الإثنين, ديسمبر 8, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderحرب الإستكشاف انتهت والأطراف تراجع الدروس

حرب الإستكشاف انتهت والأطراف تراجع الدروس

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| رندلى جبور |

خلال اثني عشر يوماً خاض العدو الاسرائيلي وإيران حرب استكشاف. هي ليست مسرحية كما اعتبر البعض، بل جسّ قدرات وتجميع معطيات بمحاكاة ميدانية حقيقية للحرب.

إسرائيل لطالما حلمت بضرب إيران وكسر نظامها المعادي لها، وبعد انتظار، قررت أن تخوض التجربة بعيار مباشر وثقيل لا يقتصر على اغتيال واحد أو تحريك بضعة مجموعات للتحرك في الداخل الايراني أو توجيه ضربة صغيرة إلى هدف محدد، أو التصويب على مقاومات المنطقة.

ضربت ضربتها الاولى. كانت أمام احتمالين. إما تُسقِط النظام الاسلامي بسرعة تحت المباغتة، وإما تكون أمام فرصة معرفة كيف يمكن أن تكون إيران في الحرب، وما هي نقاط قوتها ونقاط ضعفها، وإلى أي مدى يمكن الذهاب معها عسكرياً.

إيران تلقفت الضربة الأولى. بست ساعات فقط وقفت على رجليها، عيّنت قادة عسكرييين بدلاء عن من استشهدوا، واتخذت القرار بالرد. أجابت بسرعة على الكثير من الأسئلة. أظهرت قدرتها الصاروخية والاستخبارية. أثبتت أن نظامها صلب وشعبها يتوحّد عند أزمة كتلك.

أوحت بأنها جاهزة لكل السيناريوهات وأنها لم تكن نائمة على حرير. خرجت عن صبرها وصمتها. وفعلت بالكيان ما لم يفعله أحد به بهذا الحجم من الاصابات والدمار والدروس قبل ذلك.

سارع الأميركي لإنقاذ “دلّوعته” بعدما صرخت بأنها هي أيضاً في مأزق، ضرب منشآت نووية إيرانية ليخرج من هذه الضربة إلى رحاب وقف إطلاق النار.

في هذه الحرب إذاً، استكشف الطرفان بعضهما أكثر بتجربة ملموسة. والآن يذهب كل منهما لوضع معطياته على الطاولة ليعرف السلوك الذي سيسلكه في المرحلة المقبلة، وكيفية التعامل مع كل السيناريوهات. حرب الاستكشاف انتهت والأطراف الآن تراجع الدروس.

في جعبة العدو الإسرائيلي بات هناك الكثير، وفي جعبة الجمهورية الاسلامية هناك الكثير أيضاً.

كلاّ هي ليست مسرحية إنما حرب ما كان يمكن أن تستمر في ظل توازن الوجع وتوازن الرعب.

ونهايتها اليوم لا تعني أن إيران لم تعد تعادي “إسرائيل” والولايات المتحدة. هذا العداء ثابت على الاقل في المدى المنظور، والوصول إلى اتفاق لا يعني على الإطلاق الوصول إلى صداقة. هو اتفاق الأعداء في لقاء على طاولة مصلحة الجميع.

ونهايتها اليوم هو نهاية جولة. لا تعني أنه لن تكون هناك جولات ولو “مش بكرا الصبح”.

ونهايتها اليوم تستدعي إبقاء عيون طهران مفتوحة والاستعداد أكثر بعد من الداخل وباتجاه الخارج.

الحرب قاسية نعم ولكنها حمّالة دروس والمهم أن يستفيد منها أعداء “إسرائيل”، التي قد تلجأ إلى أداة المجموعات “الارهابية” في المرحلة المقبلة، انطلاقاً من سوريا فلبنان وصولاً إلى كل المنطقة.

حرب الاستكشاف انتهت، ولكن الحرب بين المقاومة بكل جبهاتها و”إسرائيل” لم تنتهِ.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img