على بيانين ساخنين يقفل الأسبوع … الأول لدار الفتوى والثاني لرئاسة الجمهورية وهما يعكسان بوضوح الإنسداد السياسي الحاصل سواء على مستوى التأليف الحكومي أو الإنتخاب الرئاسي الذي يدخل فلك المهلة الدستورية بعد ثلاثة أيام.
وفي ظل هذا الإنسداد تبدو المحركات السياسية مُطفأة ولغة التواصل معطلة على خط بعبدا – السراي.
لكن بعض المتفائلين يفترضون حصول محاولات لإحياء المسار الحكومي الأسبوع الطالع.
على هذا المسار رُصدت اليوم مواقفُ لنوابٍ في حركة أمل رفضوا فيها حكومة إدارة فراغ وطالبوا بانتخاب رئيس للجمهورية بعد التوافق عليه يكون قادراً على تأمين التواصل بين اللبنانيين.
وفي تلك المواقف أيضاً تمسكٌ بحقوق لبنان في ثروته النفطية والغازية ودعوةٌ للدفاع عنها بكل الوسائل والإستفادة من عناصر القوة التي أرستها المقاومة.
وفي هذا الشأن إشارةٌ إلى ما ذكرته وسائل الإعلام العبرية عن جولة جديدة سيقوم بها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في المنطقة الأسبوع المقبل وهو أمر لم يحظ بأية تأكيدات رسمية.
في المقابل حظي ملف الكهرباء المتعثر بتغريدة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي رأى فيها ألاّ طاقة من مصر والأردن والجزائر إلى لبنان إذا لم تُشكّل هيئة ناظمة فيه وسأل عما إذا كانت قوة التسلط تسمح بوقف الهدر وإنشاء إدارة جيدة للقطاع..
اسبوعٌ آخرُ يَطويهِ لبنانُ من عمرِ أزماتِه ، قطاعاتُ الدولةِ بينَ مضربةٍ عن العملِ وملوّحةٍ بالاضرابِ او عادت الى تسييرِ الامورِ على مضض. والعدوى تنتقلُ الى الخارج ، فالسلكُ الدبلوماسيُ يلوّحُ بالاضرابِ التحذيري، السفراءُ والقناصلُ يتجهونَ الى وقفِ العملِ بسببِ عدمِ قبضِ رواتبِهم منذُ أكثرَ من أربعةِ أشهر.
فالدولةُ في انحدارِها ، وأهلُ الحلِّ والربطِ على خِصامِهم ، لا تهدأُ حربُ البياناتِ حتى تشتعلَ من جديدٍ مطيحةً بكلِّ أملٍ بولادةٍ حكوميةٍ توقفُ عجلةَ التدهورِ المتسارعة ، فيما منطقُ الامورِ يَفرضُ أن تكونَ السلطاتُ في حالِ استنفارٍ دائمٍ معَ قربِ الاستحقاقاتِ المصيرية. المبعوثُ الاميركيُ آموس هوكشتاين بحسَبِ الصهاينةِ سيَطرقُ أبوابَ المنطقةِ من جديدٍ مطلعَ شهرِ أيلولَ حاملاً أجوبةً سيُبنى عليها الكثير، الا انه لن يسمعَ من المقاومةِ كلاماً مغايراً لما قيلَ اليومَ في اسبوعِ والدةِ شيخِ الشهداء راغب حرب: نحنُ مصممونَ وماضونَ بيقينِ أمِّ راغب وأمثالِها من الرجالِ والنساءِ نُصرةً لحقِنا في استثمارِ ثرواتِنا الطبيعية ، ولن نُذَلَّ ولن نخضعَ قالَ رئيسُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائبُ محمد رعد.
اما المفتي الشيخ احمد قبلان فيؤكدُ في بيانٍ أنَّ الحلَّ يكونُ بإنقاذِ الدولةِ من الفوضى الدستوريةِ وانتشالِ البلدِ من دوامةِ الفراغِ السياسي، فيما الإنقاذُ المباشرُ يرتبطُ بنفطِ لبنانَ السيادي حتى لو أدّى ذلك إلى الحربِ بحسَبِ الشيخ قبلان.
الحربُ الاخيرةُ على قطاعِ غزةَ والتطوراتُ الميدانيةُ والسياسيةُ في فلسطينَ ولبنانَ والمنطقةِ كانت مدارَ اللقاءِ الذي جمعَ الامينَ العامَّ لحزبِ الله سماحةَ السيد حسن نصرالله مع وفدٍ قيادي من حماس برئاسةِ نائبِ رئيسِ المكتبِ السياسي للحركة صالح العاروري. وجرى التداولُ أيضاً حولَ ما يمكنُ أن تؤولَ إليه الأوضاعُ في المنطقةِ على ضوءِ التطوراتِ الحاصلة.
بوضوحٍ تام، قالت رئاسة الجمهورية كلمتها أمس. غير أنَّ بعض الذباب السياسي واصل طنينَه المعتاد عبر وسائل الإعلام والتواصل، وكأنَّ المطلوب أن تبقى الكذبة كذبة، وأن يُراكَم الدجل فوق الدجل، وصولاً إلى اليوم الأخير من ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، التي لم تبدأ الأزمة معها، ولن تنتهي بانتهائها، بل بانتهاء ولاية الكذابين والدجالين، ومعهم راكبو الموجات السياسية، الذين قال فيه جبران خليل جبران ذات يوم: “ويل لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل والتزمير، وتودعه بالصفير، لتستقبل آخر بالتطبيل والتزمير.
بوضوح تام، قالت رئاسة الجمهورية كلمتها امس: فكلّ ما يُنشر من اجتهادات وتفسيرات وادّعاءات تتعلّق بمواقف رئيس الجمهوريّة وقراراته والخطوات التي ينوي إتّخاذَها قبيل إنتهاء ولايته، هو مزيج من الكذب والإفتراء لا يجوز الإعتداد به. أما مواقف الرئيس عون من تشكيل الحكومة الجديدة، فتستند الى قناعة ثابتة لديه بضرورة حماية الشراكة الوطنيّة، والمحافظة على الميثاقيّة، وتوفير المناخات الإيجابيّة التي تساهم في مواجهة الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد. هذا في ملف تشكيل الحكومة. امّا في ما خصّ الاستحقاق الرئاسي، فإنّ رئيس الجمهوريّة، الذي أقسم دون غيره من المسؤولين على الدستور، أثبت طوال سنوات حُكمه إلتزامه نصوص الدستور، ومارس صلاحيّاته كاملة إستنادا اليها، وهو لم يعتد يوماً النكوث بقسمه.
بوضوح تام، قالت رئاسة الجمهورية كلمتها امس. أما “اولاد الحرام” الذين ورد ذكرهم في بيان المكتب الإعلامي في قصر بعبدا أمس، اولئك الذين “يقوِّلون الرئيس ما لم يقله، ويحملونه وزر أفعال لم يفعلها”، فلهم 31 تشرين الأول المقبل، والأيام التي تسبقه وتليه، ليستخلص اللبنانيون في شانهم ما يلزم من عِبر، لمستقبلهم القريب كما البعيد.
العالم منشغلٌ بأزماته القديمة – المستجدة … أزمة الطاقة تتفاقم في أوروبا مع قرب الشتاء ، والأسعار ترتفع, فيما الحكومات تعمل على تخفيف وطأة الأزمة التي يبدو أنها ليست قصيرة. بلدانٌ أوروبية لم تكن تسمع بشيء إسمه تقنين ، وقد يدخل هذا المصطلح الطبعة الجديدة السنوية من Larousse . دولٌ بدأت تخفيف الطاقة في الأماكن العامة … خريفٌ وشتاء قاسيان على العالم .
في لبنان ، الأزمات لا تنتظر أزمات العالم ، نحن في الطليعة ، والحمد لله :
حاجز إسمنتي في منتصف الطريق ، عمره أكثرُ من عشر سنوات ، سبَّب مقتل العشرات, وآخرهم الفنان جورج الراسي ومساعدتُه .. بعد عشر سنوات ” تنبَّه ” المعنيون إلى خطورة هذا الحاجز .
مؤسسة كهرباء لبنان في صيدا تركِّب طاقة شمسية … الخبر لا يحتاج إلى أي تعليق بل يعكس حال اليأس الذي وصل إليه قطاع الكهرباء في لبنان .
قانون الكابيتال كونترول مرَّ عليه ثلاثة أعوام من التمحيص ، وقد يحتاج إلى ثلاثة أعوام أخرى ، ربما بعد تجفيف ” الكابيتال ” فلا يعود هناك لزوم ” للكونترول ” .
القطاع العام يترنَّح في ظل مواصلة الموظفين إضرابهم، والأمر عينه ينطبق على القضاة .
ومن الملفات الظريفة أن وزير الاتصالات زاد تعرفة الخليوي ، و” على طريقو” زاد رواتبَ في إحدى شركتَي الخليوي ، بعد ترفيعٍ مدراءَ بطريقةٍ استنسابية .
الأبرز أن العد العكسي للدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يبدأ الخميس المقبل ، في ظل عدم وضوح الرؤية ، وفي ظل تضارب المعطيات .
وسط كل هذه الملفات السوداوية ، بصيص أمل في سلَّة. رجال الأرز قد يعبرون بها من الهند إلى كأس العالم ، ومن هذا الأمل نبدأ .
بيروت عاصمةً للقُمامة.. وكلُ ديكٍ سياسي على “مزبلتها” صيّاح فمعَ نهايةِ موسِم “أهلا بهالطلة”، “طلعت ريحتنا” وانتَشرت جبالُ النُفايات على كَتِفِ البحر وجوانبِ الطرقات لتُودِّعَ الزوارَ والمصطافين وتَحصُلَ على الإقامةِ الموقّتة بين ربوعِ اللبنانيين إلى حينِ بلوغِ الحلِّ المُعفّن والموقّت أيضاً. هي حكايةُ بيروت معَ دولةٍ من العوادم على مستوى المسؤولية والتي لا تَفرُزُ حلولاً دائمة.. وقد بدأت أزْمتُها بمصرعِ طِفلٍ في مَطمر برج حمود حيث توجد هناك أعدادٌ كبيرة من النكاشين والقدرُ وَضَعَ قضاءَ غادة عون في المواجهة.. حيث أَوقفتْ سائقَ الشاحنة والمقاول ورأت استنسابياً عدمَ اتخاذِ قرارٍ بمنعِ النكاشين من الدخول وتعريضِ حياتِهم للخطر.. لذلك قرّرَ العاملون على الجرافات إقفالَ المطمر وعُلِمَ أن القاضية عون سوفَ تُنفِّذُ غارةً على مكانِ الحادثِ غداً من دونِ معرفةِ ماهيةِ المضبوطاتِ والمغانم. وتشعّبتِ الأزْمة…. ولم تعُدْ على مستوى قضائيٍ وحسْب.. حيث شركة رامكو أَوقفتِ الكنْسَ والجمْع.. والمحافظ يُراسِلُ رئيسَ البلدية.. والبلدية تتابعُ معَ القضاء فيما تُعقد اجتماعاتٌ مفتوحة على المستوى البلدي غداً لإيجادِ مَخرجٍ أو مَطمرٍ بديل وإذ بهذا الإجراء يحتاجُ إلى قرارٍ حكومي يَسمحُ باستعمالِ مَكبّ الكرنتينا الذي أصبحَ في عُهدةِ مجلسِ الإنماء والإعمار.. “والأعمار الحكومية بيدِ الله”، وعلى هذا التدوير في أزْمةٍ من عُمر حكوماتٍ متعاقبة.. عَبَقَتِ النُفايات بين الأزقّة ودَخلتِ الحشرات المنازل.. في انتظارِ أن تَستكمِلَ القاضية عون معركتَها معَ النكاشين لكنَ الأخطرَ منهم والأكثرَ روائحَ “نَتِنة” هم على قُمامةِ المسؤولية في مَكبِّ الحُكم.. ومنهم مَن لا يَعترف بأنّ له رائحةً كريهة سياسياً وإدارياً ويترأّسون بلاداً على طريقة “النكاشين”،.. يُقفلون أبوابَ تشكيلِ الحكومة كما إقفال مَطمر ويتبادلونَ الاتهامات من فوقِ تلال “الزبالة” التي تَسبّبوا بارتفاعِها في دولةٍ حوّلوها إلى مستوعبات ولم يكُن ذلكَ بقُدرة حكّامٍ متروكين.. بل لكلِ مسؤولٍ مَرجِعيةٌ تَحميه وتَرفعُ فوقَه ستائرَ وحَصاناتٍ طائفية فهذه الرابطةُ المارونية تُشهِرُ ولاءَها للرئيس.. وبالأمس أعطى المجلسُ الشرعي الإسلامي الأعلى رئيسَ الحكومة صَلاتَه وزكاتَه.. أما المجلسُ الإسلامي الشيعي الأعلى فلا يُعلى عليه في تحصينِ رئاسةِ مجلسِ النواب.. وهذا كلُّهُ تحتَ بندِ مطالبةِ جميعِ الرؤساء بالدولةِ المدنية هي دولة “مِهريّة”، لا تسمية أخرى تَليقُ بمسؤوليها.. حيث العجزُ عن تشكيلِ الحكومة أصبحَ فعلاً فاضحاً وجريمةً متعمَّدة.. والطرفان يَلعبان على حبالِ الوقت للوصول إلى طرف أيلول.. عندَها يبدأُ النزاعُ الرئاسي المؤسّس لجُمهوريةِ الفراغ.. وعلى هذا الواقع فإنّ جميعَ المسؤولين يستحقّون دخول “مزبلة التاريخ”..