تصوير: عباس سلمان

عن التسويق للتطبيع والسلام..

| رندلى جبور |

بدأ التطبيع والسّلام المزعوم مع العدو الاسرائيلي يتسلّل إلى الداخل اللبناني، من خلال تصريحات بعض السياسيين والاعلاميين والمؤثرين وبعض المقالات والتغريدات، في دعاية مشبوهة كتلك التي شاهدناها خلال دراستنا في كلية الاعلام، والتي جعلتنا نرى النار جنّة والجنّة جهنم. ولمن يصدّق الدعاية ويظن أن التطبيع عسل، نسأل:

– ماذا يملك لبنان إذا فَرَضت “إسرائيل” شرطاً ما تحت سقف السلام المزعوم؟ وما هي أدوات المواجهة لعدم الإذعان؟ ألم نَرَ الأردن ومصر اللتين، في أحسن الأحوال، واقعتين دوماً بين شَرّين؟
إذ يمكن لبعض الدول التي تملك فائضاً مالياً مثلاً أن تدفع بضع مليارات لتحمي نفسها ضمن الاتفاقات، أما لبنان الغارق في ديونه، فلا يملك هذه الحصانة.

– هل إذا وقّعنا سلاماً، ستتخلى “إسرائيل” عن أحلامها التوسعية وأطماعها بأرضنا ومياهنا وتلالنا وغازنا وثرواتنا الطبيعية؟

المقاومة ولدت كردّة فعل على هذه الأطماع، ولم تعتدِ “إسرائيل” كردّة فعل على المقاومة، والمعادلة واضحة. احتلال “إسرائيل” سابق للمقاومة بكثير.
– ماذا جنى فلسطينيو الضفة من الاتفاق مع الإسرائيليين؟ فبعد أكثر من عشرين سنة على “أوسلو”، الاعتقالات مستمرة وكذلك الاعتداءات، ونشط من جديد مشروع التهجير إلى الأردن.

– إن لبنان دفع الكثير من الدماء في مواجهة العدو الإسرائيلي، فهل نستبدل دماء أطفالنا ونسائنا وشبابنا وكبارنا ومقاومينا بنقطة حبر لن تحقق لنا إلا الذل والابتزازات والشروط؟ وأهم من يعتقد أن سلاماً مغشوشاً أهون من الموت.

– لو كان التطبيع رفاهية لشعوبنا، لماذا هذه الشعوب بأكثريتها الساحقة لا تزال تكنّ العداء لإسرائيل؟ إسألوا شعب مصر لا حكّامها، تعرفون الجواب.

يصوّرون من يحمل العداء لـ”إسرائيل” ومن يدافع عن الفكر المقاوم وكأنه على خطأ، ويتعاملون معه على أنه من كوكب آخر وعليه أن يكون مُحرَجاً أو خجولاً، علماً أن هذا وحده يجب أن يرفع رأسه ويقول: أنا مقاوم، إذا أنا أدافع عن الوجود بشجاعة نادرة، ولو كانت الدعاية الكاذبة تصوّر الجنّة ناراً، والنار جنّة.جنة