/ مرسال الترس /
الوضوح والمصداقية اللذين اتسم بهما رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في تعاطيه السياسي، لم يشكلا له يوماً أي إحراج، لأنهما نابعين من شخصيته غير المعقدة من الآخرين، في حين أن العديد من السياسيين الذي يفاجأون بمواقفه، من الأصدقاء أو المنافسين، يرفعون له القبعة على هذه الجرأة، حتى لو كانت ستنعكس عليه في السياسة اللبنانية التي تُعتبر “حمّالة أوجه” في العديد من التصرفات.
فعندما اتخذ فرنجية القرار، في العام 2018، بالذهاب إلى بكركي للقاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لطي مفاعيل صفحة مجزرة إهدن، لامه كثيرون، من القريبين قبل البعيدين، فكان جوابه واضحاً: “عندما يكون علينا وضع مصلحة المسيحيين في الشرق قبل أي ربح أو خسارة، لا يجب أن نلتفت إلى الوراء”.
بالأمس نقل زوار فرنجية عنه قوله بأنه “إذا ما استطاع النائب جبران باسيل تأمين 61 صوتاً لترشحه لرئاسة الجمهورية، فهو مستعد أن يمنحه أصوات النواب الأربعة من كتلته، ليصبح رئيساً بالأغلبية المطلقة، أي 65 صوتاً، ولكنّ المهم أولاً تأمين 61 صوتاً.
في المقابل، يضع باسيل شروطاً لدعم كتلة “لبنان القوي” ترشيح فرنجية. منها مشاركته بشكل أساسي في العهد الجديد. في حين يؤكد فرنجية أنه مستعد لإعطاء كل ذي حق حقه في العهد الجديد، ومن دون شروط مسبقة.
والبعض يذهب إلى القول بأن “حزب الله” لن يعلن دعمه العلني لفرنجية الذي يفضله على مرشحين كثر، قبل أن يسير باسيل في دعم هذا الترشيح، كما فعل فرنجية عندما رفض النزول إلى مجلس النواب في العام 2016، خلافاً لإرادة الحلفاء.
هل يستطيع باسيل اتخاذ خطوة توازي خطوة فرنجية، وهو المدرك تماماً أن حظوظ فرنجية متقدمة عليه، وعلى كثيرين في المجموعة المحسوبة على فريق 8 آذار؟