الأحد, ديسمبر 14, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداث"نيويورك تايمز": هذا أكبر تحدّي يواجه الشرع!

“نيويورك تايمز”: هذا أكبر تحدّي يواجه الشرع!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن أحد أكبر التحديات التي تواجه الحكومة السورية في المرحلة الراهنة تتمثّل في إعادة بناء الجيش بعد عام على سقوط نظام بشار الأسد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما وصل المعارضون في سوريا إلى السلطة قبل عام، كان من أوائل أعمالهم تسريح جميع القوات العسكرية في البلاد والتي استخدامت لمدة خمسة عقود كأدوات للقمع والوحشية تحت حكم بشار الأسد وعائلته”.

اضافت: “الآن، يتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه الحكومة الناشئة في إعادة بناء تلك القوات، وهو جهد سيكون حاسما في توحيد هذا البلد الذي لا يزال يعاني من الانقسامات”.

وأوضحت أن القادة الجدد في سوريا يتبعون خطة عمل مشابهة لتلك التي استخدموها لتشكيل حكومتهم، والتي اعتمد فيها الرئيس أحمد الشرع على دائرة ضيقة من الموالين.

ويفضّل الهيكل القيادي الجديد للجيش المقاتلين السابقين من جماعة الشرع المعارضة السابقة، حتى على أولئك الذين قد يمتلكون خبرة أكبر، وفقا للعديد من الجنود والقادة والمحللين.

ولم تضمّ الأقليات الدينية بعد إلى الجيش، على الرغم من أن سوريا بلد متنوع دينياً وعرقياً، وقد شهد بالفعل موجات من العنف الطائفي.

ووفق “نيويورك تايمز”، تقوم وزارة الدفاع السورية بتطبيق بعض أساليب التدريب نفسها، بما في ذلك التعليم الديني التي استخدمتها جماعة الشرع المعارضة السابقة لتصبح الأقوى بين جميع الفصائل التي حاربت نظام الأسد خلال الحرب الأهلية السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أنها أجرت مقابلات مع نحو 20 جندياً وقائداً ومجنداً جديداً في سوريا، ناقشوا التدريب العسكري وأبدوا مخاوفهم. وتحدث معظمهم شريطة عدم الكشف عن هويتهم، لأن وزارة الدفاع تمنع الجنود من التحدث إلى وسائل الإعلام.

وذكر العديد من الجنود والقادة بالإضافة إلى المحللين، أن بعض قواعد الحكومة لا علاقة لها بالاستعداد العسكري.

وأبدت القيادة الجديدة حرصاً شديداً على بعض النقاط، مثل حظر التدخين على الجنود أثناء الخدمة، لكن في جوانب أخرى، قال الجنود إن التدريب بدا منفصلاً عن احتياجات القوات العسكرية الحديثة.

وفي ربيع العام الماضي، عندما وصل مقاتل سابق يبلغ من العمر 30 عاماً إلى محافظة حلب شمال سوريا لتلقي تدريب عسكري، أبلغ المدربون نحو 1400 مجند جديد أن التدخين ممنوع، وقال المقاتل السابق إن أحد المدربين فتشه وصادر عدة علب سجائر كانت مخبأة في سترته.
ودفع الحظر عشرات المجندين إلى الاستقالة فوراً، وطرد عدد أكبر لتجاهلهم له، وفقا لما ذكره أحد الثوار السابقين، وهو رجل نحيل كان يدخن بشراهة أثناء حديثه في “مارع” وهي بلدة في محافظة حلب.

وأضاف أنه بعد ثلاثة أسابيع، لم ينجح سوى 600 مجند في إتمام التدريب.

وأوضح أنه فوجئ بجوانب أخرى من التدريب، حيث أفاد بأن الأسبوع الأول خصّص بالكامل للتعليم الإسلامي، بما في ذلك محاضرة استمرت ساعتين ونصف الساعة عن مولد النبي محمد.

ولفت جنود وقادة إلى أن التدريب الديني يعكس الأيديولوجية السنية المحافظة التي تبنتها “هيئة تحرير الشام”، الفصيل المعارض السابق الذي كان يتزعمه الشرع، عندما كانت تسيطر على إدلب شمال غرب سوريا.

وبحسب الصحيفة الأميركية، يثير هذا الأمر تساؤلات حول مدى الترحيب بالأقليات الدينية والعرقية في مثل هذا الجيش، ومدى تمثيله لتنوع المجتمع السوري.

وفي السياق، أوضح مسؤول دفاعي سوري طلب عدم الكشف عن هويته لعدم تخويله بالتصريح علنا، أن الحكومة لم تحسم أمرها بعد بشأن السماح للأقليات بالتجنيد.

وعبرت الصحيفة عن الخشية من أن يؤدي استبعادهم إلى تفاقم التوترات الطائفية في سوريا التي اندلعت بالفعل في عدة موجات من العنف الدامي خلال العام الماضي.

وأفاد العديد من الجنود والقادة والمجندين بأن قادة سوريا يعتمدون على دائرة صغيرة من الرفاق الموثوق بهم من “هيئة تحرير الشام” لقيادة وتشكيل الجيش الجديد، بدلاً من اللجوء إلى أولئك الذين يتمتعون بأكبر قدر من الخبرة، بمن فيهم آلاف الضباط الذين انشقوا في ظل نظام الأسد.

ولم ترد وزارة الدفاع السورية على قائمة مفصلة من الأسئلة أو على طلبات متكررة للتعليق.

وبعد إلغاء التجنيد الإجباري الذي كان مكروهاً بشدة في ظل نظام الأسد، قام الجيش الجديد بتجنيد المتطوعين ووضع مؤهلات مثل التعليم في الصف التاسع واللياقة البدنية والقدرة على القراءة.

لكن الجنود الذين قاتلوا مع المعارضة في الحرب الأهلية تم ضمهم إلى صفوف الجيش، حتى لو لم يستوفوا جميع المعايير، وفقاً لعدد من الجنود والقادة.

ويمتلك مقاتلو “هيئة تحرير الشام” السابقون، شأنهم شأن مقاتلي العديد من الفصائل الأخرى، سنوات من الخبرة في حرب العصابات التي خاضوها للإطاحة بالأسد، إلا أن معظمهم لم يخدموا كضباط في جيش نظامي ذي فروع مختلفة كالبحرية والقوات الجوية والمشاة، وبهياكل قيادة صارمة، وهي معرفة تُعتبر مفيدة عند إعادة بناء جيش.

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن افتقار الجيش للسيطرة على قواته وضعف الانضباط بين جنوده، ساهم بالفعل في اندلاع أعمال عنف طائفية، مما أدى إلى تقويض علاقات الحكومة مع الأقليات.

وتقول منظمات حقوق الإنسان إن قوات تابعة للحكومة أو داعمة لها متورطة في بعض عمليات القتل.

وفي هذا الصدد، قال العقيد علي عبد الباقي قائد أركان الكتيبة السبعين في دمشق، وهو من بين القادة رفيعي المستوى القلائل الذين لم يكونوا أعضاء في “هيئة تحرير الشام”، إنه لو كان مكان الشرع لبنى الجيش الجديد بالطريقة نفسها.

أضاف العقيد عبد الباقي، الذي قاد جماعة معارضة أخرى أثناء الحرب الأهلية خلال حديث من مكتبه بدمشق: “لن يخاطروا بالتعامل مع أشخاص لا يعرفونهم”.

وأكد ضابط انشق عن سلاح الجو التابع للأسد وانضم الآن إلى الجيش الجديد، أن المعيار الأساسي للترقية هو الولاء، ونتيجة لذلك غالباً ما يتفوق المقربون من الشرع وجماعته السابقة في الرتب على الضباط العسكريين السابقين ذوي الخبرة.

وبيّن الضابط المنشق أن العديد ممن قادوا كتيبة القوات الجوية السورية الجديدة لم يكونوا على دراية بتسلسل الرتب العسكرية.
وأضاف أنه تم تعيين قائد أكثر كفاءة بعد شكواه هو وضباط آخرين، لكن ذلك لم يحدث إلا بسبب الطبيعة المتخصصة للقوات الجوية.

وفي علاقة بالملف، قال بعض كبار القادة إن التعليم الديني كان محاولة لبناء التماسك من خلال الإيمان المشترك، وليس وسيلة لفرض أيديولوجية محددة على المجندين الجدد.

وحذر قائدان آخران من أن السماح للأقليات بالانضمام إلى الجيش بعد حرب أهلية وحشية ذات طابع طائفي، سيكون بمثابة إشعال برميل بارود.

وعارض آخرون ذلك، مؤكدين أن إنشاء جيش يعكس تنوع سوريا من شأنه أن يبني الثقة بين الأقليات ويساعد في منع العنف الطائفي.

وفي ختام تقريرها، رأت “نيويورك تايمز” أن وضع الموالين للرئيس الشرع في مناصب قيادية، يصعّب أمر دمج “قوات سوريا الديمقراطية” التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على جزء كبير من شمال شرق سوريا وتتمتع بهيكل تنظيمي داخلي قوي.
وتجري هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة، مفاوضات منذ أشهر مع الحكومة بشأن دمج الجيش، من دون إحراز تقدم يذكر.
كما حذر بعض الجنود من أن تدريبهم يفتقر إلى أي تركيز على قوانين الحرب، باستثناء إخبار المجندين بتجنب الخلط بين جميع الأقليات وجرائم عدد قليل من الأفراد.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img