عبّرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عن امتعاضها ومخاوفها من تقدّم المفاوضات في الملف النووي الإيراني.
وقال مسؤول إسرائيلي لموقع “والا” العبري، إنّ “رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد نقل رسالة إلى البيت الأبيض، أكّد فيها أنّ مسودة اتفاقية الاتحاد الأوروبي التي تجري مناقشتها مع إيران، تتجاوز حدود الاتفاق النووي لعام 2015، ولا تتماشى مع الخطوط الحمراء لإدارة بايدن”.
وبحسب موقع “والا” فإنّ “رسالة لابيد تأتي وسط شعور في الحكومة الإسرائيلية بأنّ الرئيس بايدن وكبار مسؤولي البيت الأبيض، ليسوا على دراية كاملة بالتنازلات التي تمّ تضمينها في مسودة اتفاقية الاتحاد الأوروبي الجديدة التي تمّ منحها لإيران”.
وأشار الموقع إلى أنّه “من خلال المحادثات الخاصة والرسائل العامة، تحاول إسرائيل الآن التأثير على المناقشات الحاسمة التي تجري هذه الأيام داخل إدارة بايدن حول ما إذا كانت ستعود إلى الاتفاقية النووية بناءً على مسودة الاتحاد الأوروبي”.
والتقى لابيد اليوم في مكتبه بالنائب تيد دويتش، رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط في مجلس النواب الأميركي، والسفير الأميركي توم نيديس، وناقشوا القضية الإيرانية.
وقال المسؤول الإسرائيلي، إن “رسالة لابيد كانت أنّ مسودة الاتفاق النووي للاتحاد الأوروبي، والتي تمّ الإعلان عنها عرضاً نهائياً، لا تلتزم بالمبادئ التي التزمت بها إدارة بايدن نفسها، وتتضمن تنازلات لإيران أكثر من الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015”.
وأضاف لابيد أنّه “عندما تمّ إرسال مشروع الاتحاد الأوروبي إلى إيران كان عرضاً بصيغة خذها أو اتركها، لكن عندما أرسل الإيرانيون ردّهم لم يقبلوا ذلك، بل طلبوا المزيد من التنازلات”.
وقال لابيد في الاجتماع، بحسب المسؤول الإسرائيلي، إنّ “الوقت قد حان للحديث عما يجب القيام به في المستقبل من أجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي”.
إسرائيل ترى في الاتفاق الحالي اتفاقاً سيئاً
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر سياسية، قولهم إنّ “إيران تقترب نحو التوقيع على الاتفاق النووي”، وأنّ “إسرائيل ترى في الاتفاق الحالي اتفاقاً سيئاً”، لافتةً إلى أنها “تستعد لسيناريوهات مختلفة “عظمى”.
وأفاد صحافيون إسرائيليون بأنّ رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد “سيُجري نقاشاً مع وزير الأمن بيني غانتس ومع رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت حول هذه المسألة”، وحول “كيفية الاستعداد في إسرائيل تمهيداً لاحتمال اتفاق نووي مع إيران، إذ إنّ إسرائيل تعارض بشدة العودة إلى الاتفاق النووي”.
كذلك، قال معلّق الشؤون العسكرية في موقع “والاه” الإسرائيلي أمير بوخبوط، إنّ “إسرائيل لن تجلس بهدوء على خلفية التطورات في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة حول المشروع النووي”.
وتابع بوخبوط: “التقدير هو أنّ صراعاً حول الموضوع بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيبدأُ قريباً، وحتى لو كان هناك مسعى لإبقائه خلف الكواليس، فإنّه سينزلق إلى الخارج”.
وبحسب بوخبوط، فإنّ “الإيرانيين يسحبون الأميركيين من أنوفهم ببراعة”، معتبراً أنّ “هذه هي الطريقة التي لا تقدم بها الولايات المتحدة خياراً عسكرياً موثوقاً به”.
ويأتي ذلك بعد أن ردّت إيران على “النص النهائي” المقدَّم من جانب الاتحاد الأوروبي، بشأن الاتفاق النووي. ودعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان واشنطن إلى إبداء المرونة لإحياء الاتفاق المبرم في عام 2015.
وأكّد المتحدّث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في وقتٍ لاحق، أنّ الولايات المتحدة الأميركية ستواصل دراسة ما قدّمته إيران، مضيفاً: “نقوم بالتشاور في هذا الشأن مع شركائنا الأوروبيين”، كذلك، أعلنت المفوضية الأوروبية أنّ الاتحاد الأوروبي يدرس الرد الإيراني على “النص النهائي” بشأن الاتفاق النووي، وأنّ الاتحاد يستشير الشركاء في الأمر.
ووصف مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية ميخائيل أوليانوف الرد الإيراني على المقترح الأوروبي بأنه “بنّاء”، وقال إنّ “الكرة الآن في ملعب واشنطن”.