كان لافتاً للانتباه عدم رد رئاسة الجمهورية لا مباشرة ولا عبر المصادر ولا بالتسريب، على مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس خلال إحياء ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، حول تشكيل الحكومة، وموضوع توزير ستة وزراء دولة من السياسيين لتطعيم الحكومة الحالية بعد تعويمها وتبديل وزيري الاقتصاد وشؤون المهجرين. عدا عن أن كلامه الآخر حول العهد وفريقه السياسي، ربما لأن رئيس الجمهورية وفريقه لم يريدا الدخول في سجال آخر مع رئاسة المجلس النيابي وما تمثله سياسياً.
ولكن مصادر مطلعة على موقف الرئيس ميشال عون ومن يؤيده من السياسيين، أوضحت لـ “الجريدة” أن “اقتراح توزير ستة وزراء دولة من السياسيين هدفه تحصين الحكومة الحالية سياسياً بعد اعادة تشكيلها، نظراً للتجارب غير المشجعة لحكومات التكنوقراط وحيث تعرضت لكثير من الانتقادات والتعثر في كل موضوع أساسي كانت تواجهه، ما أدى الى تأخير أو تعطيل الكثير من القرارات نظراً لعدم وجود مرجعية سياسية مباشرة لهم، ولا سيما في هذا الظرف المفصلي الذي تمر به البلاد والاستحقاقات الوطنية المنتظرة التي تحتاج الى حكومة قوية تواجه ما ينتظر لبنان”.
وقالت المصادر: “إن الغاية ليست تحصيل الثلث الضامن كما يتردد فهو موجود أصلاً في الحكومة الحالية ولم يتم استخدامه ولا مرة. هذا عدا أهمية وجود حكومة قوية تواجه الوضع في حال حصول فراغ في سدة الرئاسة الاولى مهما كان عمر هذا الفراغ، ما يعطي للحكومة دفعاً اضافياً للقيام بالمهمات المطلوبة ضمن الحدود الدستورية المتاحة لمواجهة الوضع الناتج عن الفراغ الرئاسي”.
ورأت المصادر أنه “إذا حصل انتخاب رئيس للجمهورية، فسيكون عمر الحكومة الجديدة قصير، وتكون البلاد قد تجاوزت قطوعاً خطيراً بحكومة قادرة على اتخاذ القرارات الضرورية بوجود ممثلين للقوى السياسية الاساسية فيها”.