مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 28 أيلول 2025

التطور في نيويورك اليوم، والحدث في واشنطن غدًا، وفي فرجينيا بعد غد. أما سائر أحداث العالم يمكن وضعها في خانة “تفاصيل”. تطور اليوم أن الأمم المتحدة أعادت فرض حظر على الأسلحة وعقوبات أخرى على إيران، وجاء قرار إعادة فرض الحظر بطلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أو مجموعة الترويكا الأوروبية، وهي الدول الأقوى في أوروبا، بسبب اتهامات لطهران بانتهاك الاتفاق النووي المبرم في 2015 والذي كان يهدف إلى منع إيران من صنع قنبلة نووية.
قرار إعادة العقوبات جاء بعد عشرة أعوام على رفعه، ويمكن إعتباره ضربة إقتصادية بعد الضربة العسكرية لإيران على مدى إثني عشر يومًا.
أما الحدث، غدًا فيتمثل في لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن. وكان ترامب استبق اللقاء بإعلانه عبر “تروث سوشيال”: “لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط. الجميع على استعداد لشيء مميز. شيء سنحققه لأول مرة على الإطلاق”.
الحدث بعد غد الثلثاء أن الرئيس ترامب سيحضر اجتماع كبار الضباط الذي يعقد بدعوة من وزير الدفاع، لكن ترامب قرر حضوره وفق ما كشفت صحيفة ” واشنطن بوست”.
ربما التطورات في المنطقة، ومنها لبنان، انعكاس للتطورات بين نيويورك وواشنطن، فطبيعي أن تتشدد إيران بعد مواقف نيويورك، وطبيعي أن يُترجَم هذا التشدد في لبنان، وما قاله أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني، وفي لقائه مع الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، من أن إيران حاضرة لكل مستويات الدعم للبنان ومقاومته”. هذا التشدد يعكس أن لا شيء في لبنان يحدث عفوًا أو ارتجالًا.

بعد إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد حسن نصرالله وإنهاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني زيارته لبنان واستيعاب واقعة صخرة الروشة ساد هدوء داخلي لافت في نهاية الأسبوع. لكن هذا الهدوء نغّصه هدير طائرات التجسس الاسرائيلية التي كثفت استباحتها سماء لبنان طولاً وعرضاً وحلقت على ارتفاع منخفض ولساعات طويلة منذ الصباح في اجواء العاصمة وضاحيتها الجنوبية في انتهاك متكرر لاتفاق وقف اطلاق النار المبرم في تشرين الثاني 2024.
الانتهاكُ الفاضح يتخذ العدو الاسرائيلي من الموقف الأميركي غطاءً له وهو موقف عبّر عنه الموفد توم براك في تصريحات جديدة تنصّل فيها من المسؤوليات بتكراره أن الولايات المتحدة ليست ضامناً في اتفاق وقف اطلاق النار واصفاً إياها بأنها مجرد قناة تواصلٍ لا أكثر وقال إنه إذا أراد اللبنانيون دولة واحدة وجيشاً واحداً فعليهم نزع سلاح حزب الله ومنع نشوب حرب أهلية.
وفي موقف سعودي شددت المملكة على ضرورة انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة واكدت من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بلسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان وقوفَها الى جانب لبنان ودعمها جهود حكومته في تطبيق اتفاق الطائف.
أما مجلسه النيابي فهو على موعد غداً مع جلسة تشريعية في رصيد جدول أعمالها سبعة عشر بنداً تتراوح بين توقيع اتفاقيات ومعاهدات تعاون وشؤون اقتصادية ومالية وصولاً إلى منح المتضررين من الاعتداءات الاسرائيلية بعض الإعفاءات من الضرائب والرسوم.
خارج لبنان لا إعفاءات لإيران من الاستهدافات الدولية التي تُرجمت عقوبات جديدة عليها بدفعٍ من الترويكا الأوروربية التي أصرّت على تفعيل “آلية الزناد” وحظيت بدعم من الجانب الأميركي الذي كان قد سبقها في فرض عقوباته الخاصة على طهران. وفيما اعتبرت ايران أن تفعيل آلية الزناد غير قانوني تُطرح أسئلة جدية حول ما اذا كانت دولٌ كروسيا والصين ستمضيان في تطبيق العقوبات الجديدة أم أنهما ستبديان ممانَعة.
في قطاع غزة العقوبات الاسرائيلية تتكثف على الفلسطينيين الذين استمعوا اليوم مجدداً الى وزير حرب العدو يسرائيل كاتس وهو يهدد بتدمير القطاع. في موازاة هذه اللغة العدوانية ثمة لغة تفاوضية يبدي فيها الأميركيون تفاؤلاً بتحقيق صفقة وفق خطة لدونالد ترامب. وفيما أشارت حركة حماس الى أنها لم تتسلم اي مقترحات جديدة من الوسطاء يفترض ان تحضر هذه الخطة في الاجتماع الذي يعقده الرئيس الأميركي وبنيامين نتنياهو غداً في المكتب البيضاوي فَمنْ منهما سيُقنع الآخر بتوجهاته؟! أم أنهما متفقان في أهدافهما المشتركة والباقي ضحكٌ على الذقون؟!!… إن غداً لناظره قريب….

آخر ابتكارات براك: المشكلة أن لبنان وإسرائيل لا يتحاوران هي الخلاصة وبيت القصيد وأداة من أدوات الضغط ففي دعوة واضحة للتقسيم تتقاطع مع مقولة الشرق الأوسط الجديد وإسرائيل الكبرى كرر القول بأنه لا يعترف بالشرق الأوسط منطقة سياسية شرعية وأنها ليست سوى لمجموعة من القبائل والقرى التي جرى تقسيمها على أيدي القوى الأوروبية والاعتقاد بإمكانية توحيد سبع وعشرين دولة مختلفة في المنطقة تضم أكثر من مئة مجموعة عرقية على موقف سياسي واحد هو مجرد وهم فهل لكلام براك غطاء من الإدارة الأميركية؟ أم أنه تعبير شخصي من دارس للتاريخ؟ كما وصف نفسه وبين ليلة المبعوث الأميركي وضحاها بأن استعدوا لحدث استثنائي في الشرق الأوسط لأول مرة جذب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأنظار ومن على منصة “تروث سوشيال” أعلن أنه لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط وسننجح في إنجاز هذا الأمر والمنطق هنا يتجه نحو قطاع غزة فهل نجحت قمة الضغط العربية والإسلامية واجتماعاتها الماراتونية مع الرئيس الأميركي في فصل المسارين بين ترامب وبنيامين نتنياهو؟ وهل صحيح بأنه تم الاتفاق على خطة لوقف إطلاق النار في القطاع؟ الخبر اليقين غداً في اللقاء الثنائي الذي يجمع ترامب بنتياهو في المكتب البيضاويخصوصاً وأن الخطة المعروضة لوقف الحرب لم تنل بعد توقيع الطرفين المعنيين حماس وتل أبيب وعلى علامات الاستفهام فإن “مصل الحقيقة” ظهر بالأرقام وفي استطلاعات الرأي حول الحرب على غزة والتي أظهرت تراجعاً كبيراً لشعبية ترامب ونتنياهو على السواء معطوفة على الاعتراف الساحق بالدولة الفلسطينية وعلى العزلة الدولية التي طوقت إسرائيل وبدت واضحة في انسحاب الوفود خلال إلقاء نتنياهو كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأمر الذي دفعه لطلب تحقيق ومعرفة من هي الوفود التي قاطعت الخطاب وبحسب فايننشال تايمز نقلت عن مسؤول إسرائيلي أن هناك قلقاً وفوضى داخل أوساط الوفد الإسرائيلي في الولايات المتحدة ومن بوادره ما كشفت عنه “يديعوت أحرونوت” أن رئيس الأرجنتين حليف نتنياهو والمؤيد القوي لإسرائيل طلب منه تأجيل زيارته إلى الأرجنتين لأسباب سياسية خشية أن تلحق الزيارة ضرراً به على أبواب الانتخابات البرلمانية بعدما ضعفت شعبيته مؤخراً وقبل إعلان ترامب المرتقب صعّدت إسرائيل جنوباً بسلسلة غارات عنيفة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي استهدفت محيط مدينة النبطية في الجرمق وسهل كفررمان وحومين الفوقا فهل هي جولة أخرى ضمن جولات خرق وقف إطلاق النار؟ أم مقدمة لما بعد اليوم التالي لغزة؟














