/ مرسال الترس /
إذا كانت معركة الاستحقاق الرئاسي في العام 2016 قد شهدت العديد من الطروحات و”التكويعات” التي اشتهر بها رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، وهو يفتخر بها لأنه يتعاطى بواقعية مفرطة مع الأمور، ولكن الصحيح أيضاً أن العديد من الشخصيات السياسية في لبنان قد مارست الأسلوب نفسه، ولكن تحت عناوين “الضرورات التي تبيح المحظورات”.
في هذا السياق، يبدو أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، قد أعجبته هذه “القاعدة”، فبدأ يمارسها منذ نحو شهر في الاستحقاق الرئاسي للعام 2022.
في أولى إطلالاته في هذا المجال، أعلن أنه مستعد لدعم قائد الجيش العماد جوزاف عون إذا رغب في أن يكون اسمه من بين المرشحين للوصول إلى قصر بعبدا، أو إذا أتيحت له الفرصة الدستورية لذلك.
ومنذ نحو أسبوعين جرى تسريب خبر في موقع الكتروني قريب من حزبه، أنه التقى رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض في معراب، وفاتحه في إمكانية دعمه!
كما أن المعلومات تتحدّث عن أن تريسي شمعون سمعت كلاماً مباشراً من جعجع مفاده “إذا حصل توافق بين القوى المعارضة عليك، بتمشي القوات بترشيحك”.
ومنذ بضعة أيام بدأ نواب كتلة “الجمهورية القوية”، بعد أن كان السبّاق فيهم النائب ملحم الرياشي، يسّوقون لفكرة أن يكون جعجع نفسه مرشحاً جدياً و”طبيعياً”، باعتباره “يملك أكبر كتلة نيابية في المجتمع المسيحي”، مع أن نقاش الأحجام مفتوح “على الورقة والقلم” بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” وكتلته “لبنان القوي”.
ولم يتوقف طرح الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى حدود مغازلة رياشي لـ “حزب الله”، لعله لا يدير “الأذن الطرشاء، في هذا الإطار.
ويبدو أن كل هذا الحراك “القواتي”، يمهّد لما قد يقوله جعجع بنفسه في احتفال لـ”القوات” في 4 أيلول.
وطالما أن المهلة مفتوحة لإيصال هذا الاستحقاق إلى خواتيمه، ضمن المهلة الدستورية أو خارجها، فيبدو أن كل الاحتمالات تبقى مطروحة أمام معراب:
طرحت خيارات عدة ولوّحت بأسماء تحت سقف توحيد “المعارضة الحقيقية” التي تقول إنها تتمثّل بكتلة “الجمهورية القوية” إضافة الى “السياديين” و “التغييريين” و”كتلة تجدد” وصولاً الى قدامى تيار “المستقبل”.
وربما غداً تُعلن استعدادها لدعم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لقطع الطريق على سليمان فرنجية، كما حصل في العام 2016 حين سارعت إلى تأييد “العدو اللدود” العماد ميشال عون.
أو تُقدم على إعلان تأييدها لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيه، على خلفية المصالحة في بكركي عام 2018، إذا ما لمست أن هناك حظوظاً جدية في وصول باسيل إلى بعبدا، أو تناهى الى معلوماتها أن رئيس الجمهورية، ومع تعثر تشكيل حكومة جديدة مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أو تعويم الحالية، قد يُقدم في “ساعة تخلٍ” على تكليف باسيل برئاسة حكومة انتقالية، كما يتردد في كواليس “القفزات الدستورية” غير المحسوبة.
الواضح أن كل الاحتمالات التي تخدم “الضرورات” و”المحظورات”، مطروحة، والأسابيع، أو على الأرجح الأشهر المقبلة، ستحمل الكثير من المفاجآت!