| ناديا الحلاق |
شهدت الدول الأفريقية مؤخراً ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الإصابة بمرض جدري القردة بين البشر، حتى تخطى الفيروس المقلق الحدود الوطنية، مثيراً مخاوف من احتمال تحوله إلى وباء عالمي واسع النطاق.
وبحسب بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، فإن 34 دولة في أفريقيا إما تبلغ عن إصابات أو تُعتبر “معرضة لخطر كبير”.
وفي تقييم للمخاطر، رفعت منظمة “الصحة العالمية” التهديد العالمي لـ “جدري القرود” إلى “معتدل” وسط مخاوف من انتقاله إلى الحيوانات وخروجه عن السيطرة.
وبعد أن أعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي عن “حالة طوارئ صحية عامة ذات أمن قاري”، وهو أول إعلان من نوعه من قبل الوكالة منذ إنشائها عام 2017، تتوالى الأسئلة عن طبيعة هذا المرض وطريقة انتقاله وعما لو كان الوضع يستدعي القلق؟
ما هو جدري القردة؟
جدري القردة (إمبوكس) هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القردة، وهو نوع من جِنْس الفَيْرُوسة الجُدَرِيَّة. وله فرعان حيويان مختلفان أحاديا السلف، هما: الفرع الحيوي الأول والفرع الحيوي الثاني.
طريقة انتقاله
عادةً ما تتراوح الفترة الفاصلة بين الإصابة وظهور الأعراض من 5 إلى 21 يوماً، بينما يمكن أن تستمر أعراض المرض من 2 إلى 4 أسابيع. وينتقل المرض عبر: اللمس أو التقبيل أو الجنس، وعبر الحيوانات عند صيدها أو سلخها أو طبخها، وأيضاً عبر بعض الأدوات مثل الأغطية أو الملابس أو الإبر الملوثة، وعبر النساء الحوامل، اللواتي قد ينقلن الفيروس إلى أطفالهن الذين لم يولدوا بعد.
أعراض وعلامات الإصابة
يمكن أن يسبب جدري القردة مجموعة من العلامات والأعراض. وفي حين يعاني بعض الأشخاص من أعراض أقل حدة، فقد يصاب البعض الآخر بمرض أشد خطورة ويحتاجون إلى الرعاية في المستشفيات.
وتشمل الأغراض الشائعة لجدري الطفح جلدي أو الآفات المخاطية التي يمكن أن تستمر من أسبوعين إلى 4 أسابيع وتكون مصحوبة بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتضخم الغدد الليمفاوية.
فهل يشهد العالم على حقبة أشبه بحقبة “كورونا”؟
مصادر طبية أوضحت لموقع “الجريدة” أنه “فيما يخص مرض جدري القردة فالأمور لا تزال تحت السيطرة واحتمالية تحول المرض إلى وباء عالمي أمر نادر، خصوصاً وأن طريقة انتقاله عادة ما تكون عبر الاتصال المباشر سواء مع إنسان أو حيوان كونه ينتمي إلى مجموعة فيروسات DNA، على عكس فيروس كورونا الذي ينتمي إلى مجموعة فيروسات RNA السريعة الانتشار”.
كما كشفت المصادر أن “هناك فرق بين كورونا وبين مرض جدي القردة من حيث الأعراض وفترة احتضان المرض”، مؤكدة أن “إعلان منظمة الصحة العالمية ما هو إلا إجراءات طبيعية عادة ما يتم اتخاذها في مثل هذه الحالات”.
واعتبرت المصادر الطبية أن “هناك نوع من التضخيم الاعلامي حيال مرض جدري القردة، وبالإمكان التعامل مع المرض والسيطرة عليه، بشكل أكبر من جائحة كورونا” داعية اللبنانيين “إلى عدم القلق في الوقت الراهن لأن العدوى ليست سريعة الانتشار كما يروّج لها”.