سيناريو “عوني” لما بعد بعبدا!

أوضحت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة «اللواء» أن لا بوادر انفراج على صعيد تاليف الحكومة وإن المواقف التي صدرت لاسيما من قبل النائب جبران باسيل فرملت أي مساع للتأليف. وقالت المصادر أن لا توقعات إيجابية بشأن عدة ملفات من الرئاسة إلى الحكومة، لكنها لاحظت أن ذلك لا يعني أن ملف الترسيم لن يخرج بنتيجة غير إيجابية، معتبرة أن كله متوقف عند المعطيات التي يقدمها. وتوقعت أنه مع اقتراب الاستحقاقات من مواعيدها، قد تشهد البلاد ارتفاعا في منسوب التوتر السياسي بمشاركة جميع الأفرقاء.

واعتبرت مصادر سياسية تهديدات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران بالفوضى الدستورية في حال انتهت ولاية الرئيس ميشال عون، ولم يتم تشكيل حكومة جديدة تتولى مهمات رئيس الجمهورية، بانها تندرج في اطار سيناريو معد سلفا، بدأ بتعطيل متعمد من قبل عون ومن خلفه باسيل، لكل مساعي وجهود الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، لابقاء حكومة تصريف الأعمال في مهمتها، وفي المقابل لتبرير اي تصرف او تدبير غير دستوري، يقدم عليه رئيس الجمهورية ميشال عون لتمديد بقائه بالسلطة او اختراع انتداب دستوري اومايشابه ذلك بعد انتهاء ولايته في الواحد والثلاثين من شهر تشرين الاول المقبل، بالرغم من كل الادعاءات الباطلة والاكاذيب التي يروجها رئيس التيار الوطني الحر بهذا الخصوص.

وأضافت المصادر أن تفاصيل السيناريو السيء الاخراج الذي ينفذه باسيل لم يعد خافيا على احد، وبدأت تفاصيله تتكشف تباعا، بعدما عطل الرئيس عون بايعاز من باسيل، كل محاولات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، منذ أن قدم تشكيلته الوزارية استنادا إلى الدستور فور الانتهاء من الاستشارات النيابية، بالرغم من المرونة التي ابداها، في اكثر من لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون في سبيل التوصل الى تفاهم بينهما، لاصدار تشكيلة الوزارة الجديدة باقرب وقت ممكن، لان البلد لم يعد يحتمل مزيدا من المناكفات والتجاذبات والصدام السياسي. ولاحظت المصادر ان قطع الطريق امام كل الاقتراحات والطروحات التي قدمها الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية فب اكثر من لقاء ببنهما، واضاعة الوقت سدى، يندرج باطار السيناريو المذكور، لتعطيل اي جهد اومحاولة مهما كانت إيجابية، في سبيل تشكيل الحكومة الجديدة، لانه لم يعد هناك مصلحة لباسيل في ذلك، ولا يستفيد منها شيئا، اذا شكلت على غير الشروط والمطالب التي عبّر عنها، مباشرة اوبالواسطة للاستئثار بقراراتها، ولا تمهد له الطريق لخلافة عون في بعبدا بعدما سدت كل المنافذ لبلوغ هذا الهدف الاسمى في نظره ولم يلق اي تأييد او دعم عربي اودولي لمنافسة الاخرين الى منصب الرئاسة الاولى.

واكدت المصادر ان باسيل ينوي تبرير اي اجراء غير دستوري يتخذه، بالاستناد الى ان حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي منقوصة دستوريا لانها مستقيلة، ولايحق لها تسلم صلاحيات رئيس الجمهورية، ولذلك فإن اي تصرف سيتجاوز فيه عون وباسيل الدستور بعد ذلك.