في الخلاصة، لم يطرأ أي جديد من شأنه انتشال ملف التأليف الحكومي من بئر الجمود التي يغرق فيها.
اللهم، بإستثناء فصل جديد من فصول حرب البيانات التي تزيد الإحتدام بين القصر الجمهوري والسراي الحكومي. في النتيجة، الأكيد ان الإجتماع الثالث بين طرفي التأليف الذي طلب الرئيس نجيب ميقاتي، من رئاسة الجمهورية تحديد موعد له، ظل هائماً في عالم الغيب.
الترنح القاتل على مستوى التأليف يستشري، فيما يبدو توليد حكومة كاملة الأوصاف والصلاحيات ضرورةً ملحة في هذه الظروف، التي تستدعي ابتداع حلول ومعالجات للملفات الساخنة سياسياً واقتصادياً ومالياً ومعيشياً واجتماعياً.
في المقابل فإن هذه الملفات، تحضر في الورشة التشريعية التي يحضّر مجلس النواب لإطلاقها انطلاقاً من الجلسة التي سيعقدها قريباً.
على أن موعد وجدول هذه الجلسة، سيتم البت بهما في اجتماع هيئة مكتب المجلس الذي دعا الرئيس نبيه بري إلى انعقاده الإثنين المقبل.
خارج لبنان، ظلت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة في قلب المشهد الإقليمي، وقد تميزت في يومها الثاني بتوقيع، ما يسمى بإعلان القدس الذي يُرسّخ الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتزام أمن الكيان العبري.
وتضمن الإعلان، التزاماً أميركياً بمواجهة ما وصفها بأنشطة إيران المباشرة، أو عبر وكلائها مثل حزب الله وحماس والجهاد.
قال الامين العام لـ”الحزب” امس كلمته في ملف الترسيم، لكنه لن يمشي، في انتظار الخطوة التالية للوسيط الاميركي الذي جدد وصفه بغير النزيه، ليبنى على الشيء مقتضاه، فإذا لم يستفد لبنان من الظرف الراهن ليحقق الحد الاقصى من مطالبه المحقة، واذا انساق بعض المسؤولين اللبنانيين خلف الخداع الاميركي في انتظار ايلول، تخبزوا بالافراح، والكلام لـ”اللسيد”.
وفي وقت جدد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اليوم موقف التيار الواضح من مسألة الترسيم،عاد المسار الحكومي ليستقطب الاضواء، لا من زاوية تحقيق خرق على جبهة التشكيل، بل من ناحية البيان الصريح لقصر بعبدا، الذي جدد تحديد الثوابت التي يقارب من ضمنها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مسألة التأليف، واهمها ان رئيس الجمهورية ليس في وارد التخلي عن شراكته الدستورية الكاملة في تأليف الحكومة، الامر الذي يعني انه لا يكفي ان يقدم الرئيس المكلف تشكيلة حكومية، بل ان لرئيس الجمهورية رأيه وملاحظاته، وليس في الوارد لدى الرئيس عون التنازل عن هذه المسؤولية لاي سبب كان تماما، كما ليس في حسابه قبول سياسة الفرض.
اما النسبة الى الموعد الذي طلبه رئيس الحكوم المكلف نجيب ميقاتي لزيارة قصر بعبدا، فان الحقيقة ان رئيس الجمهورية لم يقفل يوما باب القصر امام احد فكيف امام ميقاتي، وحقيقة الامر ان الرئيس كان ينتظر مقاربة جديدة من رئيس الحكومة المكلف في ضوء الملاحظات التي كان ابداها على التشكيلة المقترحة، لافتا الى ان ميقاتي بالرئيس عون قبل سفره وافاده بانه سيأتي لزيارته فور العودة.
وخلص بيان بعبدا الى ان تشكيل الحكومة مكانه معروف وطريقته الدستورية معروفة، وغير ذلك لا يستقيم.
معادلةٌ رسَّمت كلَّ الحدود، وحَفِظت جميعَ الحقوق، وما بعدَها غيرُ ما قبلَها..
فما بعدَ بعدَ كاريش أكثرُ من مُسيَّراتٍ، بل اعينٌ للمقاومةِ وقبضاتٌ لها في البرِّ والبحرِ والجو، وحقٌّ للبنانَ لن يَضيعَ واِن ضاقَ الوقت، فاِمّا نَستخرجُ نفطَنا وغازَنا واِمّا لا نفطَ ولا غازَ لاحد..
هي واحدةٌ من اوضحِ المعادلاتِ واثبتِها التي خَبِرَ العالمُ مثيلاتِها ذاتَ تموز، رسمَ بها الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله كلَّ خطوطِ النفطِ والغازِ في المنطقة، بل خطوطَ الاستقرارِ المبني على التوازن، وبمنطقِ الحقِّ بل القوةِ التي لا يَفهمُ العدوُ غيرَها قال سماحةُ السيد: وصَلْنا الى آخرِ الخط، ولن نسمحَ بانهيارِ الوطن، ولو اشتعلت الحرب، فهي أشرفُ بكثيرٍ واقلُّ كلفةً مما نحنُ فيه..
وما نحنُ فيه في لبنانِنا ما لا يَسُرُّ الا العدو، وكالتضييعِ المعتادِ للفرصِ والمواردِ والخيرات، تضييع الاستفادةِ من مصدرِ القوةِ الوحيدِ القادرِ على انقاذِ لبنانَ واهلِه كلِّ اهلِه، لا سيما المضلَّلِ منهم او حتى الحاقدِ او المعلَّقِ بحبلِ السرةِ الاميركي .لكنَ موقفَ السيد نصر الله فتحَ مرحلةً جديدةً لن تَنتظرَ فيها المقاومةُ اجماعاً داخلياً ولن تقفَ مكتوفةَ الايدي حتى تضيعَ الحقوقُ والخيراتُ المدفونةُ في عمقِ البحرِ بأمرٍ اميركيٍ اسرائيلي..
اما البلدُ الغارقُ في عمقِ الازماتِ فلا يزالُ عالقاً في الزواريبِ الحكوميةِ وحربِ البيانات، في وقتٍ أكثرُ ما يحتاجُه الى اجماعٍ سياسيٍ يَستثمرُ قوتَه المتمثلةَ بالمقاومةِ وخياراتِها في مفاوضاتِ تثبيتِ الحقوقِ لا الحدودِ فحسب..
وبحسَبِ ما تعيشُه المنطقةُ من حراكٍ سياسي ، لا سيما زيارةِ الرئيسِ الاميركي وما اطلقَه من مواقفَ عبرَ المنبرِ الاسرائيلي، فانَ صهيونيتَه المعلنةَ ودفاعَه المستميتَ عن امنِ الكيانِ العبري يَفرِضانِ على البعضِ ان يتراجعَ عن رهانِه على وعدٍ او وساطةٍ امريكية، بل الاستثمارَ في الحاجةِ الاميركيةِ والاسرائيليةِ والاوروبيةِ للنفطِ والغازِ لفرضِ الحقِّ اللبناني على كلِّ هؤلاء..
اما اولائكَ المنتظرونَ لنتائجِ الزيارةِ فكما اعترفَ المحللونَ الصهاينةُ انه ليس فيها الا استجداءٌ لمصادرِ الطاقةِ وتسويقٌ لاتفاقٍ نوويٍ معَ طهران ..
مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية يرد على بيان المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي.
المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي يرد على المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية.
ومجددًا الرئاسة ترد على السرايا ثم السرايا ترد على الرئاسة..
وهكذا دواليك في حرب إعلامية – سياسية تعني شيئًا واحدًا: انسوا تأليف حكومة جديدة ، فما تبقَّى من اسابيع حتى انتهاء العهد في الواحد والثلاثين من تشرين الأول، لا يكفي لتأليف حكومة وإعداد بيانها الوزاري ونيل الثقة.
إذًا الاحتمال المرجَّح ان تبقى الحكومة الحالية حتى انتهاء العهد، وما عدا ذلك كلامٌ في الهواء.
فالسجال الدستوري لا طائل منه: هكذا كان يحصل عند تشكيل الحكومات السابقة طوال هذا العهد: حصل ذلك مع الرئيس سعد الحريري ومع الرئيس حسان دياب، وطبيعي ان يحصل مع الرئيس نجيب ميقاتي …
وفي كل هذه السجالات تُستحضر فتاوى دستورية ٌ تؤيد وجهة النظر هذه او تلك ، ولكن ما الفائدة؟ البلد يتدحرج بسرعة نحو الانهيار الكبير في ظل تلاحق الإضرابات وشلل الدولة، وفي ظل الفوضى العارمة سواء في القطاع الطبيي والاستشفائي أوفي القطاع الغذائي، وقطاع الطحين، والأفران التي نالت ” السعفة الذهبية ” في إذلال المواطنين وإيقافهم طوابير من أجل ” كِسرة خبز ” في ظل عجز الوزارات المعنية، وتحديداً وزارة الإقتصاد التي تقف عاجزة أمام حيتان المطاحن والأفران.
دوليًا، بدأت تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية تَظهر تباعًا ولاسيما في موضوع الغاز، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أن “روسيا تستخدم الطاقة مثلما تستخدم الغذاء, سلاحَ حرب، ويجب أن نستعد لسيناريو يتعين علينا فيه الاستغناء عن الغاز الروسي كليا”.
ومن إسرائيل، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن في إعلان أمني وقّعه مع الدولة العبرية، أن الولايات المتحدة سوف تستخدم “جميع عناصر قوتها الوطنية” لمنع إيران من حيازة السلاح النووي.
مع دخول حزب الله مرحلة التنقيب في عمق الخرائط الاسرائيلية والاهداف البحرية كانت اسرائيل تسلك طريق الصمت بحرا وبرا وجوا للمرة الاولى ولا تعقّب على تهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومعادلة ما بعد بعد كاريش.
وتم رصد تعليقاتٍ على الجبهة اللبنانية اكثر منها في الضفة المعادية حيث انسابت المواقف على امواج سيادية وبعضها طالب نصرلله ان يحدد لنا المسموح والممنوع تبعا لرئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط.
واسنادا من التيار كان النائب جبران باسيل يرفع ورقة المقاومة عنصرا لقوة لبنان قائلا “تريدون غازكم، إذا نحن نريد غازنا و هكذا تكون السيادة”.
وبألوية انقسمت كجري عادتها الى فيلقين اثنين جاءت المواقف لتشطر عنصر القوة بعضها استند الى ان المقاومة ستضغط باتجاه اتفاق بسعر اعلى وبعضها الاخر رفض منح حزب الله قرار السلم والحرب.
فيما الدولة اللبنانية لم تنطق بحرف رسمي ولم تذهب الى استغلال ما ادلى به الامين العام لحزب الله لناحية تحصيل مكاسب في الترسيم والتنقيب والسماح للشركات بدء العمل البحري.
احتفظ المسؤولون بالرد وجيروه الى ردود على خلافات في الترسيم الحكومي.
اما العدو المعني الاول في خطاب نصرالله فقد استغل فرصة وجود الرئيس الاميركي جو بايدن في القدس المحتلة وانتزع من وفده الوسيط اموس هوكستين للبحث معه في ملف الحدود البحرية.
واعلنت وزيرة الطاقة الاسرائيلية كارين الحرار انها عقدت اجتماعا مع هوكستين تناول مسألة الترسيم مع لبنان وقالت اننا نواصل العمل من اجل التوصل الى اتفاق يحمي الاصول الاستراتيجية لاسرائيل. فيما قال هوستكين اننا قمنا بتقليص بعض الفجوات واجرينا محادثات جيدة وكشف انه سيواصل المحادثات بعد عودته من السعودية.
ودعا الوسيط الاميركي الى وجوب اتفاق متبادل بين إسرائيل ولبنان وقال ان دور الولايات المتحدة هو المساعدة في التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يخدم مصالح البلدين، مؤكدًا “أننا أحرزنا تقدمًا جيدًا بين الطرفين لكنه اعلن انه لم ينقل أي رسالة مهمة من الجانب اللبناني إلى وزيرة الطاقة الإسرائيلية.
هذه المحادثات سيتم تسريعها على وقع معادلة نصرالله المحدّثة والتي يتراوح زمنها بين شهري تموز وآب ولا تنتظر لايلول عندما نكون قد “خبزنا بالافراح”.
ويتسارع ملف الحدود البحرية وقد لا يواجه حربا لا تريدها اسرائيل في ظرف دولي اوروبي دقيق ..
لكن الحرب على لبنان في ملف النازحين تأخذ مداها وعمقها البري الشاسع ..وقد اصبحت حربا وقحة يفرضها المجتمع الدولي ومنظماته اللا انسانية التي ستكرس الاقامة الدائمة للاجئين السوريين على اراض لبنانية اصبحت محروقة.
واليوم واجه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المجتمع الدولي بحقيقة مداولاته واعلن
أنّنا والشعب السوريّ ضحيةَ مؤامرةٍ دوليّة كبيرة تقودها دولٌ عظمى، شرّدت شعباً بكاملِه وكشفَ اللواء ابراهيم أنّهُ قدّمَ عرضاً للدولِ الأممية تقضي بتأمينِ عودةٍ آمنة للنازحين السوريين بعدما حصلنا على ضمانةِ القيادة السورية ولكن جرى رفضُ العرض، لانّهُ لا إرادة دولية لعودتِهم في المدى القريب وابراهيم الذي تمكنت مديريته من اعادة 400 الف نازح الى سوريا بالتنسيق مع السلطات السورية قال “ان المنظمات الدولية “راحت وما رجعت”
وان اثارة المناطق غير الامنة هو ذريعة لعدم تنظيم العودة بقرار دولي.
وهذه المكاشفة تستلزم تحركا رسميا لبنانيا على مستوى رئاسة الحكومة ووزارات معنية باللجوء والنزوح وطرق الباب السوري مع مفتاحه الرسمي لتنظيم العودة شاء المجتمع الدولي ام ابت المنظمات الانسانية. لان لبنان سيبدأ ابناؤه بعد قليل حملة نزوح شاملة بسبب نفاذ مواد البقاء