قوات الاحتلال

جنود الاحتلال يعانون من إضطرابات نفسية.. وحالات إنتحار!

رصد تقرير أميركي معاناة الآلاف من جنود جيش الاحتلال الصهيوني العائدين من غزة من اضطرابات نفسية والصحة العقلية، واضطرابات ما بعد الصدمة قادت في حالات عدة إلى الانتحار.

ونقلت شبكة “سي ان ان” عن جنود قولهم إنهم شهدوا “ أهوالاً لا يمكن للعالم الخارجي فهمها بشكل كامل”

وقال أحد الأطباء في جيش الاحتلال بعد خدمته لأربعة أشهر في غزة: “الكثير منا خائفون للغاية من التجنيد مرة أخرى للمشاركة في حرب بلبنان، كثيرون منا لا يثقون بالحكومة في الوقت الحالي”.

وكشفت عائلة جندي الاحتياط، إيليران مزراحي، أنه شارك في القتال داخل غزة لمدة ستة أشهر، وعاد إلى منزله شخصاً مختلفاً، حيث كان يعاني اضطراب ما بعد الصدمة وقبل أن يعاد إرساله للجبهة من جديد وانتحر.

وقالت والدته: “لقد خرج من غزة، لكن غزة لم تخرج منه. ومات بعد ذلك بسبب الصدمة التي تعرض لها”.

وكشف جندي الاحتياط جاي زاكين، صديق مزراحي ومساعده في قيادة الجرافة، عن ارتكاب جيش الاحتلال فظائع لا يمكن وصفها في غزة، لافتاً إلى أنه لم يعد يستطيع أكل اللحوم، لأنها تذكره بالمشاهد المروعة التي شهدها من جرافته، ويعاني من صعوبة في النوم في الليل، بينما يرن صوت الانفجارات في رأسه.

وكان زاكين تحدث علناً عن الصدمة النفسية التي تلقاها الجنود الصهاينة في غزة في شهادة أدلى بها أمام الكنيست الصهيوني في حزيران الماضي، فقد اعترف بأن الجنود لجأوا في العديد من المناسبات إلى دهس المواطنين في غزة “أحياء وأمواتاً، بالمئات”

وأشار طبيب من جيش الاحتلال للشبكة الأميركية إلى أن الجنود يواجهون معضلات أخلاقية حين يلتقون بالمدنيين في غزة، حيث أن هناك فكرة مسبقة عند الجنود بأن سكان غزة “سيئون، وأنهم يدعمون حماس، وأنهم يساعدون حماس، وأنهم يخبئون الذخيرة”، ولكن في الميدان تغيرت بعض هذه المواقف “عندما ترى المدنيين في غزة أمام عينيك بالفعل”.

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في كينغز كوليدج لندن، أهرون بريغمان، والذي خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدة ست سنوات، بما في ذلك خلال حرب لبنان عام 1982، “حرب غزة لا تشبه أي حرب أخرى خاضتها إسرائيل”.

وأضاف: “الحرب طويلة جداً، ويقاتل الجنود في منطقة حضرية بين العديد من الناس، والغالبية العظمى منهم من المدنيين”، لافتاً إلى أن سائقي الجرافات هم من بين أولئك الأكثر تعرضاً لوحشية الحرب.

وتابع: “ما يرونه هو جثث، ويقومون بجرفها مع الحطام. إنهم يمرون فوقها”، مشيراً إلى أن الانتقال من ساحة المعركة إلى الحياة المدنية “أمر مرهق بالنسبة للعديد من الأشخاص، وخاصة بعد الحرب في المدن التي تنطوي على مقتل النساء والأطفال”، متسائلا: “كيف يمكنك أن تضع أطفالك في الفراش عندما رأيت أطفالاً يُقتلون في غزة؟”.

وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن 10 جنود انتحروا في الفترة ما بين 7 أكتوبر و11 أيار الماضيين، بحسب بيانات عسكرية حصلت عليها.

ووفق معطيات نشرتها إدارة إعادة التأهيل في جيش الاحتلال، تبين أن أكثر من ثلث الجنود الذين تم إبعادهم من القتال يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية، حيث أوضحت في بيان صدر في آب الماضي، أنه في كل شهر يتم إبعاد أكثر من ألف جندي جريح جديد من القتال لتلقي العلاج.

وتشير المعطيات إلى أن 35% من الجنود يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، بينما يعاني 27% منهم رد فعل عقلي أو اضطراب ما بعد الصدمة، مضيفة أنه بحلول نهاية العام من المرجح أن يتم قبول 14 ألف مقاتل جريح لتلقي العلاج، ومن المتوقع أن يواجه حوالي 40% منهم مشاكل في الصحة العقلية.