اشارت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة “رايس” ومركز “إم دي أندرسون” للسرطان بجامعة تكساس، إلى تطوير عقاقير جديدة من المركبات الطبيعية المشتقة من لحاء شجرة لاباشو البرازيلي للحصول على عامل علاجي يمكن أن يكون علاجا فعالا لسرطان اللوكيميا النخاعية الحادة أو ابيضاض الدم الحاد.
ابيضاض الدم النخاعي الحاد، وهو الشكل الأكثر شيوعا لسرطان الدم الحاد لدى البالغين، هو سرطان عدواني ينشأ من زيادة غير طبيعية في عدد نوع من خلايا الدم غير الناضجة، تسمى الخلايا النخاعية، ويبلغ معدل بقاء المرضى على قيد الحياة نحو 20% فقط بعد 5 سنوات، وهناك ارتفاع في معدل حدوث انتكاس المرض.
وقال خيمينيز أوسيس: “من المهم إيجاد استراتيجيات علاجية جديدة لسرطان الدم النخاعي الحاد. وهناك الكثير من المركبات الطبيعية ذات القيمة الطبية التي لا يمكن استخدامها كعلاجات في الوقت الحالي بسبب السمية والتأثيرات السلبية في الخلايا السليمة. في عملنا.. استخدمنا هذه المركبات الطبيعية وقمنا بتعديلها بطريقة تتحكم في آثارها السلبية وتسمح لنا بالاستفادة من قيمتها العلاجية “.
وأضاف برنارديس: “المركب الذي اكتشفناه في هذه الدراسة، المسمى “β-lapachone”، هو دواء واعد لعلاج سرطان الدم، لكن خصائصه التفاعلية يمكن أن يكون لها تأثيرات غير مرغوب فيها. وفي هذا العمل، قمنا بدمج استراتيجيتين لتقليل الآثار السلبية للمركب، وأضفنا مجموعة كيميائية إلى هذا المركب تحمي من خصائصه التفاعلية. ويعمل كقناع يغطي سمية الدواء. ويتم تحرير هذا القناع في بيئة أكثر حمضية، تتوافق مع باطن الخلايا. وهذا يقودنا إلى استراتيجيتنا الثانية، حيث قمنا بربط المركب المعدل ببروتين، وهو جسم مضاد، يقوم بتوصيله مباشرة إلى داخل الخلايا السرطانية”.
وأوضحت آنا جويريرو، المؤلفة المشاركة في الدراسة: “تحتوي الخلايا السرطانية على علامات معينة تميزها عن الخلايا السليمة. في ابيضاض الدم النخاعي الحاد، نعلم أن إحدى هذه العلامات المحددة، والتي تسمى “CD33″، موجودة في الخلايا السرطانية. لقد ربطنا منتجنا الطبيعي بجسم مضاد يرتبط بشكل خاص بهذا “CD33 “. ويسمح هذا للدواء بالمرور عبر الجسم دون إتلاف أي خلايا سليمة وعندما يصادف الجسم المضاد الخلية السرطانية، فإنه يرتبط بعلامة “CD33″ ويوصل الدواء. وفي هذه اللحظة سيتحول إلى شكله النشط والسام، ما يؤدي إلى قتل الخلية السرطانية”.
وإلى جانب الفائدة العلاجية لهذا النهج لعلاج ابيضاض الدم النخاعي الحاد، يمكن استخدام الكيمياء التي تم تطويرها في هذه الدراسة لمركبات طبيعية قيمة أخرى، ما يتيح استخدام المركبات ذات الإمكانات العلاجية التي لم تكن مناسبة للاستخدام الطبي من قبل.