خريف قاسٍ على لبنان.. سياسياً ومعيشياً

أوضح مصدر نيابي لصحيفة “الديار” أن كل المؤشرات تؤكد اننا مقبلون على ايام صعبة وخريف «قاس» مع التقنين الحاد الذي يمارسه «مصرف لبنان نتيجة تجاوز الخطوط  الحمراء بما يتعلق بالاحتياطي الالزامي، والذي تجلى مؤخرا بقرار وقف الدعم التدريجي السريع عن مادة البنزين ما ادى لارتفاع سعر الصرف الذي يؤكد المعنيون انه سيواصل ارتفاعه مع لجوء المستوردين للسوق السوداء لتأمين دولاراتهم التي لم تعد تؤمنها «صيرفة». واوضحت المصادر ان ما يجعل الصورة سوداوية اكثر هو غياب الحلول الجدية مع الجمود المسيطر على المفاوضات مع صندوق النقد نتيجة الخلافات الداخلية حول صيغ «الكابيتال كونترول» واعادة هيكلة المصارف والدولار الجمركي، وسط معلومات عن ان الصندوق بات يربط اصلا احياء المفاوضات بانجاز الاستحقاق الرئاسي ما يعني الفراغ على المستويات كافة في ظل انهيار غير مسبوق، ما يجعل الوضع مفتوحا على اسوأ الاحتمالات.

وبعدما كان رفع الدولار الجمركي قاب قوسين او ادنى من الاقرار، علمت «الديار» ان عددا من الفرقاء بات يدفع باتجاه القاء كرة النار هذه في حضن مجلس النواب بعد رفض الرئيس عون توقيع المرسوم كما بعد رفض وزير المال السير باقتراح ميقاتي الاخير بأن يرفعه هو شخصيا، ما كان سيعني تحمل مرجعيته السياسية اي الرئيس نبيه بري تبعاته.

وعلمت “الديار” ان لقاءً يعقد اليوم في قصر بعبدا بين الرئيسين عون وميقاتي من شأنه ان يكون حاسما في عملية التشكيل الحكومة. وأشارت مصادر معنية بالملف ان «سجال ميقاتي- باسيل لا شك كان له اثر سلبي على الحراك الذي استجد مؤخرا لتشكيل حكومة، لكنه لم ينسف كل الايجابيات والا لما سيتوجه ميقاتي الى بعبدا اليوم». وتحدثت المصادر لـ»الديار» عن «صيغتين اساسيتين موضوعتين على الطاولة، الاولى تقول بالحفاظ على الحكومة الحالية مع الاكتفاء بتغيير وزيري المهجرين والاقتصاد، وهو ما لا يمانعه عون طالما التعديل لن يطال وزير الطاقة، اما الثانية فتأخذ باقتراح عون اضافة 6 وزراء للتشكيلة الحالية يكونون ممثلين مباشرين للقوى السياسية، وهو امر لا يحبذه ميقاتي».

وتضيف المصادر: «يبدو ان كل القوى باتت على يقين ان اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها امر يصبح بعيد المنال مع اقترابنا من المهل الدستورية المحددة، لذلك يعتقد معظم المعنيين بالملف انه من الاجدى تشكيل حكومة تقطع الطريق على فتاوى دستورية تُدخل البلد في نفق مظلم وتهدد الوضع الامني الذي لا يزال وحيدا ممسوكا».