كشفت أوساط مطلعة لـ«البناء» أن “الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وخلال الاجتماع، حاول تشتيت الكلام وحرفه عن موضوعه ومساره لكن الرئيس ميشال عون تدخل عدة مرات لضبطه، وذلك بعدما فتح موضوع البنك الدولي والاستثناءات الأميركية على قانون قيصر لحصول لبنان على الغاز والكهرباء من الأردن ومصر كما حديثه عن الهبة الإيرانية”.
وأكدت الأوساط أن “الإيجابية التي خرج بها المسؤولين لا تعكس حقيقة الواقع، فالوسيط الأميركي لم يقل للرؤساء إنه سيزور فلسطين المحتلة لاستكمال التفاوض مع الاسرائيليين، بل قال إنه سيعود وخلال أسابيع ولم يحدد مهلة محددة بل تركها مفتوحة، ما يعني أن المدة مشبوهة وضرب من ضروب التخدير الأميركي لتعطيل تهديدات المقاومة”.
ورأت الأوساط أن سفر الوسيط الأميركي إلى فلسطين المحتلة عبر بوابة الناقورة هو “تحدٍ للدولة بعد توقيف المطران موسى الحاج ومصادرة الأموال والعتاد التي كانت بحوزته”، مذكرةً بأن معبر الناقورة مفتوح فقط للأمم المتحدة وبعض الاستثناءات، لكن ليس للسفراء الأجانب، وبالتالي إن اختياره للطريق البري للانتقال الى فلسطين المحتلة رغم علمه بحساسية الأمر، “هو رد أميركي ـ إسرائيلي غير مباشر في قضية توقيف المطران الحاج تشبه انتقال الرئيس الأميركي جو بايدن من ‘مطار إسرائيل’ الى السعودية”.
ويرى خبراء في الشؤون السياسية والعسكرية عبر «البناء» أنه وبعد تقييم ما دار من مفاوضات ومقترحات وأسئلة وحوارات بين الوسيط الأميركي والمسؤولين اللبنانيين، فإن “الأميركيين يحاولون تخدير الدولة اللبنانية وبالتالي المقاومة لتمرير شهري آب وأيلول بأجواء هادئة لتحقيق هدفين إسرائيليين مباشرين: الأول ضمان استخراج الغاز من كاريش والحقول المجاورة، والثاني تأجيل أي تنازل إسرائيلي عبر توقيع اتفاق الترسيم مع لبنان إلى ما بعد الانتخابات في إسرائيل”.