

ومن سياق حواره الليلة الماضية مع قناة الجديد ظهر البطريرك الراعي على صورة رجل الكنيسة الزاهد بالقيادات المسيحية والمارونية تحديدا لاسيما عندما صغر اداءهم وطالب الرئيس ميشال عون بان يرحل كبيرا كما دخلها كبيرا وان يفعل كل ما يستطيع لانتخاب رئيس جديد قبل نهاية العهد.

وفي هذه المطالبة اشارة ضمنية الى ان رئيس الجمهورية الحالي لا يفعل وانه محاط بالتعطليين .

وفتح البطريرك الراعي نوافذ حوار عديدة في قمة المسؤولية.
ولم يعلن الخصومة مع اي طرف لبناني ولان المعاملة بالمثل فإن وزير الاشغال علي حمية الذي يمثل حزب الله في الحكومة يزور الديمان غدا لكنه لا يحمل صفة الموفد من الحزب, انما قد تؤدي زيارته الى تعبيد الطريق المتعرجة بين بكركي وحارة حريك.