/ خلود شحادة /
“أفواج المقاومة اللبنانية” ـ “أمل”، إسم ارتبط بمرحلة طويلة من العمل المقاوم بوجه العدو الاسرائيلي، منذ الاجتياح الأول في العام 1978، وصولاً إلى التحرير في العام 2000، وليس انتهاء بحرب تموز 2006.
دور عسكري، نشط فيه مقاتلو الحركة، عبر تفخيخ الطريق أمام العدو الاسرائيلي، لمنعه من الوصول إلى أهدافه التوسعية، عبر احتلال الجنوب والبقاع الغربي.
ففي جعبة التاريخ الحركي، الكثير من “العمليات الاستشهادية”، التي نفّذها شبان انتسبوا إلى هذا التنظيم في ريعانه، وآخرهم الاستشهادي هشام فحص، الذي فجر نفسه في عرض البحر اللبناني دفاعاً عن ثروة لبنان المائية. فهل تعيد قضية ترسيم الحدود “أفواج المقاومة اللبنانية” إلى واجهة “الجهاد” من جديد؟
يرفض أبناء هذا التنظيم الحديث عن “استنهاض” الدور المقاوم لحركة “أمل”، معتبرين أنه لم ينتهِ يوماً ليبدأ الآن من جديد، ومشددين على تكرار العبارة التي قالها رئيس الحركة، رئيس مجلس النواب نبيه بري، في خطابه في النبطية العام 2019، خلال إحياء ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، حين قال “أدعوكم أن تكونوا على أتمّ الجهوزية والاستعداد، من موقعكم، كمبتدأ للمقاومة وخبرها، لمجابهة أي اعتداء صهيوني على لبنان”.
وفي معرض التوقّف عند “حداثة” الأسلحة والذخائر التي تمتلكها الحركة، فإن الحركيين أيضاً يؤكدون جهوزيتهم للدفاع عن لبنان بكل ما امتلكوا من قوة ورباطة جأش، على حد تعبيرهم، مستعينين بقول مؤسس الحركة الإمام موسى الصدر “اذا التقيتم العدو قاتلوه بأسنانكم وأظافركم وسلاحكم مهما كان متواضعاً”.
هذا النقاش كله كان دائراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع انتشار مقطع فيديو منسوب لـ”الإعلام الحربي” لحركة “أمل”، يظهر مقاتلين من “أمل” أثناء تدريبات عسكرية، ويظهر احداثيات المستوطنات الصهيونية وتجهيز العدة.
https://youtu.be/uTZy1_0Qiyo
https://youtu.be/qfFDMJAwNf0
وقبلها بأيام، كان قد انتشر مقطع فيديو يظهر تدريبات عسكرية حية لعناصر في حركة “أمل”، إضافة الى فيديو آخر تحت عنوان “على أتم الجهوزية”.
https://youtu.be/XLZXL09xaRk
نشر هذه المقاطع، طرح العديد من علامات الاستفهام حول الرسائل التي تود حركة “أمل” تمريرها.
بداية، الرئيس بري أكد مراراً، وخصوصاً في السنوات الأربع الأخيرة، على دور الحركة “الأساسي” و”الجوهري” في العمل المقاوم. ومن خلال عملية الربط بين كلام بري وما تضمنته المقاطع المصورة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن توصيف التالي:
– عملية النشر، تؤكد موقف بري بالفعل، وليس حصراً بالخطابات، مما يشير الى أن “العناصر على أتم الجهوزية قولاً وفعلاً”. خاصة بعد تصريح بري الأخير في لقائه مع الاعلاميين حين قال “خلّي المفاوضات تصير بالناقورة أحسن ما تصير بمحل تاني”، وهذا ما فُسّر على أنه تهديد مباشر للعدو الاسرائيلي.
– الحرب النفسية على العدو الاسرائيلي، عبر توجيه الرسائل بأن “الشيعة”، بجناحيهم “حزب الله” وحركة “أمل”، على أتم الاستعداد لمواجهة أي خطر قد يتعرض له لبنان، في الوقت الذي يترقّب فيه الجميع انتهاء مهلة مفاوضات ترسيم الحدود في أيلول.
– الدعم والزخم الشعبيان للجمهور الحركي، الذي يتمسك بالتاريخ النضالي ويرفض حصر دور التنظيم بالعمل السياسي.
ومن ناحية أخرى، فإن ثمة من يرى أن العمل بين “حزب الله” و”أمل” تكاملي، إن كان على الصعيد السياسي، الذي يشهد “طلعات ونزلات” للطرفين، أو على الصعيد العسكري، حيث أكدت “أمل” وجودها في المعادلة الوطنية لمواجهة العدو الاسرائيلي.
يأخذ “الحركيون” على “أمل” ضعفها الاعلامي، فهي تفتقد لوسيلة اعلامية مرئية حركية قوية، بالإضافة الى ضعف توثيق الأحداث التاريخية (وهذا يرتبط بواقع الحقبة التاريخية وظروف المقاومة آنذاك)، والتي تعتبر محطات مضيئة في تاريخ المواجهات بين مقاتلي “أمل” والعدو الاسرائيلي، مما يجعل دورها العسكري “مظلوم إعلامياً”.