الانطباع الأول السائد، حتى الآن، أن الفراغ الرئاسي حتمي. وكأن الدوائر السياسية التي تعمل عادة على خلق دينامية رئاسية، تسلّم جدلاً بصعوبة تجاوز استحقاق الفراغ الرئاسي الثالث، وإجراء انتخابات رئاسية خلال شهرين.
والانطباع الثاني أن لا ضرورة لأي حوار داخلي، ولو أولي، يتعلق بالرئاسة، ما دام الاستحقاق خارجياً بامتياز، قياساً إلى التجارب السابقة.
لكن سياسيين رافقوا استحقاقات رئاسية لا يتعاملون مع الفراغ على أنه بات مسلّماً به، ولا يأخذون على محمل الجد أي محاولات مبكرة لسحب “فكرة” الانتخابات من الواجهة.
كل من أسهم في صياغة مشاريع رئاسية، يتحدث عن أن الاستحقاق الفعلي قد لا ينتهي إلا في ربع الساعة الأخير، وأن من المبكر الجزم من الآن بأن الفراغ الرئاسي، ولو كانت أسهمه مرتفعة قياساً إلى التجارب السابقة، صار حكماً أمراً واقعاً.
لذا فإن الدخول الجدي في الرئاسيات سيكون على الطاولة بدءاً من تشرين الأول، وإن صاحبته شروط وشروط مضادة. وبذلك يستنفد جميع المعنيين شهر أيلول في جس النبض وجوجلة الأسماء المرشحة، إلى استكشاف آفاق الوضع الإقليمي، ما يعطي مجالاً رحباً للدخول في الشهر الأخير من المهلة الدستورية كمرحلة نهائية.
“الأخبار”