من المتوقع ان تتصاعد حرارة الاستحقاق الحكومي في مطلع الأسبوع المقبل مترافقا مع جلسة مجلس النواب لانتخاب اللجان النيابية الثلثاء المقبل.
وقبل الانتهاء من جلسة تأليف اللجان النيابية، لن يعرف متى موعد الدعوة التي سيوجهها رئيس الجمهورية الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المقبل وذلك بعدما تسلمت رئاسة الجمهورية من الامانة العامة لمجلس النواب لائحة النواب كتلا ومستقلين.
غير ان عامل الوقت يعتبر هذه المرة من اكثر العوامل الضاغطة لاستعجال التكليف والتأليف، بهدف منح الفرصة لتنفيذ المشاريع الحيوية الأساسية ماليا واقتصاديا ومصرفيا وسط ما يعيشه اللبنانيون..
وفي قصر بعبدا عقد لقاء بعد ظهر اليوم بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال تناول مرحلة ما بعد اعتبار الحكومة مستقيلة وضرورة استمرار الادارات في تأمين المهمات المطلوبة منها.
اما اليوم فكان الحدث الامني في الواجهة مع العملية الامنية النوعية للجيش اللبناني في حي الشراونة في بعلبك بحثا عن مطلوبين حيث اعلنت قيادة الجيش عبر تويتر عن استشهاد عسكري واصابة خمسة آخرين أثناء عملية الدهم التي تنفذها قوة من الجيش في الشراونة والتي اسفرت عن توقيف عدد من المطلوبين.
وكانت قوة من الجيش تنفذ عمليات دهم في الشراونة – البقاع بحثا عن مطلوبين، وقد حصل تبادل لإطلاق النار ما أدى إلى وقوع إصابات عدة.
ونفت القيادة ما يشاع عن استشهاد احد الضباط في مديرية المخابرات خلال مداهمة الشراونة.
هي خطوة أولى خطاها ملف تكليف الشخصية التي ستؤلف الحكومة الجديدة تمثلت بإيداع الامانة العامة لمجلس النواب لائحة باسماء الكتل النيابية والنواب المستقلين الى الامانة العامة لرئاسة الجمهورية لتكون التحضيرات لدعوة رئيس الجمهورية ميشال عون للاستشارات النيابية الملزمة قد وضعت على السكة ويبقى أن إنطلاقتها تنتظر صافرة تحديد الموعد.
وفيما يجري الحديث عن إمكانية الدعوة لهذه الإستشارات خلال النصف الأول من الشهر الجاري سجلت زيارة للرئيس نجيب ميقاتي إلى بعبدا من دون تصريح في وقت تتزايد الحاجة الى وجود حكومة كاملة الاوصاف تقوم بتسيير أمور الدولة والناس في ظل أزمات معيشية تتراكم على رأس اللبنانيين يوما بعد يوم
من ملف المحروقات الذي شهد اليوم المزيد من الإرتفاع في الأسعار الى ملف الدواء الذي بات بلا دعم اللهم بإستثناء بعض ادوية الأمراض السرطانية والمستعصية الى ملف الكهرباء وغيرها من الملفات الملتهبة
أمنيا نفذت قوة من الجيش عمليات دهم في الشراونة – البقاع بحثا عن مطلوبين وقد حصل تبادل لإطلاق النار ما أدى إلى استشهاد عسكري واصابة خمسة آخرين أثناء العملية التي اسفرت عن توقيف عدد من المطلوبين وفق بيان لمديرية التوجيه
انه بلد الجنون بامتياز امنيا ومعيشيا وحتى سياسيا. الجنون الامني تجلى اليوم عبر ما حصل في حي الشراونة في بعلبك. فبعدما بلغت الفوضى مداها واستشرى الفلتان من جديد في المنطقة المذكورة, تدخل الجيش ليضع حدا للفلتان والفوضى، ما ادى الى استشهاد عسكري واصابة خمسة آخرين.
ولمن لا يعرف التفاصيل فان بطلي الفوضى والفلتان في الشراونة تجار مخدرات خارجون على القانون، ومحميون، لانهم يعيشون في مناطق معروف من يسيطر عليها ومن يتحكم في قرارها.
المؤلم في العملية ان التضحيات التي قدمت فيها, لم تؤد الى القبض على المطلوب الاول في المنطقة “ابو سلة” الذي تمكن من الفرار.
و فرار ابو سلة يطرح اكثر من علامة استفهام. فلو ان “ابو سلة” لا يتمتع بحماية ما, من جهة مؤثرة وفاعلة على الارض, هل كان استطاع الفرار بعدما احكم الجيش الطوق على حي الشراونة وتل الابيض؟ والا يؤكد ما حصل اليوم في بعلبك ان هناك مناطق باكملها عصية على الدولة اللبنانية وعلى قواها العسكرية؟ فكيف لدولة بالتالي ان تكون دولة كاملة في مناطق، ونصف دولة وحتى لا دولة في مناطق اخرى؟
توازيا، برز اليوم جنون معيشي تجلى في ارتفاع سعر صفيحة البنزين 23 الف ليرة، وقاروة الغاز سبعة الاف ليرة. وفيما ازمة الخبز تراوح مكانها، صدر قرار مستغرب عن وزارة الطاقة طلبت فيه من اصحاب المولدات الا تتدنى ساعات التغذية عن ست عشرة ساعة يوميا.
فكم ينطبق على وزارة الطاقة المثل القائل:”ايها الطبيب طبب نفسك “! اذ الم يكن اولى بها، وبدلا من ان تطلب من اصحاب المولدات رفع ساعات التغذية، ان تسعى هي الى رفع ساعات التغذية؟ ام ان وزارة الطاقة صارت وزارة اللاطاقة وغيرت صلاحياتها وطبيعة عملها حتى تحولت مجرد منظم لساعات عمل المولدات؟
في السياسة الامور ليست افضل. فالاستشارات النيابية الملزمة التي تردد قبل يومين انها ستجرى الاثنين المقبل، وذلك لتكليف شخصية سنية تكليف الحكومة، أجلت على ما يبدو الى منتصف الاسبوع الطالع وربما اكثر.
فهل بدأنا ندخل في دوامة ازمة حكومية، نتيجة الواقع السياسي المعقد الذي نعيشه وفي ظل توازن القوى الجديد في البرلمان؟ ؟والاهم: هل عاد فريق العهد الى نظرية التأليف قبل التكليف في استعادة لنظرية العربة قبل الحصان؟ اذا ثبت الامر فان لبنان المنهك على كل المستويات سيصبح في عين العواصف من جديد. فضعوا احزمة الامان… وتحضروا للأسوأ.
ثلاثة وثلاثون عاما وما زال الامل الحي في قلوب المستضعفين، وحامي الثورة وملهم الراية على طريق فلسطين..
وما غيبه الموت وإن في ذكراه الحنين، فهو الامام الحاضر والخميني العظيم، الذي حقق حلم الانبياء كما قال الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وأبو المقاومين والثوار والمستضعفين والاحرار كما اثبتت الايام والسنون ..
في ذكرى رحيله تقف ثورته المحمية بولاية الامام السيد علي الخامنئي وهي مقتدرة وحاضرة في ميدان الدفاع عن الحق والانسانية، تقارع الطغيان والاستكبار وكل صنوف التدمير والحصار، فيما اعداؤها استنفدوا كل خياراتهم ضدها وبقيت ايران جمهورية اسلامية وعنوانا للتوازن الاقليمي والعالمي ..
وفي الاقليم كيان مرتبك واحتلال لن تشرعه السنون، يعيش مستوطنوه على ارض فلسطين المحتلة في تحديات وجودية، رفعها مدير الموساد السابق “تامير باردو” الى مستوى التدمير الذاتي نتيجة التفتت المجتمعي والتشظي السياسي، فيما ساسة عرب لا يزالون يبنون اوهام الاستقرارالامني والسياسي عبر التطبيع مع هذا الكيان المهتز..
في لبنان المهتز اقتصاديا واجتماعيا محاولات لترميم ما امكن من ملفات منفجرة، وسط المساعي السياسية لانجاز الاستحقاقات الدستورية، وفيما اعلن وزير الاقتصاد بأن لا مشكلة طحين، فإن مشكلة الاشتراكات الكهربائية قد فتكت بجيوب اللبنانيين، ولم يحفظ بعض اصحاب الاشتراك الحد الادنى من الانسانية ولم يلتزم بأي من الضوابط والتسعيرات التي وضعتها الوزارات المعنية بما يراعي جنون النفط العالمي ..
ولمعالجة كل هذه الاستحقاقات والتحديات جدد حزب الله عبر نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم استعداده لمد اليد للجميع لا سيما النواب الجدد، والتعاون مع جميع القوى من اجل معالجة الملفات الاساسية لا سيما مكافحة الفساد واسترجاع اموال المودعين المنهوبة. فالمرحلة بحسب الشيخ قاسم تتطلب الواقعية في مقاربة جميع الملفات، وحزب الله يرحب بكل الافكار التي تساهم بحماية البلد ومعالجة مشاكله ..
في انتظار الانقاذ الموعود، تمضي الايام بطيئة ثقيلة على غالبية اللبنانيين الذين يرزحون تحت أثقال حياتية كثيرة تراكمت على مدى عقود لتنفجر قبل سنتين.
غير ان الاسوأ من الازمة هم الذين يستثمرون فيها، اما لتكوين حيثية سياسية، او لتعزيز حضور سياسي موجود اصلا، وهاتان الفئتان من السياسيين ممثلتان خير تمثيل في المجلس النيابي الحالي.
ففئة المستثمرين في تكوين الحيثيات، يعبر عنها نواب يلقبون انفسهم بالتغييريين، فيما تجربتهم الاولى في المجلس النيابي لم تكن تمت الى التغيير بصلة، حيث صوتوا لمرشح هو ابن المنظومة، بعدما دعمته قبل اعوام في انتخابات نقابة الاطباء، قبل ان تعود وتتبناه لمنصب نائب رئيس مجلس النواب اثر فوزه في الانتخابات الاخيرة على لائحة المختارة في البقاع الغربي وراشيا.
اما فئة المستثمرين في تعزيز حضورهم السياسي، فواضحة المعالم من خلال احزاب وكتل، تتاجر يوميا بقضية السلاح، فترفع السقف عاليا قبيل الاستحقاقات، قبل ان تدخل في بازار المساومات والتسويات وربط النزاع في اليوم التالي، وفق ما جرت عليه العادة منذ عام 2005 على الاقل.
غير ان بين الفئتين، مجموعة سياسية ثالثة متنوعة المشارب، ثابتة عند اقتناعاتها المبدئية، ومستعدة لتصحيح الاخطاء ان وجدت، وجاهزة لمد اليد حيث يلزم لتحقيق الصالح العام… وعلى هذه الفئة فقط لا غير يصح الرهان، وتصلح المعادلات المقبلة، بعيدا من عقلية التحريض التي تأسر اصحابها في الحقد، وتجعلهم غير قادرين الا على انتاج الفشل.
“استراحة المحارب” قبل الانطلاق الاسبوع المقبل في إكمال “المطبخ التشريعي” عبر انتخاب رؤساء اللجان النيابية ومقرريها واعضائها، من دون أن يعرف ما إذا كان التوافق هو الذي سيسود، أو أن اللجان لن تولد إلا عبر الانتخابات.
الثلاثاء يتوقع أن تكون هناك محاولة لعدم الوصول إلى “لجان معلبة”، لكن هذا الطموح رهن بما ستتوصل إليه قوى المعارضة في مجلس النواب. فهل سيكون التنسيق في جلسة انتخاب اللجان أفضل من التنسيق في انتخاب رئيس المجلس ونائبه وأمين السر؟
“المطبخ التنفيذي” مازال في مرحلة ما قبل الخطوة الأولى: لا إشارات ولا مؤشرات، في انتظار أن تحدد رئاسة الجمهورية مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الشخصية التي ستتولى تشكيل الحكومة.
لم يسجل في هذا الملف سوى زيارة قام بها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا، واكتفى بالقول بعد اللقاء: “هي زيارة عادية لفخامة الرئيس، وانا على ود دائم معه”.
أمنيا، قفز إلى الواجهة اليوم حدث المواجهة بين الجيش اللبناني وعصابات المخدرات في الشراونة في بعلبك.
سياحيا، ومع اقتراب بدء موسم الصيف والاستعدادات له، نقاش حول حسنات وسيئات التسعير بالدولار، وهل هو مفيد للقطاع السياحي؟ أم أنه يؤدي إلى الانكماش؟
هو يوم أبو سلة في جمهورية الشراونة العظمى وفيه تحولت البلدة البقاعية إلى وكالة بلا بواب يحكمها الخارجون على القانون والمطلوبون بمذكرات توقيف, وفي تلك البقعة الجغرافية المحررة من سيطرة الدولة فرض الجيش اللبناني هيبته بدم رقيب شهيد وخمسة عسكريين جرحى.
ما حصل اليوم ليس وليد مواجهة وضع عناصر وضباط الجيش فيها على خطوط النار الأمامية مع أبناء المنطقة بل لها مفعول رجعي عن أعوام طويلة خيرت فيها الحكومات المتعاقبة وقوى الأمر الواقع أبناء المنطقة بين المر والأمر بين الفقر والممنوع وحولتهم الى طفار.
لكن واقع الحال هذا يسقط أمام توجيه الرصاص إلى صدور عسكر سيج الجرود وحمى الحمى بمعاركه ضد الإرهاب. لم يكن أبو سلة وما يعادله من بارونات الاتجار بالمخدرات ليتحصنوا داخل أسوار تلك المنطقة المحرمة مدججين بأحدث وأقوى أنواع الأسلحة لو لم تكن فوق رؤوسهم خيمة من غطاء سياسي وقبائلي وعشائري, فأقاموا تحت سقف الممنوع دويلات بالأخضرين وبقوة سلاح داشر وعلى فوهة طلقاته لاي سبب كان.
القضية اليوم لم تخرج من “خرم سلة” بل من سياسات خاطئة لإنماء غير متوازن يدفع ضباط وعناصر المؤسسة العسكرية ضريبتها متجاوزين الأخطار وكل أنواع التهديد للقيام بمهامهم في تنفيذ القانون وبسط الأمن في المعركة التي خاضها الجيش مع “أبو سلة إسكوبار” المصنع في الشراونة والرقم الصعب بين تجار المخدرات, استخدمت المدافع الثقيلة قبل أن تتحول من حرب الشوارع إلى مطاردات ومواجهة من غرفة لغرفة, وانتهت بإصابة المطلوب وتهريبه. لكن الجولة هذه لن تكون الأخيرة في القضاء على تجارة المخدرات وتجار الموت.
ومن أعالي الجرود إلى منخفضات بعبدا أكد وزير الخارجية عبد الله بو حبيب المؤكد من أن الجميع يريد الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية ولدى سؤاله أين المشكلة؟ أجاب: ” لا أعرف” ووزير الخارجية القادم إلى بعبدا بعد زيارة البيت الأبيض أضاف “نريد اتفاقا لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والأميركييون يريدون اتفاقا وأيضا الاسرائيليون بحسب ما يقولون”. ووضع المشكلة في الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إذ لا تكفي زيارته كل شهرين لإنجاز الاتفاق.
هوكشتاين عائد قريبا إلى لبنان وسيفرض توقيعا على اللبنانيين يمهد لخط سير الغاز الفلسطيني الى كل اوروبا المأزومة بغاز الحروب الاكروانية الروسية.