عون يجمع ما فرّقه “دهر” زغرتا!

| مرسال الترس |

جمع انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون شمل نواب قضاء زغرتا ـ الزاوية الثلاثة على تأييده، على الرغم من أن كلاً منهم يغرّد في سرب سياسي بعيد جداً عن الآخر.

والمعروف أن ممثلي زغرتا في الندوة البرلمانية، المنبثقين من عائلات الدويهي وفرنجية ومعوض، قد التقوا في أكثر من لائحة انتخابية منذ ستينيات القرن الماضي، عندما كان قانون الانتخاب يعتمد النظام الأكثري، حيث كان يلتقي المرشحون: سليمان قبلان فرنجية (أصبح رئيساً للجمهورية عام 1970) ورينه أنيس معوض (أصبح رئيساً للجمهورية عام 1989) والأب سمعان الدويهي.

ولكن بعد اتفاق الطائف في العام 1989، كانت المعطيات والتحالفات تتبدل بين المرشحين نايلة معوض من جهة، وسليمان طوني فرنجية واسطفان الدويهي من جهة أخرى، وفق آليات تقسيم الدوائر، الى أن جاء العام 2018، حيث تم اعتماد قانون الصوت التفضيلي الذي دفع بالجميع للتفتيش عن الآلية التي تمكّنه من الوصول الى ساحة النجمة.

وأسفرت الانتخابات النيابية في العام 2022 عن دخول النائب طوني سليمان فرنجية في “التكتل الوطني المستقل”، ورئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض في تكتل “تجدّد”، أما النائب ميشال الدويهي فانضم الى أحد تشكيلات النواب المستقلين المنبثقة من تجمعات القوى التغييرية. وبذلك ذهب نواب القضاء كلٌ في تفسير ما هو عليه، الى أن جاءت الانتخابات الرئاسية في التاسع من كانون الثاني، وبعد فترة فراغ امتدت لأربع وعشرين شهراً، لتجمع النواب الثلاثة على انتخاب قائد الجيش رئيساً رابع عشر للجمهورية، ولكن كلٌ منهم من وجهة نظر خاصة ومختلفة عن الآخر.

ففي حين كان أهل “المعارضة”، وبينهم النائبان معوض والدويهي يتجاذبون، هذا الأسم أو ذاك، ويضطربون وفق ما تميل بورصة الترشيحات. أطل رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية من بنشعي متنازلاً عن ترشيحه لصالح العماد عون الذي “حفظ” الموقف في ثناياه ليعوض “الجميل” في لحظة ما ربما لن تكون بعيدة، لا سيما وأن “أبو طوني”، وفي عز ترشيحه، لم يتوانَ عن تلبية دعوة العماد عون إلى مأدبة غداء في منزله حيث كان خبز وملح، وربما تفاهمات على صيد سياسي غير معلن.

ولم تكتفِ بنشعي بهذه الخطوة، بعد العواصف التي ضربت شرق المتوسط، حيث استشهد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في لبنان، وأفل نظام آل الأسد في سوريا. ففي حين كان النائبان معوض والدويهي، كلٌ في حلقته، يمعنان في التفتيش عن الإسم الذي سيدعمانه في ترشيح الإسم الذي يرونه مناسباً لتشكيل حكومة العهد الأولى، أطل أعضاء “التكتل الوطني المستقل” الثلاثة من بعبدا، وبينهم النائب طوني فرنجية، ليودعوا أصواتهم بين أيدي سيد القصر كقوة نيابية داعمة له في خريطة الطريق الانقاذية التي عبّر عنها في خطاب القسم، ما يفسر المحادثة غير السريعة التي جرت بين الرئيس عوت والنائب فرنجية أثناء تقديم التهنئة له. وما قد يليها من خطوات في تبادل “الهدايا” بين بعبدا وبنشعي التي نجحت في تخطي العديد من المطبات الموجعة على ما يبدو!