مجازر بحق المدنيين.. والمقاومة تزداد قوة بحاضنتها الشعبية!


| ناديا الحلاق |

لا يزال عدد ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية من المدنيين في لبنان في ارتفاع متواصل، وسيتواصل هذا الارتفاع مع كل غارة جديدة تُشن على البلاد.

هذه الأفعال الوحشية لطالما اتصلت بتاريخ حركات وعصابات الاستيطان، التي تُمعن في القتل والتشريد بغية تعميق خوف المدنيين على حياتهم.

واليوم، يعبتر استهداف الصهاينة المتعمد للأبرياء، عبارة عن ضغط على “حزب الله” للذهاب به إلى قبول وقف القتال وفك الارتباط مع جبهة غزة، سعياً منه للتفاوض “تحت النار”.

ومن الواضح أن هذا التصعيد، يأتي بعد أن فشلت “إسرائيل” في تحقيق أي إنجاز في غزة، وأخفقت في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب فحاولت الهروب إلى الأمام بلفت الأنظار إلى جبهة الشمال وقصف البشر والحجر”.

كما أن “إسرائيل تعلم أن كل عملياتها الجوية منذ بداية الحرب حتى الآن لم تُلحق ضرراً كبيراً بالقوة العسكرية لـ”حزب الله”، لأنه أقام بنيته العسكرية في منشآت وأنفاق تحت الأرض ومن الصعب أن تكتشفها “إسرائيل”.

لذا، لجأ العدو الإسرائيلي إلى ارتكاب المجازر واستهداف البيوت والمنازل، لتعميق الخسائر البشريى على اللبنانيين، وتحميل “حزب الله” وزرها.

في المقابل تعمل المقاومة على التصعيد التدريجي في ردها على الاعتداءات الاسرائيلية من ناحية استخدام صواريخ جديدة أكثر فعالية، وتوسيع نقاط الاستهداف داخل الأراضي المحتلة، والتي وصلت إلى مقر “الموساد” في “تل أبيب”.

وتركز المقاومة على ضرب القواعد العسكرية الإسرائيلية، في المقابل “إسرائيل” تتجنب حتى الآن استهداف بيروت والبنى التحتية، وتسارع عقب أي استهداف للضاحية الجنوبية بالتوضيح أنها نفذت عملية اغتيال.

ضعف “اسرائيل” معنوياً، مقابل إرادة المقاومة، ما كان ليتحقق لولا وجود حاضنة شعبية كبيرة للمقاومة، تجاوزت حدود الطائفة والجغرافيا، لتمتد إلى كل لبنان، المتضامن شعبياً مع بعضه البعض.

كل التحليلات التي سبقت، تذهب إلى تثبيت حقيقة أساسية، أن هذه الحرب أصبحت مصيرية بالنسبة للبنان، والمقاومة قررت المواجهة مهما كانت التضحيات، لأن عدم المواجهة سيؤدي إلى نتيجة أسوأ بكثير.

والأكيد، أن المقاومة لن تسمح لنتنياهو بتحقيق أهدافه، مما دفعها إلى تحويل كل شمال فلسطين المحتل، إلى منطقة استهداف وأدخلت أكثر من مليون مستوطن إلى الملاجئ.

رغم كل الغارات الجوية التي يُنفذها الطيران الإسرائيلي، والخرق الأمني الذي حققه في داخل الجسم العسكري والقيادي في “حزب الله”، إلا أنه فشل في منع إطلاق الصواريخ والمسيرات من لبنان، بل هل العكس رفعت المقاومة من وتيرة اطلاق الصواريخ، ومن نوعية الصواريخ المستخدمة في المعركة.

توسيع القصف الجوي خلال الايام الماضية حتى وصوله إلى مناطق عدة في السلسلة الغربية وبعض المناطق في السلسلة الشرقية، زعماً منهم أنهم يستهدفون البنى التحتية للمقاومة ما هي إلا أكاذيب يحاولون الالتفاف حولها، فالاسرائيليون يعلمون أن قصفهم لن يؤدي للوصول إلى ترسانة المقاومة من الصواريخ والطائرات القتالية، والكل يعلم أن ترسانات حوب الله موجودة في الأنفاق على غرار عماد 4 ولا يمكن لأي قصف الوصول إليها.

وبالرغم من عدم وجود مؤشرات على حرب كبرى وإعلان “إسرائيل” أنها تريد الوصول إلى حل دبلوماسي، لكن الأمور تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، لأن المقاومة لن تبقى ساكتة على جرائم كيان الإحتلال، وهذا الاستهداف الوحشي للمدنيين، وقد تبدأ بالرد على المستوطنات بدءاً من الحدودية وإلى نهاريا وحيفا وتل أبيب.

تستخدم “إسرائيل” الحرب النفسية على المدنيين وتستخدمهم كدروع بشرية، وترسل لهم المنشورات والرسائل وتدعوهم إلى إخلاء قراهم والابتعاد عن مخازن الأسلحة والصواريخ الخاصة بـ”حزب الله” من أجل ترهيبهم.

هذه الأساليب لطالما استخدمها العدو في حروبه، كي يبرر لنفسه استهداف وقتل الأبرياء.

وتأكيداً لذلك، نشر جيش الإحتلال تقريراً ذكر خلاله أن الجيش استهدف نحو 1300 هدف لصواريخ باليستية وقذائف ثقيلة ومسيرات في جنوب لبنان.

هذا ما يظهر أن قوات الإحتلال تعمل وفق خطة عسكرية متدحرجة ضد “حزب الله”، وتستخدم المدنيين كورقة ضغط على المقاومة كونه ينوي لعملية برية، تتضمن إقامة “منطقة عازلة” على الأراضي اللبنانية.