ماذا بقي من اتفاق عين التينة الثلاثي؟

يبدو ان اولى نتائج الزيارة الايرانية، التي اعادت “شدشدة” الجبهة اللبنانية، والتي تجلت في كلمة نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، كان اضعاف اللقاء الثلاثي الذي عقد في عين التينة وضم تحالف بري-ميقاتي-جنبلاط، والتي لم يتجرأ اي من الاطراف المسيحية حضوره، اذ بدا واضحا ان “النصائح” التي وصلت الى المختارة، والتقطتها “انتينات” البيك، دفعت “بابي تيمور”، الى “التكويع” مغيرا اتجاهه، متحدثا لاول مرة عن القرار 1559، والاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله، مهاجما طهران معتبرا انها المعرقل لكل الحلول، كاشفا عن اتصالات يجريها لتامين «هنغارات» و»بيوت جاهزة» لايواء النازحين، وتفكيك تلك القنبلة الموقوتة، في ظل الحرب التي ستطول وتتوسع.

هذه المواقف دفعت للتساؤل عما بقي من الاتفاق الثلاثي، وما اذا كان رئيس مجلس النواب موافقا عليها، وكذلك موقف السراي، اذ يبدو من الوهلة الاولى ان كلام قاسم جاء ردا على البيك، خصوصا ان الاخير لمس عدم تجاوب مسيحي واضح مع الدعوة الى انتخاب رئيس توافقي، من ضمن الاسماء المطروحة، والذي دفع سليمان فرنجية الى التاكيد انه لا زال مرشح الثنائي.

وفي هذا الاطار تؤكد اوساط دبلوماسية ان ثمة انقساما في الراي داخل الادارة الاميركية، حول اسم الرئيس ومواصفاته، قد لا تحسم قبل حسم هوية ساكن البيت الابيض الجديد، الامر الذي انعكس خلافا اميركيا – فرنسيا ترجمة مواجهة بين نتانياهو وماكرون، انتهت الى تحديد زيارة لوزير خارجية فرنسا الى تل ابيب، استبقها بموقف حمل فيه حزب الله مسؤولية توسيع الحرب.

اما في ما خص وقف اطلاق النار فمن الواضح وفقا للمواقف المعلنة ان الامور ذاهبة الى مزيد من التصعيد والى اتساع رقعة الحرب، وسط مخاوف بيك المختارة من وصول الدبابات الاسرائيلية الى بيروت، اذ تشير مصادر اميركية، الى ان القرار 1701 لم يعد مطروحا، الا بكونه جزءا مكملا للقرار 1559، مع كل ما يعنيه ذلك من خلط للاوراق الفلسطينية والسورية، على الساحة اللبنانية، وتداعيات ذلك، حيث يتزايد التاييد في كواليس القرار الاميركي، لفكرة اقامة “بيروت كبرى” منزوعة السلاح، تحت حماية الشرعية اللبنانية.

وتكشف مصادر دبلوماسية متابعة، ان واشنطن باتت اكثر تشددا في الوقت الراهن، وهي غير متحمسة لاي وقف لاطلاق النار في الوقت الحاضر، خصوصا انها تحاول الاستثمار في التصعيد السياسي لجهة “تفاوضها” غير المباشر مع طهران.

الديار