| خاص الجريدة |
أطلقت فصائل المعارضة السورية المسلحة في شمال غربي سوريا، يوم الأربعاء، عملية “ردع العدوان”، وقالت إنها من أجل توجيه “ضربة استباقية” للجيش السوري التي تخوض اشتباكات عنيفة ضدها في عدة مناطق بريف حلب.
وبحسب المعلومات، أقدم مسلحون يستقلون جيباً على إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد نطاق الجيش، وسيطروا على أراض، في أول تقدم منذ سنوات.
وسيطرت فصائل المعارضة السورية على 32 قرية ونقطة في ريف حلب الغربي شمال سوريا، بما يعادل مساحة حوالي 245 كيلومترا.
وأعلنت الفصائل المسلحة السيطرة على قرى أبرزها: الهوتة، وتلة الضبعة، وأورم الكبرى، وباشنطرة، وجمعية المعري، وجمعية أبو عمشة، وجمعية الأمين، وجمعية المناهل، وجمعية الرضوان، والمهندسين، وباكدينا، وكفرناها، والشيخ عقيل، وقبتان الجبل، وتلة الراقب، وتل الدبابات، وبلدة عينجارة، وكفر بسمة، وبسرطون، وحور، والقاسمية، وعاجل، وبالا، والسلوم، وكفربسين، وحيردركل، وأورم الصغرى، وعويجل.
كما أكدت السيطرة على منطقة الفوج 46 التي تعد القاعدة الأبرز للجيش السوري.
وبحسب تصريحات “هيئة تحرير الشام”، فإن الهجوم إجتاح ما لا يقل عن 10 مواقع تحت سيطرة الجيش السوري في محافظة حلب.
ويعتبر هذا التقدم هو الأول من نوعه منذ آذار 2020، عندما اتفقت سوريا مع تركيا الداعمة للفصائل المعارضة، على وقف لإطلاق النار أدى إلى إنهاء المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للفصائل في شمال غرب سوريا.
آخر التطورات
قال مصدر عسكري سوري إن المسلحين تقدموا وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بعد بضعة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء، كما هاجموا مطار النيرب شرقي حلب.
وسقط أكثر من 200 قتيل من الجيش السوري والفصائل المسلحة بمعارك ريفي حلب وإدلب، كما قتل العميد كيومارس بورهاشمي، وهو ضابط في الحرس الثوري الإيراني.
وأكد الحرس الثوري مقتل أحد “المستشارين العسكريين في العراق وسوريا”، مشيرا الى أنه كان من قدامى الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988).
وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت أن تنظيمات مسلحة شنت أمس هجوما كبيرا في ريفي حلب وإدلب وأنها تتصدى لهذا الهجوم.
وأعلنت الفصائل أنها تمكنت من تحقيق تقدّم في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي حيث سيطرت على “قرى ذات أهمية استراتيجية لقربها من طريق حلب-دمشق الدولي” في محاولة لقطعه.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع السورية إن فصائل مسلحة موجودة في ريفي إدلب وحلب قامت “بشن هجوم كبير وعلى جبهة واسعة صباح يوم الأربعاء 27 / 11 /2024 بأعداد كبيرة من الإرهابيين وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق”.
وأضافت أن القوات السورية تصدّت للهجوم “الذي ما زال مستمراً حتى الآن”.
ويقول المسلحون إن الهجوم جاء ردا على “تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين، من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقا لأي هجمات من جانب الجيش السوري”، الذي يحشد قواته قرب خطوط المواجهة مع المسلحين.
وذكر مصدر عسكري أن الجيش قصف مناطق قرب مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، ومدينتي أريحا وسرمدا، ومناطق أخرى جنوبي محافظة إدلب.
وقال شهود عيان إن مئات العائلات فرت إلى مناطق أكثر أمنا على طول الحدود التركية.
كذلك أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” أنها أسرت صباح اليوم عنصرين تابعين للحرس الثوري الإيراني، مؤكدة أنها استهدفت أيضا طائرة في مطار النيرب شرق حلب.
وكانت زعمت أمس أسر 6 عناصر من الجيش السوري، والسيطرة على 5 دبابات وعربة “بي إم بي” ومستودع للصواريخ.
دلالة التوقيت وطبيعة الأهداف
أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في حديث صحافي، الخميس، أن تقدم الفصائل المسلحة “هو الأول منذ 2020″، معتبراً أن “المعركة كان محضرا لها من قبل هيئة تحرير الشام بدعم من جهة خارجية لا نعرفها منذ عدة أشهر. هذه الجهة قد تكون الولايات المتحدة أو غيرها. دولة ما هي التي أعطت الضوء الأخضر للهيئة”.
وتابع: “كيف اختير التوقيت؟ وقفت الحرب في لبنان (في إشارة إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله) فانطلقت المعركة في إدلب. هناك تزامن لا يأتي من فراغ”.
وأشار عبد الرحمن إلى أن “قبل هذه المعركة كان هناك ضباط من أوروبا الشرقية يدربون هيئة تحرير الشام على استخدام المسيّرات في المنطقة”.
وقال: “المعركة كان محضرا لها أن تبدأ بمجرد أن تكون هناك حرب في جنوب سوريا، إذا فكرت إسرائيل باجتياح القنيطرة وريف درعا الغربي وريف دمشق الجنوبي الغربي، لكنها بدأت بعد وقف الحرب في لبنان”.
وعن أهداف “الجهات الخارجية” التي تحدث عنها عبد الرحمن، فهي من وجهة نظره “إعادة خلط الأوراق داخل الأراضي السورية”.
واعتبر أنه “إذا كان لتركيا يد في الموضوع، فقد تكون تحاول الضغط على النظام السوري للمجيء به على طاولة الحوار”.
وأضاف: “الجميع الآن ينتظر (الرئيس الأميركي المنتخب) دونالد ترامب أن يأتي من أجل تغيير مناطق السيطرة في سوريا”.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.