لا جديد رُصد على مستوى ملف التأليف الحكومي ولا معطيات توافرت على مقياس تحريك المياه الراكدة في ضوء الحديث الأخير بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة المكلف نجيب ميقاتي.
حتى خطوط الإتصال بين بعبدا والسراي لم تشهد أي تواصل هاتفي لتحديد موعد جديد للقاء وفق ما كان قد أُشيع تحت عنوان للبحث تتمة ولاسيما فيما يتعلق بموقف عون مما طرحه ميقاتي لجهة إستبدال بعض الوزراء في حكومة تصريف الأعمال.
وهكذا يُختتم الأسبوع الجاري بلا نتائج حكومية فيما بدأ الوقت يضيق ربطاً بالمهلة الدستورية لإستحقاق إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.
على المستوى الإقتصادي مازال الدولار في السوق السوداء يواصل إرتفاعاته الجنونية وهو تخطى 33 ألفاً و500 ليرة فيما لا يزال الدولار الجمركي ينتظر القيام بدراسة أثره على حياة الناس.
إبعد من لبنان يتقدم الحوار الإيراني السعودي وهو وصل الى مستوى جيد جداً وفق ما أكد المتحدث بإسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني أبو الفضل عموئي كاشفاً عن محادثات دبلوماسية قريبة بين البلدين تمهيداً لإحياء العلاقات السياسية.
أحد عشر يوماً قبل بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، ومعظم اللبنانيين يتصرفون وكأن الشغور الرئاسي واقع لا محال، حتى ولو كانوا لا يملكون أيَّ معطى حاسم في هذا المجال، ربما في انتظار التطورات على مساري النووي الإيراني والترسيم الحدودي.
فعلى المستوى الشعبي، همُّ الناس الأول في اليوميات المعيشية، حيث يحور رئيس حكومة تصريف الأعمال ويدور، واعداً بحلول لا تطبق، أو طارحاً عناوين وخططاً وتصورات، لا يلبث أن يتخلى عنها أو يدعو إلى تعديلها، ناهيك عن موقفه السلبي حتى الآن، على خط تشكيل الحكومة.
أما على مستوى القوى السياسية، فعنوان المرحلة لدى حزب الله هو مسألة الترسيم، علماً أن السيد حسن نصرالله كان واضحاً أمس في موضوع الرفع العشوائي لسعر الدولار الجمركي. وفيما يعمل رئيس المجلس النيابي على بلورة الظروف التي يراها مناسبة لانتخاب المرشح الذي يرتاح له، يتخبط نواب مجموعة ال13 في الخيارات والمقاربات.
غير أن المأزوم الأكبر على الساحة السياسية الداخلية من دون منازع، يبقى رئيس حزب القوات اللبنانية، الذي رفع شعارات قبيل الانتخابات ستبقى لوحات على الطرق، وأنفق مالاً في الانتخابات يَخشى أن يكشفه المجلس الدستوري كما قال رئيس التيار الوطني الحر أمس، وزعم أنه فاز بأكثرية نيابية تبين أنها غير موجودة، وبأكثرية مسيحية من نسج الخيال، حيث ان معيار الصدق او الكذب في هذه النقطة بالتحديد، هو الارقام الواضحة وفق مصادر نيابية متابعة: فتكتل لبنان القوي يتألف من واحد وعشرين نائباً، بينما تكتل الجمهورية القوية يقتصر على تسعة عشر نائباً، وإذا احتسبت الكتل من دون الحلفاء الحزبيين أو المستقلين، تكون النتيجة أن كتلة التيار تتشكل من سبعة عشر نائباً، مقابل أربعة عشر نائباً تضمهم كتلة القوات، حيث أن هناك نواباً صنفهم سمير جعجع بالذات، وبالصوت والصورة، كمستقلين عندما رشحهم على اللوائح.
وبعد الخلاف المعروف مع تيار المستقبل والبيئة السنية، الذي أضيف إلى التباعد القديم مع حزب الله والبيئة الشيعية، ثم انعطافة وليد جنبلاط غير المفاجئة على حزب الله، وفي ضوء عدم القدرة على التفاهم مع نواب ما يسمى قوى التغيير، وبعد رفضه اي حوار تحت مظلة بكركي مع سائر الأفرقاء المسيحيين، وضع سمير جعجع نفسه في موقع سياسي لا يحسد عليه، فلم يجد مخرجاً إلا تجديد الهجوم على التيار الوطني الحر، لحرف الأنظار عن الحقائق والوقائع.
حتى نهايةِ الخطِّ تذهبُ المقاومةُ في حمايةِ حقوقِ لبنانَ وثرواتِه، ولا ما يؤثِّرُ على تصميمِها، ولا ما يَجعلُها تلتفتُ خارجَ هدفِها.. هي وَضعت المسارَ الزمنيَ لتحريرِ غازِ الوطن من اطماعِ الاحتلالِ والحصارِ الاميركي، واستَخدمت اشجعَ المعادلاتِ ولم تتوقف في الكشفِ عنها تباعا.. وبالامس، خاطبَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله الجميعَ بانَّ الاتفاقَ النوويَ معَ ايرانَ ليس له علاقةٌ بالترسيمِ لا من قريبٍ ولا من بعيد، واذا حَمَلَ عاموس هوكشتاين ما طلبتهُ الدولةُ اللبنانيةُ فيَعني الذَهابَ الى الهدوءِ، واذا لم يَفعل ذلكَ فيَعني التصعيد.. هذه المعادلةُ النوعيةُ تؤكدُ للعدوِّ كم اَنَّ المقاومةَ جِديةٌ جداً جداً ومصرةٌ على تنفيذِ خِياراتِها، وكم انَّ على الاميركيّ الحذرَ من تداعياتِ لعبةِ الوقتِ التي يمارسُها عبرَ موفدِه ، والتنبهَ الى انَ ايلولَ ليسَ ببعيد..
على هذه الصورة، تفتحُ المقاومةُ للبنانَ الطريقَ الى نفطِه وغازِه، بموازاةِ دعوةِ المسؤولينَ اللبنانيينَ الى انجازِ الاستحقاقاتِ الدستورية التي تحفظُ الاستقرار، وتُمكِّنُ البلدَ من مواكبةِ مرحلةٍ تاريخيةٍ يمكنُ ان تُحققَ الامالَ في النجاةِ من طوقِ الحصارِ وانقاذِ الاقتصادِ بعيداً عن وعودِ الاميركيينَ الزائفةِ كوعدِ سفيرةِ عوكر بالغازِ والكهرباءِ الذي اتمَّ عامَه الاولَ مُتخَماً بالمماطلةِ والاكاذيب..
ومن المؤسف اَنْ يجدَ الاحتيالُ الاميركيُ من يُسوِّقُ له في الساحةِ اللبنانيةِ او من يَقرعُ له الطبول، بينما اخرون لا يُحرِّكون قلمَهم لتوقيعِ ادنى قرارٍ بقبولِ الهباتِ المتزاحمةِ على طاولتِهم، وفيها ما فيها من الفيول والكهرباء . اما الدولارُ الجمركيُ فلا يزالُ يُكهربُ اجواءَ المواطنينَ ويَزيدُ معاناتَهم، مثيراً اسئلتَهم حولَ اهدافِ طرحِه بسقفِ العشرينَ الفَ ليرةٍ من دونِ ايِّ تدرجٍ يَسمحُ بقياسِ التداعياتِ على الاسواقِ وعلى الجيوب..
اللهم إضرب المسترئسين بالمسترئسين فإن هم اتفقوا ضربوا الأنخاب وإن اختلفوا رفعوا المتاريس والنتيجة الضحية واحدة والجلادون كثر. رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل نزح من دقيقته على منصة تويتر إلى مخيم قطاع الشباب في التيار ومن سهرة النار ارتفعت ألسنة اللهب السياسي ضد الخصم الماروني وقال لجماعة “فينا وبدنا” “إنتو ما فيكن إلا عالأوادم وما بدكن تسقطوا إلا التيار”في التسعين باعوا صلاحيات رئيس الجمهورية بالطائف نكاية بالعماد عون واليوم يبيعون التمثيل الصحيح نكاية بالتيار ومن شدة الحماسة صدح صوت الجماهير بالصراخ “سمير جعجع صهيوني” ولو لم يرد باسيل على الهتاف بالقول “مش بالكلام بتثبتو هيدا الشي مشروعو بيحكي عن حالو” لكان التبس على المشاهدين الموقف وظنوا أن باسيل يقصد “مش بالكلام تملك عينيا وقلبي وتخليني أحبك”. وأمام مجموعة من الناشطين في معراب كانت الردية في حفلة الزجل العونية القواتية ودفاعا عن شعار القوات اللبنانية “نحنا فينا وبدنا” قال رئيسه سمير جعجع الأمور ليست كوني فكانت ومنذ تأسيس حزب القوات ولدينا تاريخ مشرف وأبيض وناصع ونحن نخوض يوميا معارك ومواجهات وسنرى كيف فينا”. واكتملت الجوقة مع مستشار القصر سليم جريصاتي بفتوى عدم جواز الفراغ على الفراغوأن الرئيس عون مصمم على مغادرة قصر بعبدا لدى انتهاء ولايته الرئاسية في 31 تشرين الأول ومن تأكيد الالتزام بأحكام الدستور استدرك جريصاتي القول: هذا يعني أنه لا يجب عليهم المراهنة على الوقت أي على المغادرة لأن الشعب لا يستطيع أن ينتظر استحقاقا ولا يجوز الفراغ على فراغ لكن مفتي بعبدا فاته أن أي حكومة ستتشكل ستصبح بحكم المستقيلة ليلة الواحد والثلاثين من تشرين.وسدد الله خطاكم وضرباتكم في وقت انفصلت فيه القيادات السياسية عن الواقع وأصيبت بمرض الانفصام لكنها لم تصب بعد برهاب الشارع على الرغم من وصول دولار السوق السوداء إلى أربعة وثلاثين ألفا وبما أن قرارات السلطة “ما عليها جمرك” فقد رمت بورقة العشرين ألفا للدولار الجمركي ومن قناة التسريب طرحت الأزمة لامتصاص النقمة و”بكرا بيتعودو”.
والقيادات نفسها ممثلة بكتلها النيابية وأذرعها الوزارية كانوا يعلمون بتوجه الحكومة إلى إجراءات ضريبية جديدة تطال السلة الغذائية للمواطن بخطة فقدت عافيتها لكنهم تبادلوا الأدوار ورفضوا في العلن ما ارتضوا به في السر. وعلى المثل القائل :” التلم الأعوج من التور الكبير” تحايلت المدارس الخاصة على القانون وعلى أبواب العام الدراسي الجديد ألزمت الأهالي بدعم صندوق الأقساط بالفريش دولار ولن يكون بمقدور المدارس الرسمية استيعاب النزوح إليها بعد معلومات عن قرار دولي ملزم للدولة اللبنانية باستقبال الطلاب السوريين النازحين بتخصيص دوامات لهم في المدارس الرسمية زد على الكوارث كارثة فقدان أدوية السرطان المقدمة كهبة من منظمة “ANERA” الأميركية إلى وزارة الصحة لكنها لم تصل إلى المرضى أما الوزارة ففتحت تحقيقا في أمر لا يحتاج إلى تحقيق في ظل الفساد المستشري ومعابر التهريب السالكة والآمنة. أما الدخان المنتظر فلم يتصاعد لا من داخون السرايا ولا من نيران أشواق بعبدا بل من حريق في بسكنتا وبفعل فاعل أتى على مساحات كبيرة من أشجار الصنوبر لتحويلها إلى حطب فاعليات المنطقة اتخذت صفة الادعاء ضد مجهول أما باقي الجملة فتجدونها عند زياد الرحباني. انهيار وحرائق في لبنان جفاف وفقدان أنهار وبحيرات في أوروبا حيث ظهرت صخور موغلة في التاريخ تسمى ب “حجارة الجوع” نقش عليها باللغة الألمانية “إذا رأيتني فابكي” أما مفاعيل فوضى المناخ
فظهرت بسيول جارفة في الربع الخالي من الكرة الأرضية.
إنتهى ” أسبوع الأسئلة ” فهل يحمل الأسبوع المقبل أجوبة ؟
متى الدولار الجمركي ؟ وعند أي مستوى سيتم تسعيره ؟
أين الأجوبة على مطالب موظفي القطاع العام الذين يستمرون في الإضراب ؟
أين الأجوبة في موضوع مطالب القضاة ؟
أين ألاجوبة في موضوع ترسيم الحدود ؟ وهل يعود هوكستاين ومعه الأجوبة ؟
ماذا عن تشكيل الحكومة بعد اللقاء الثالث بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف ؟
ماذا لو حلَّ الأول من أيلول ، وهي المهلة التي حددها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، ولم يحدث اي تطور ؟
ماذا عن السنة الدراسية ولاسيما في المدارس الرسمية؟ هل يمكن أن تنطلق ؟
ماذا عن ملف النازحين السوريين العالق في الإشكال بين وزير الشؤون الأجتماعية ووزير المهجرين ؟
حتى دوليًا ، هناك أسئلة : ماذا عن المقترحات الأوروبية للإتفاق النووي الإيراني ؟ ومتى الرد الأميركي عليها ؟
الأسئلة اللبنانية ، قد لا تجد أجوبة عنها الأسبوع المقبل ، لأن الجميع في مرحلة تصريف أعمال، وليس السلطة التنفيذية فقط. وفي الإنتظار السياحة وحدَها هي الجاهزة، وبها نبدأ.