التنقيب آتٍ.. والحزب يدخل وسيط على خط التأليف

كتبت صحيفة البناء وفق مصادر على صلة بملف المفاوضات، أن الإستخراج من كاريش رغم كونه إستجابة لضغوط المقاومة لكنه مع تأجيل الترسيم يحمل في خفاياه فرضيات مماطلة لن يقبلها لبنان، خصوصاً في ظل الحظر المفروض على الشركات العالمية وفي طليعتها شركة توتال عن التنقيب في البلوكات اللبنانية رغم وجود عقود تلزيم واضحة للبلوك 4 والبلوك 9.

وتسأل المصادر هل سيضمن هوكشتاين بدء التنقيب الفوري في البلوكات 4 و9؟ وهل سيقدم رسالة ضمانات أميركية رسمية بمضمون اتفاق الترسيم الذي يلبي مطالب لبنان يؤكد التبني الأميركي لهذه المطالب، وسقفا زمنيا للشهور التي يجري الحديث عنها لإنجاز الاتفاق؟

في الملف الحكومي رغم التحرك الذي شهدته الاتصالات مؤخراً لا يزال المناخ السلبي يخيم على العلاقات بين بعبدا والسراي. وتحدثت مصادر على صلة بالملف الحكومي عن وساطة سوف يقوم بها حزب الله خلال الأيام المقبلة لترجمة دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بهدف تسريع تشكيل الحكومة، ولم تستبعد المصدر أن يتطرق السيد نصرالله في كلمته اليوم في ختام احتفالات حزب الله بـ الأربعين ربيعاً، بصورة أكثر وضوحاً للملف الحكومي، وملف ترسيم الحدود والمفاوضات حولها.

ينشغل لبنان باستحقاقي تأليف الحكومة الذي عاد وتقدم الى الواجهة على الملف الرئاسي في ظل الحديث عن احتمال بدأ يتوسّع حيال الفراغ الرئاسي، وملف ترسيم الحدود وسط حديث القوى المتابعة لهذا الملف ان الوسيط الاميركي في هذا الملف اموس هوكشتاين سيزور لبنان بين نهاية آب وبداية شهر ايلول حاملاً معه مقترحه المكتوب والذي جاء نتيجة حراكه على خط لبنان وكيان الاحتلال، حيث سيعرضه على القوى السياسية في لبنان ليبنى على الشيء مقتضاه على ان يعود بعد لبنان الى تل أبيب للغاية نفسها. واذا حصل هوكشتاين على موافقة من الطرفين من المرجّح ان تعود مفاوضات الناقورة الى الواجهة تمهيداً لإعداد المرسوم الذي سيوقعه كل من لبنان وكيان الاحتلال على حدة على ان يرسله كل منهما على حدة الى الامم المتحدة.

وتقول مصادر متابعة لـ»البناء» إن الأجواء إيجابية في هذا الملف. وهذا ما تبلغه أكثر من معني في لبنان من السفيرة الاميركية دوروثي شيا، معتبرةً أن التنقيب آتٍ لا محالة وأن الامور ليست ذاهبة الى اي تصعيد.

أما على الخط الحكومي، فالأمور لا تزال ضبابية تقول مصادر مطلعة لـ»البناء» مشيرة الى ان اي جديد ايجابي لم يطرأ بعد زيارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا، وسط معلومات تشير الى ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عاد مجدداً ليدخل على خط التأليف في سبيل العرقلة، علماً أن الأمور من جانب الرئيس المكلف باتت أكثر من مسهلة في ضوء حصره استبدال وزيرين فقط في الحكومة وهما الاقتصاد والمهجرين من دون الإتيان على ذكر وزير الطاقة، علماً ان ما حصل في الايام الماضية من نقاشات مع اكثر من مرجعية سياسية كان الهدف منه البحث عن مخارج لعقدتي المهجرين والاقتصاد وسط حديث عن رفض مطلق من باسيل اي تغيير في التركيبة الراهنة لناحية الحصص. وهذا يعني وفق المصادر قطع الطريق على طرح الرئيس ميقاتي السابق الذكر من شأنه ان يفتح الباب مجدداً لإعادة البحث بين القوى السياسية الاساسية الممثلة بحكومة معاً للإنقاذ للإبقاء على حكومة تصريف الاعمال عبر اصدار مرسوم بتشكيلها تمهيداً لنيلها الثقة في الحكومة.

وبينما ربطت المصادر نفسها الحراك الحكومي بدعوة أمين عام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى تأليف حكومة بالتوازي مع مساعيه لتقريب وجهات النظر بين المعنيين، عادت الاجواء مساء أمس لتنذر بأن الأمور قد تعود الى النقطة الصفر حكومياً، علماً ان الترقب كان سيد الموقف لما ستؤول اليه الامور في اليومين المقبلين وفيما تردد من أجواء تقاطعت حولها اكثر من جهة سياسية من بينها أوساط في 8 آذار أن «باسيل يريد الحصول على 6 وزراء مسيحيين زائد وزراء آخرين من اجل الحصول على الثلث المُعطّل ضمن الحكومة»، لفت مصدر مقرب من حزب الله لـ»البناء» إلى أن الرئيس ميقاتي تواصل مع حزب الله ووضعه في أجواء ما حصل منذ عصر الاربعاء، مرجحة أن يدخل الحزب على الخط لإيجاد الحلول المناسبة.