قصف الجنوب

حركة نزوح جنوبية.. والمناطق اللبنانية تفتح ذراعيها لأبناء الجنوب

| ناديا الحلاق |

حالة من الإرباك سيطرت على الشارع اللبناني وزحمة سير خانقة شهدتها منطقة صيدا وطريق المطار، فبعد تصعيد العدوان الاسرائيلي جنوباً، دفعت التوترات التي شهدتها القرى الجنوبية، الأهالي إلى نزوح غير مسبوق بعد أن قرر الجنوبيون ترك منازلهم وسط التخوف من أن تطالها الصواريخ والمدفعية الإسرائيلية، متوجهين نحو بيروت والمناطق الجبلية من دون أن يكون لديهم وجهة محددة يقضون ليلتهم فيها.

إلا أن عشرات المنازل التي لم تكن مأهولة بالسكان في مناطق الجبل أضيئت، فيما فتح أهالي بيروت أبوابهم أمام النازحين من الجنوب، والمشهد نفسه تكرر مع المغتربين الذين أعلنوا أن بيتوهم ستكون مفتوحة وبخدمة الجنوبيين دون أي مقابل، في وقت توجه وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي للمحافظين بفتح المدارس في زحلة والبقاع وصور وبعلبك وطرابلس كمراكز للإيواء أمام النازحين حرصا على سلامة المواطنين اللبنانيين وأمنهم.

بعد 11 شهراً على الحرب وبقائهم صامدين في بيوتهم ورفضهم “التهجير” والعيش “حياة جديدة”، هاهم الجنوبيون يضطرون اليوم إلى ترك منازلهم رغماً عنهم. وتقول فاطمة أم لثلاثة أطفال “الضربات كانت وحشية والاسرائيليون استهدفوا منازلنا وأطفالنا، نجونا من الضرب بأعجوبة، واتخذنا القرار أنا وكل عائلتي بالانتقال إلى منطقة بحمدون، على الأقل خلال هذين الشهرين تحسباً لأي تصعيد”.

وتضيف: “لم نختر بيروت لأن العدو الاسرائيلي ربما يقصف الطرقات والجسور تماماً كما فعل  في حرب تموز “.

أما جهاد، فيقول “فتحت إحدى المغتربات اللبنانيات في فرنسا بيتها الكائن في صيدا لي ولعائلتي مجاناً، بعد أن علمت بأن القصف الاسرائيلي طال منزلنا في منطقة الصرفند”.

ويتابع: “لم أتوقع من أحد أن يفعل ما فعلته هذه الإنسانة صاحبة الكف الأبيض، لقد علمت بوضعنا من خلال شقيقتي في الخارج وعرضت علينا منزلها، لا أعلم كيف سأرد لها هذا المعروف”.

كما قام أبناء مدينة صيداـ بتوزيع المياه على النازحين اللبنانيين العالقين في زحمة السير في صيدا، وعلى طريق الأولي.

وتضررت معظم المنازل في القرى الجنوبية المستهدفة بشكل مباشر وبنسبة فاقت الـ 70%، إذ إن الوحدات السكنية تهدمت بالكامل، بالاضافة إلى تعمّد العدو تدمير البنى التحتية، كما وإحداث أكبر قدر ممكن من الأضرار في الشوارع وذلك في محاولة لشلّ الحركة وترهيب أهالي الجنوب وإجبارهم على الرحيل.