قبل نشوء “المجلس الأعلى السوري اللبناني”، كان تنسيق العلاقات بين الدولتين السورية واللبنانية عبر “المكتب الدائم للعلاقات اللبنانية ـ السورية” الذي كان بمثابة سفارة بين البلدين، وقد ترأسه بداية ألبير عاصي وكان مقره في دمشق.
ثم في الـ22 من أيار عام 1991، وقع كل من الرئيس السوري حافظ الأسد والرئيس اللبناني إلياس الهراوي ما يعرفه اللبنانيون على أنه “معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق”، لتنظيم العلاقة بين البلدين في كل مساراتها بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990).
وبقي الجيش السوري منتشراً في لبنان، وفق ما نص عليه اتفاق الطائف عام 1989 حتى سنة 2005 بعد اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري، وخرج اللبنانيون بتظاهرة مليونية طالبوا فيها خروج القوات السورية، وهو ما تم في الـ26 من نيسان من العام نفسه.
تضمنت “معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق” كثيراً من البنود، وعلى أساسها أنشئت أجهزة عدة مشتركة بين البلدين، أبرزها “المجلس الأعلى السوري اللبناني” الذي يتألف من رئيسي الجمهورية في كل من الدولتين المتعاقدتين، ورئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس مجلس الوزراء في سوريا، ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس مجلس الوزراء في لبنان.
وتولّى اللبناني نصري خوري مهام الأمين العام للمجلس، على أن تكون موازنة المجلس مناصفة بين الدولتين.
أما أبرز مهمات هذا المجلس فهي وضع السياسة العامة للتنسيق والتعاون بين الدولتين في المجالات كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، والإشراف على تنفيذها، فيما تعد قرارات المجلس نافذة المفعول في إطار النظم الدستورية في كل من البلدين.














