قالت مصادر مطلعة لصحيفة “الأخبار”، إن “رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي عاد وتحدث عن عدم مطابقة الفيول الإيراني للمواصفات، علماً أن ذلك ليسَ صحيحاً”، مشيرة إلى أن هناك “نقطة وحيدة يمكن معالجتها وهي احتواء الفيول على نسبة عالية من الكبريت، وهو أمر واجهناه مع الفيول العراقي”.
وكشفت المصادر أن “الجهات التي تعمل على حل هذا الملف عرضت على ميقاتي حليّن لذلك: الأول، الاستعانة بشركة متخصصة تعمل على خفض نسبة الكبريت في الفيول عبر استخدام مواد معينة، وهناك تجارب سابقة للبنان في هذا المجال. إذ تمت الاستعانة في التسعينيات بشركة سويسرية لمهمة كهذه. والثاني، اعتماد الخيار الذي اتبعته الدولة مع الفيول العراقي عبر إجراء عملية استبدال (swap) مع شركة خاصة تزوّد لبنان بنفط مطابق”.
وعلمت «الأخبار» أن الخيارين نوقشا مع رئيس الحكومة، وطلبَ إليه التواصل مع نظيره الإيراني أو تشكيل وفد ليزور طهران، علماً أن وزير الطاقة وليد فياض يدفع في اتجاه تشكيل الوفد ولا يمانع أن يذهب هو شخصياً إلى إيران للبحث فيه. وقالت مصادر وزارية إن «مستشاراً من وزارة الطاقة زارَ السفارة الإيرانية في بيروت أخيراً لهذه الغاية.
ويقول معنيون بالملف إن “الجانب الإيراني لن يرضى بإرسال الهبة من دون موافقة رسمية مسبقة خشية أن تصل البواخر إلى بيروت فتسحب الدولة اللبنانية يدها من الأمر وترفض استلام الفيول خوفاً من الغضب الأميركي”.
إلا أن المفارقة تكمن في طلبات مستجدة لرئيس الحكومة الذي يسأل عن إمكان أن تؤمّن إيران فيولاً يكفي لنحو 8 ساعات من التغذية يومياً، تضاف إلى ساعتَي تغذية يؤمنهما الفيول العراقي وساعتين أخريين يمكن تأمينهما عبر اتفاق مع شركة سوناطراك الجزائرية.
واستغربت المصادر هذا الطلب غير المنطقي، وسألت: “كيف يمكن أن نشترط أن تكون الهبة كافية لتأمين هذا العدد من ساعات التغذية، وهو ما لم يؤمنه الفيول العراقي الذي ندفع ثمنه؟”، مشيرة إلى أن كل ذلك “مجرد حجج وعقبات يضعها ميقاتي لتبرير عدم قبول الهبة بشكل رسمي، وذلك بطلب من السفيرة الأميركية في بيروت”.