كشف موقع “ريسبونسيبل ستيت كرافت” الأميركي عن رسائل بريد إلكتروني مسرّبة تُظهر كيفية عمل منظمة أميركية–إسرائيلية لتعزيز المصالح الإسرائيلية داخل الولايات المتحدة من دون الالتزام بقانون “تسجيل الوكلاء الأجانب” (FARA)، الذي يُلزم بالإفصاح عن أي نشاط سياسي يجري نيابة عن دولة أجنبية.
وبحسب التقرير الذي أعدّه الصحفي كونور إيكولس، فإن التسريب يقدّم صورة نادرة لأساليب التفاف بعض الجهات الموالية لـ”إسرائيل” على القوانين الأميركية، ما سمح بإخفاء حجم الجهود الدعائية لصالح إسرائيل داخل الولايات المتحدة.
وتشير الوثائق إلى أن القنصلية الإسرائيلية في نيويورك واجهت عام 2011 صعوبة في إقناع وسائل الإعلام الأميركية بإجراء مقابلات مع وفد من الإحتلال الإسرائيلي جاء في جولة دعائية.
وهنا تدخلت منظمة “آكت فور إسرائيل” التي تقودها الممثلة الأميركية–الإسرائيلية نوا تيشبي، وتمكنت من ترتيب سبع مقابلات مع منصات ومدونات إعلامية مؤثرة، بينها “ريد ستيت” التي تعتبر الأكثر قراءة لدى أعضاء الكونغرس.
ويؤكد التقرير أن هذه الأنشطة كانت تستلزم التسجيل وفق قانون FARA، وفق ما قاله الباحث بن فريمان من “معهد كوينسي”.
ورغم تقديم “آكت فور إسرائيل” نفسها كمنظمة أميركية مستقلة، تكشف الرسائل المسرّبة عن تنسيق وثيق وسري بين مسؤوليها والحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك ترتيب مقابلات وحملات إعلامية موجهة.
وتبيّن الوثائق أن رئيس أركان في الإحتلال الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي انضم لاحقاً لعضوية مجلس إدارة المنظمة، ما يؤكد عمق هذا الارتباط.
كما تكشف التسريبات عن تنظيم رحلات دعائية لصحفيين ومدونين أميركيين إلى “إسرائيل”، شملت لقاءات مع مسؤولين حكوميين. ومن بين المشاركين:
• تشاك ديفور — مدون ومرشح سابق لمجلس الشيوخ
• كلير بيرلينسكي — كاتبة وصحفية
• تيم ماك — صحفي عمل في وسائل أميركية بارزة
• سيث مانديل — كبير محرري مجلة كومنتاري
• مولي همنغواي — رئيسة تحرير ذا فيدراليست
وخلال إحدى هذه الرحلات، ظهرت مقالات وتصريحات تروّج للرواية الصهيونية وتنتقد التغطية الدولية للصراع.
والوثائق تُظهر أيضاً أن المشاركين في الرحلات كانوا مطالبين بإنتاج مواد إعلامية مؤيدة لـ”إسرائيل”، وأن المنظمة سعت للحصول على تمويل من مجموعات أميركية مؤيدة لإسرائيل لدعم هذه الأنشطة.
كما تكشف الرسائل تورّط الكاتب المحافظ جوشوا تريفينو، مؤسس “ريد ستيت”، في مشاريع إعلامية ذات صلة بالترويج لسياسات دول أجنبية.
وفي رسالة مسرّبة عام 2011، أشاد الرئيس الصهيوني الأسبق شمعون بيريز بالمنظمة، واصفاً إياها بأنها “حلّ لموجة جديدة من نزع الشرعية عن إسرائيل”.
كما أشار التقرير إلى أن شخصيات مرتبطة بالمنظمة، ومن ضمنهم نوا تيشبي، لا تزال تنشط في تشكيل الرأي العام الأميركي حول “إسرائيل”، من خلال حملات إعلامية وانتقادات للحركات المؤيدة لفلسطين.
ويخلص الموقع إلى أن الوثائق المسربة تثير أسئلة جدّية حول مدى التزام “آكت فور إسرائيل” بالقوانين الأميركية المتعلقة بالشفافية وتسجيل الوكلاء الأجانب.














