التاريخ الوطني والقومي للدروز مهدد

تواصلت الاستعدادات في الجبل للاحتفال بالذكرى ال 48 لاستشهاد كمال جنبلاط في 16 آذار بالمختارة بالتزامن مع أخطر ظرف يمر على أبناء الطائفة الدرزية منذ أن ارسلهم الوالي العباسي ابو جعفر المنصور لحماية الثغور العربية والاسلامية.

وكشفت مصادر درزية، لصحيفة “الديار” ان التاريخ الوطني والقومي للدروز مهدد نتيجة المتغيرات الكبرى في المنطقة والاصرار الاسرائيلي على التدخل بشؤون الطائفة الدرزية والادعاء بحمايتها وتنظيم زيارات لشخصيات درزية سورية الى فلسطين المحتلة تحت ستار ديني ولقاء موفق ظريف كما حصل امس. واللافت ان الزيارة حظيت بنقل اعلامي عالمي من أهم المؤسسات الكبرى والتركيز على دور الدروز ومعتقداتهم الدينية وقبولهم التطبيع مع اسرائيل، وان هذا النهج يؤيده دروز لبنان وسورية والاردن. وكان لافتا تصدي مشيخة عقل الطائفة الدرزية في لبنان للدعوات الصادرة من قبل البعض لتقديم طلب الى الحكومة اللبنانية بالسماح بالزيارات الدينية الى فلسطين المحتلة بالذكرى السنوية لزيارة مقام النبي شعيب في فلسطين المحتلة. وحذر شيخ العقل في لبنان سامي ابي المنى من هذه الدعوات ومن مشاركة اي شيخ من لبنان في الزيارة، كما اصدر اهالي حضر في الجولان بيانا نددوا فيه بزيارة وفد درزي الى اسرائيل، والسؤال: ماذا يحضر للدروز عربيا ودوليا في ظل لعبة الامم؟

وأشارت المصادر إلى ان كل المحاولات لتطبيع العلاقة بين احمد الشرع والشيخ حكمت الهجري شيخ عقل الدروز في سورية باءت بالفشل رغم المحاولات لإعلان اتفاق بين الإدارة السورية الجديدة والشيخين سليمان عبد الباقي وليث البلعوس وهذا ما رفضه الشيخ الهجري واعتبره التفافا عليه، ورد باعنف هجوم على أحمد الشرع ووصفه بانه غير موجود، واستشهد بكلام الشهيد كمال جنبلاط «نكون او لا نكون»، وهذا ما يهدد بانقسام درزي حاد عاشه الدروز طويلا ودفعوا جراء انقساماتهم دماء كثيرة، باستثناء مرحلة وليد جنبلاط منذ عام 1977، لكن هذه الوحدة مهددة اليوم بفعل التدخلات الاسرائيلية وتصريح نتنياهو بان اليد التي ستمتد الى الدروز ستقطع، وانه حرك طائراته الاسبوع الماضي لحماية دروز السويداء، رغم ان احمد الشرع قدم اكبر خدمة لمنطق نتنياهو بعد مجازر الشمال السوري.

وأكدت أن التحذيرات من خطر مشروع الكانتون الدرزي نقله مؤخرا الملك الاردني عبدالله الثاني الى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وأبدى قلقه من امتداد الكانتون الدرزي الى منطقة الزرقاء في الأردن حيث يوجد أبناء الطائفة الدرزية.

وفي ظل هذه المخاطر، تأتي الذكرى ال 48 لاستشهاد كمال جنبلاط،، ومن المتوقع ان يكون يوم الأحد في المختارة تاريخيا واستثنائيا لجهة الحشد الجماهيري والرد على كل الطروحات الداعية لسلخ الدروز عن ثوابتهم وعروبتهم، في ظل استنفار شامل من الاشتراكي لانجاح المناسبة. ويبقى اللافت حجم الحملات الخارجية على وليد جنبلاط وثوابته من» لوبي درزي يقيم في واشنطن وبعض الدول لاوروبية، علما ان الجيش اللبناني قام بتوقيف جميع الذين أطلقوا النار في إحدى المناسبات التحضيرية للمهرجان، ومن المتوقع حضور وفود حزبية كبيرة من تيار المستقبل وحركة امل ومختلف القوى السياسية.