الجمعة, ديسمبر 5, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةسياسة6 لوائح تتنافس في بيروت: تناقضات وتحالفات سياسيّة

6 لوائح تتنافس في بيروت: تناقضات وتحالفات سياسيّة

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| رلى ابراهيم |

مرة جديدة، تتحالف الأضداد في بيروت، رغم خلافاتها السياسية، بحجة حماية المناصفة، إذ تحت عنوان «بيروت بتجمعنا»، انضوت غالبية الأحزاب السياسية، من «القوات اللبنانية» إلى الكتائب والتيار والاشتراكي والطاشناق والهانشاك والنائب ميشال فرعون وصولاً إلى النائب فؤاد مخزومي والوزير السابق محمد شقير وحزب الله وحركة أمل و«جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» و«اتحاد جمعيات العائلات البيروتية».

كان مخاض ولادة اللائحة عسيراً، ولا سيما مع سعي مخزومي و«القوات» في البداية إلى التحكم باللائحة وفرض شروط على المنتسبين إليها. ولكن حينما تيقّن الطرفان أن إقصاء حزب الله والتيار سيدفعهما إلى التحالف مع آخرين للمنافسة بلائحة مضادة، خَضعا للأمر الواقع، وجلسا إلى طاولة المفاوضات لإعداد لائحة تُرضي الجميع.

هكذا، وتحت وطأة تحاشي الاستقالات والاعتراضات والتّقسيم في اليوم التالي للانتخابات، اضطرت الأحزاب إلى مدّ اليد إلى بعضها، وقبلت «القوات» بالتحالف مع «حزب الله» على مضض، لضمان وصول مرشحيها، والعكس صحيح. وبات واضحاً أن مشروع هذه اللائحة لا يتجاوز ضمان «المناصفة»، مع الإشارة إلى أن غالبية مكوّناتها فشلت في السنوات التسع الماضية مع تيار المستقبل، في إنجاز أي مشروع للعاصمة، التي شهدت خلال العهد المنصرم، أسوأ أيامها.

لا «تغيير» في بيروت

في مقابل «بيروت بتجمعنا»، أُعلنت لائحة «ائتلاف بيروت مدينتي» برئاسة فادي درويش، التي يبدو أنها بلا أي مشاريع أو عناوين جذّابة لناخبيها. فاختارت شعاراً منتهي الصلاحية ومُكرّراً، وهو الصراع مع حزب الله، إذ أطلق الائتلاف لائحته في تاريخ 7 أيار للتهويل على اللائحة الأخرى بأنها متحالفة مع حزب الله. وكأنّ المشكلة في الانتخابات البلدية، وفي العاصمة تحديداً، تُختصر بالحزب الممثّل بعضو أو عضوين، وليس غياب الإنماء والمشاريع والكسل على مختلف المستويات.

وكأنّ المشكلة ليست الوعود الكاذبة التي أغرَق «نواب التغيير» أهالي بيروت بها، من دون أن ينجزوا شيئاً، لا بل استطاعوا في ثلاث سنوات تخطي نواب السلطة في أدائهم.

ويكفي تعداد «إنجازات» نواب بيروت «التغييريين» على سبيل المثال، لتخيّل ما سيكون عليه الوضع في المجلس البلدي. ففيما يأخذ هؤلاء على الأحزاب تخطي صراعاتها للتحالف وتقاسم الحصص، يستنسخون أداءهم عبر تخطي خلافاتهم والانشقاقات في كتلتهم والصراعات في ما بينهم، والتي أدّت إلى عدم توافقهم وتفرّقهم في كل الاستحقاقات، لينضووا ضمن لائحة واحدة مُكرَهين. فالائتلاف نشأ هو الآخر بعد خلافات ونزاعات بين النائب إبراهيم منيمنة ومجموعة «بيروت مدينتي» وباقي المكوّنات والجمعيات الأهلية، وجرى تخطيها جميعها لتشكيل لائحة قادرة على المنافسة والفوز، تماماً كما فعلت الأحزاب السياسية.

لكنّ السؤال هنا، كيف سيتفق المرشحون في حال وصولهم إلى المجلس البلدي إذا كان النواب أنفسهم يحارب بعضُهم بعضاً علانية، وفي الصالونات المغلقة؟ وماذا قدّم هؤلاء النواب لبيروت خلال مدّة نيابتهم يُمكن الاعتداد به مقارنةً بأحزاب السلطة؟

إضافةً إلى اللائحتين، ثمة أربع لوائح أخرى. لائحة «بيروت بتحبك» (غير المكتملة) المدعومة من الجماعة الإسلامية والنائب نبيل بدر.

الطرفان حضرا مفاوضات الأحزاب قبل أن يُصِرَّ مخزومي على استبعاد الجماعة، مُبرّراً ذلك بالحرص على عدم استفزاز السعودية. غير أن الدافع الحقيقي وراء هذا الإقصاء، لم يكن السعودية بالطبع، بل منع الجماعة من تسمية مرشَحين اثنين لها، على اللائحة. ليؤازر بدر الجماعة في وجه مخزومي، ويؤلّفا معاً لائحة أقوى على الصعيد السّني، ولا سيما أن من يرأسها هو العميد المتقاعد محمود الجمل، الذي تؤيده قاعدة سنية تقليدية كبيرة. كما تتألف من وجوه لها حضورها الشعبي. وهو ما يجعل منها منافساً قوياً للائحة الأحزاب، ولا سيما المرشحين السنّة عليها.

أما لائحة «أولاد البلد» فترأسها العضو السابق في بلدية بيروت رلى العجوز، وتضم وجوهاً شبابية ناشطة في مجال عملها، وسط حديث عن دعم ضمني لها، من النائب السابق سليم دياب. ويتخوف ائتلاف «بيروت مدينتي» من أن تتوزع الأصوات بين لائحته ولائحة العجوز، نظراً إلى «البروفايلات المتطابقة» التي تقدّمها اللائحتان، لناحية النشاط الاجتماعي لأصحابهما، ودورانهم في الفلك نفسه.

اللائحة الخامسة، هي غير مكتملة أيضاً، تقودها حركة «مواطنون ومواطنات في دولة». وتركّز اللائحة على كونها «الخيار الثاني» المواجه لمختلف وجوه السلطة الموزّعة على اللوائح كافة، الذي سيحارب الطوائف وتحالف الحرب والمال. وثمة لائحة سادسة، غير مكتملة كذلك، تحمل اسم «بيروت عاصمتنا»، برئاسة رئيس حزب النجادة عدنان الحكيم، ونواتها الأساسية قائمة على المرشحين السُّنّة.

جمهور «القوات»: لا مساومة على دم «رولان المر»

في إطار سعيها إلى الهيمنة على التمثيل الاختياري في العاصمة، حاولت «القوات اللبنانية» إقصاء مرشح الوزير السابق ميشال فرعون إلى المخترة. كما حاولت قبلها عدم اعتماد مرشح له في المجلس البلدي. لكنه نجح في تثبيت نفسه وفرض مرشحيه على التركيبة، رغماً عن معراب.

حصل الأمر نفسه مع رئيس مجلس إدارة مصرف «سوسييتيه جنرال»، أنطون صحناوي، إذ اعترض نائب الأشرفية غسان حاصباني على تبني مخاتير لصحناوي على اللائحة، نظراً إلى المواجهات المُسلحة التي حصلت بين الطرفين، وانتهت بمقتل مسؤول «القوات» في كرم الزيتون، رولان المر.

إلّا أن «فيتو» حاصباني لم يصمد طويلاً، وتوافق المفاوضون على تخريجة تضع المختارين المحسوبين تاريخياً على صحناوي، إيلي صباغة وشارل زيادة، ضمن حصة النائب نديم الجميل، لتفادي تسميتهما بالمباشر من حصة صحناوي، مراعاةً لمشاعر القواتيين.

«توليفة» لم تمر على جمهور «القوات» الممتعض «من المساومة على دم المر»، وباتت أصوات الاعتراضات مرتفعة إلى درجة مُحرِجة لـ«القوات»، وحاصباني تحديداً.

في الإطار نفسه، أبت معراب إلا أن تُضيف إلى مشاكلها مشكلة أخرى، تتمثّل باعتماد 7 مخاتير أرثوذكس و3 موارنة، واستبعاد أي تمثيل للروم الكاثوليك، لتعلو أصوات رجال دين وفعاليات كاثوليكية ضدّ ما سمّوه «إقصاء» وعملاً معيباً يُطيح كل الأعراف، متوعّدين «القوات» بأنها ستدفع ثمن ذلك، في عاصمة الكثلكة، مدينة زحلة، الأحد المقبل. فهناك أيضاً اختار الحزب عدم التعاون مع أي شخصية كاثوليكية، وانسحب من تحالفه مع رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img