مقدمات نشرات الاخبار المسائية

عندما فرض الغرب نسخته الأولى من العقوبات على فلاديمير بوتن جراء ضمه شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 توجه القيصر للأوروبيين مهددا بالقول: “سأجعلكم ترتجفون من البرد”!

ربح بوتن آنذاك معركتي القرم والغاز الذي ظل يتدفق الى أوروبا وملأ بوتن خزائنه بالدولار.

اليوم وبعد أسبوع على انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا لوح الرئيس الأميركي جو بايدن بفرض حظر على النفط والغاز الروسيين ليثير عددا من الأسئلة:

هل باتت أوروبا مستعدة للتخلي عن الغاز الروسي ومن أين ستعوض القارة العجوز حوالي 40 في المئة من حاجتها للغاز دون المخاطرة بجعل مواطنيها يرتجفون أو بتعطيل اقتصاداتها؟

هذه التطورات فضلا عما يجري في الميدان الأوكراني، دفعت بأسعار النفط لأعلى مستوى منذ 2011 فسجل 113 دولارا للبرميل الواحد اليوم.

وفيما لم ينجح مجلس الامن باتخاذ قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا يدين الغزو الروسي ويدعو موسكو لسحب قواتها من أوكرانيا فورا كما دعا القرار روسيا لإلغاء قرارها بشأن: دونتيسك ولوغانسك.

وعلى الأرض كان لافتا أعلان وزارة الدفاع الروسية عن سخارتها ل 498 جنديا في المعارك.

في لبنان وبالرغم من كل الويلات تمسك لبنان بإدانته الغزو الروسي في اجتماع عقد في بعبدا

وفي بعبدا اهتمام أميركي بشأن ترسيم الحدود والمفاوضات مع صندوق النقد تبلغه رئيس الجمهورية من نائبة وزير الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند.

وفي السياق اعتبرت الخزانة الأميركية أن مؤسسة القرض الحسن توفر غطاء لأنشطة حزب الله المالية فيما يهدد مصداقية النظام المالي اللبناني كما نقلت رويترز عن وفد الخزانة الأميركية أنه حث حكومة لبنان والمسؤولين المصرفيين على ضمان تعظيم العائد للمودعين في أي خطة للتعافي المالي.

البداية من تطورات أوكرانيا.

تصاعد حدة التوتر بين موسكو والغرب على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا وما رافقه من تبادل للعقوبات والإجراءات بدأ يعكس نفسه تصاعدا في اسعار النفط التي واصلت إرتفاعها متجاوزة سعر 113 دولارا لبرميل البرنت في الأسواق العالمية فيما تجاوز سعر الغاز الطبيعي في أوروبا الألفي دولار لكل ألف متر مكعب.

على المستوى العسكري دخلت العملية الروسية يومها السابع وتركزت المواجهات في العاصمة كييف وفي خاركيف فيما تحدثت معلومات لم يتم التأكد من صحتها عن إمكانية عقد جولة ثانية من المفاوضات الروسية – الأوكرانية خلال الساعات المقبلة.

وربطا بالأزمة بشقها اللبناني عاد إلى مطار بيروت اربعون طالبا لبنانيا بين طبيب ومهندس قادمين من رومانيا بعد معاناة قاسية عاشوها تحت القصف وفي القطارات ليتمكنوا من الوصول إلى بوخارست.

الأزمة الروسية – الأوكرانية حضرت في لقاء بعبدا باجتماع رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية.

ومن بعبدا دعا بوحبيب الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى العمل على تعزيز فرض التفاوض للتوصل إلى حل سلمي للنزاع ومؤكدا أن لبنان يبقى منسجما مع موقفه المعلن يوم الخميس الماضي.

في التفاصيل اللبنانية أحال رئيس مجلس النواب نبيه بري مشروع الموازنة العامة إلى لجنة المال للبدء بدراسته فيما يعقد مجلس الوزراء جلسة بعد غد الجمعة بجدول أعمال من ستة وعشرين بندا يتصدرها تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية والميغاسنتر.

وبالحديث عن الإنتخابات النيابية تقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم بطلب ترشحه في دائرة الجنوب الثانية.

كل الخيارات مطروحة على الطاولة ضد روسيا قال جو بايدن، فما هي خياراته؟ وما يمكن ان يفعله الغرب اكثر من ذلك ؟

فالعقوبات بديل عن الحرب العالمية الثالثة كما قال بايدن نفسه، وقد استنفدها الغرب او يكاد، فيما القوات الروسية ماضية بتحقيق اهدافها بعيدا عن كل التهويل والتضليل الاعلاميين، فعن اي الخيارات يتحدث بايدن؟

لقد ذهب الرئيس الاميركي الى احتياطات النفط وكذلك فعلت اوروبا، هذا قبل الحديث عن منع الغاز الروسي، فكيف اذا حصل؟ وهل يعلم المكابرون والمقامرون بالامن العالمي ان اسعار الغاز والنفط في ارتفاع لحظوي غير مسبوق؟ وان التداعيات عليهم لن تقل عن تداعيات العقوبات على روسيا؟ وانها لن تفيد الشعب الاوكراني بشيء؟ وان الحل بضمانات امنية اطلسية لروسيا، والتخلي عن ممثلهم فلاديمير زالنسكي ؟

لقد تخلوا عنه فعلا وهو في عز المعركة كما قرأ الصهاينة – خبراء ومحللين، وبدأوا استشراف مستقبلهم الصعب وفق التجربة الاوكرانية التي تضاف الى التجربة الافغانية – وقبلها الكثير، فالمعركة محسومة بحسب الصهاينة، وروسيا دولة عظمى وستصل الى ما تريد.

هذا ما اقتنعت به تل ابيب – ربيبة واشنطن، فمن يقنع بعض اللبنانيين – الظانين ان القضاء والقدر اميركي – بان قول “لا” للاملاءات الاميركية ممكن وقد فعلها كثيرون ؟ ومن يقنعهم بأن لا مصلحة بزج لبنان في معركة خطرة كهذه. فحليفهم الاماراتي تبع مصلحته وعاكس التيار الاميركي، والسعودي في صمت، وحتى الولد المدلل للاميركي – اي العدو الاسرائيلي – في حيرة، الا بعض المسؤولين اللبنانيين فاختاروا بلا حساب ما اختارته لهم واشنطن.

لا عجب ولبنان يستقبل وفد الخزانة الاميركية الباحث عن دولارات الكاش وعن القرض الحسن وعن الارصدة الروسية في المصارف اللبنانية، اما رصيد السيادة اللبنانية فمصادر بل مسروق، كارصدة ابنائها في البنوك..

برصيد التضحية والوفاء والحماية والبناء يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، متحدثا عن الانتخابات النيابية وآخر التطورات، عند الثامنة والنصف مساء عبر شاشة المنار .

في اليوم السابع للحرب على اوكرانيا : التطورات العسكرية والسياسية تتسارع ، لكن من دون تغيير جذري في موازين القوى . القوات الروسية اعلنت انها سيطرت على مدينة خيرسون جنوب اوكرانيا ، فيما القوات الاوكرانية نفت الخبر .

توازيا ، خاركوف لا تزال صامدة ، رغم القصف العنيف الذي اصاب وسط المدينة بما في ذلك المناطق السكنية والابنية الادارية . لكن المعركة الكبرى التي يترقبها الجميع هي معركة العاصمة التي اضحت محاصرة من الجهات كلها .

واللافت اليوم هو اعلان كييف انها احبطت محاولة لاغتيال الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي ، وانها قضت على مجموعة من المقاتلين الشيشان ارسلوا لقتله . فهل بدأت روسيا مرحلة جديدة من المواجهة مع اوكرانيا ومع رئيسها ، ام ان ما أعلن يدخل في اطار الحرب الاعلامية والنفسية بين الطرفين؟ على اي حال اوكرانيا لا تزال صامدة ، ورئيسها جدد التأكيد اليوم ان موسكو لن تستطيع السيطرة عليها لا بالقنابل ولا بالضربات الجوية .¤W0 16 ]] C2.5 G 0 [[

اما الرئيس الاميركي فأطلق على بوتين لقب الديكتاتور الروي ، معلنا انه سيدفع ثمنا باهظا يستمر على المدى الطويل، كما توعد روسيا بسنوات من المعاناة .

مقابل التصعيد، انتظار لما ستؤول اليه المحادثات التي تعقد في بيلا روسيا . لكن معظم الاطراف لا تبدو مرتاحة الى نتائجها ، وتعتبر ان الاحداث على الارض تجاوزتها ، وخصوصا ان روسيا لا تستطيع الوصول الى حل سياسي قبل ان تحقق نصرا واضحا على الارض ، يعيد اليها معنوياتها المفقودة.

محليا ، الاصلاحات المالية والاقتصادية مؤجلة حتى اشعار آخر. لذا الانظار تتركز على موضوعين : الترسيم، والانتخابات النيابية. في الموضوع الاول برز الاجتماع الذي عقده رئيس الجمهورية مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية، وقد عرضا فيه المراحل التي قطعها ملف ترسيم الحدود الجنوبية.

وكان عون استبق الاجتماع بتغريدة اكد فيها ان رئيس الجمهورية هو الذي يباشر التفاوض في المعاهدات والاتفاقات الدولية، ثم يبرمها مع رئيس الحكومة ومجلس الوزراء، واخيرا مع مجلس النواب. فمن قصد الرئيس عون بتغريدته؟ وهل يلمح بشكل او بآخر الى حزب الله الذي انتقد من يومين على لسان النائب محمد رعد طريقة التفاوض واسلوب الوسطاء؟

على اي حال التباين بين التيار الوطني الحر وحزب الله لا يمكن ان يتطور، لأن الحسابات الانتخابية في هذه الايام تطغى على الحسابات الاخرى. فالامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيطل الليلة على اللبنانيين ليتحدث في ملف اللانتخابات، وكلام نصر الله سيؤكد ان التيار الوطني الحر حليف طبيعي لحزب الله ولحركة امل في المناطق المسيحية – الشيعية المشتركة.

فهل هكذا تنتهي الاختلافات والتباينات، والاتهامات والاتهامات المضادة، ولا سيما بين التيار الوطني الحر وحركة امل؟ لذلك ايها اللبنانيون، لا تصدقوا كل الخلافات الصورية الكاذبة بين اركان المنظومة، فهم لا يختلفون الا على الحصص والمكاسب والمنافع.

لذلك عند ساعة الاستحقاق اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

شكل قصر بعبدا اليوم محور الحركة الداخلية في ثلاثة اتجاهات:

الاتجاه الأول روسي-أوكراني-لبناني، حيث عقد لقاء جمع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية، الذي تلا بيانا حدد فيه موقف لبنان من الأزمة، على الشكل الآتي: انطلاقا من قناعة راسخة بأن الحوار يبقى الخيار الوحيد المتاح لحل النزاعات بين الدول استنادا الى المواثيق الدولية وشرعة حقوق الانسان، الامر الذي يتيح الاخذ بهواجس طرفي النزاع وسيادتهما وامنهما، فإن لبنان يطالب الجمعية العامة للامم المتحدة بالعمل على تعزيز فرص التفاوض بين الجانبين الروسي والاوكراني للتوصل الى حل سلمي للنزاع بينهما يعيد الامن والاستقرار. وفي ضوء ما تقدم، يبقى لبنان منسجما مع موقفه المعلن يوم الخميس في 24 شباط الماضي.

أما الاتجاه الثاني فأميركي، حيث سجل لقاء بين رئيس الجمهورية والسفيرة الاميركية دوروثي شيا، الذي تلقى كذلك اتصالا هاتفيا من مساعدة وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية فكتوريا نولاند، تم خلاله عرض العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، لا سيما في ما خص التعاون بين البلدين. وتناول البحث ايضا المراحل التي قطعها التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ونتائج زيارة وفد الخزانة الاميركية الى بيروت، اضافة الى تطورات ملف ترسيم الحدود الجنوبية البحرية، وعملية استجرار النفط والطاقة الكهربائية من مصر والاردن عبر سوريا، والتحضيرات الجارية للانتخابات النيابية اللبنانية، فضلا عن التطورات العسكرية بين روسيا واوكرانيا.

يبقى الاتجاه الثالث، مرتبطا بموقع رئاسة الجمهورية وصلاحياتها، حيث اكد رئيس الجمهورية ان الرئاسة خارج دائرة الاستهداف، وقال: يؤسفني ان قسما من اللبنانيين، مسؤولين واعلاميين، يجهلون الدستور ويغرقون في تصاريح مؤذية وطنيا، تجاه موقع الرئيس ودوره وقسمه. الرئاسة خارج دائرة الاستهداف. وأضاف: الرئيس يباشر التفاوض في المعاهدات والاتفاقات الدولية، ثم يبرمها مع رئيس الحكومة ومن ثم مجلس الوزراء،

وأخيرا مجلس النواب بشروط المادة 52 من الدستور.

لكن قبل الدخول في العناوين، وفي وقت يترقب اللبنانيون ما سيعلنه الامين العام لحزب الله في الشأن الانتخابي هذه الليلة، وما سيعلن عنه غدا نائب الامين العام للحزب خلال اطلاق عمل الماكينات الانتخابية في بيروت وجبل لبنان، ولأننا على مسافة ثلاثة أشهر تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019.

تذكروا مثلا، انو غالبية القوى السياسية يللي عم تحاضر اليوم بالإصلاح وبولادة لبنان الجديد إذا ارتفع عدد اعضاء كتلتها بالانتخابات الجايي، ما كانت خارج السلطة والحكومات بالسنوات الماضية، لا بل تولت حقائب اساسية، متل العدل والصحة والشؤون الاجتماعية وغيرها، ووافقت على البيانات الوزارية.

وما تنسوا ابدا، انو المزايدات عشية الانتخابات بهدف كسب الاصوات، ولا مرة بيكون الها ترجمة عملية بعد العملية الانخابية، والتبريرات والذرائع بتكون جاهزة لإقناع الرأي العام، من التحالف الرباعي بال2005 للتحالف بالشوف وعاليه بكل الاستحقاقات، مرورا بالمشاركة بمعظم الحكومة بلا اي اعتراض، لا على وجود حزب الله، ولا غيرو.

ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللوا نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية.

في ختام البيان الرسمي لوزارة الخزانة الاميركية الذي يلخص جولة وفد الوزارة الى بيروت، شكر مسؤولو الوفد الحكومة اللبنانية على موقفها القوي المعارض للغزو الروسي غير المبرر لاوكرانيا.

الشكر الاميركي جاء ليتوج نهارا، بدأته السفيرة الاميركية في بعبدا، تلاها عصرا اتصال اجرته فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الاميركي بالرئيس ميشال عون، عرضت خلاله سبل التعاون بين واشنطن وبيروت ومراحل التفاوض مع صندوق النقد الدولي ونتائج زيارة وفد الخزانة الاميركية الى بيروت، اضافة الى ترسيم الحدود البحرية، واستجرار النفط والكهرباء عبر سوريا من مصر والاردن، لتختتمه بالحديث عن التطورات الاوكرانية الروسية.

فهم لبنان الرسالة، وذلك قبل ساعات من بدء تصويت الامم المتحدة على مشروع قرار غير ملزم يدين، حسب نص القرار، العدوان الروسي على اوكرانيا، ويطالب موسكو بسحب قواتها فورا من الاراضي الاوكرانية وفي شكل غير مشروط.

على هذا الاساس، صدر بيان رسمي تلا لقاء في بعبدا, ضم الى رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة ووزير الخارجية، اكد فيه لبنان انسجامه مع موقفه المعلن الخميس الفائت، والذي كان ندد فيه بما اسماه اجتياح روسيا الأراضي الأوكرانية، داعيا اياها إلى “وقف العمليات العسكرية فورا.

وعلى هذا الاساس، صوت لبنان لصالح القرار، فانضم الى 141 بلدا صوتوا بالنعم، مقابل خمسة بلدان اعترضت على القرار و35 امتنعت عن التصويت، وهو يعلم ان لا ارتدادات داخلية على قراره هذا، لا على مستوى الحكومة ولا اي مستوى آخر….

فلبنان مفلس، وكل الاطراف داخله تعرف ذلك, وتعرف ان باب الحل لن يأتي الا عبر التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، حيث لواشنطن الكلمة الفصل، ومفادها: لا اموال من دون اصلاحات وتشريعات، وكل تأخير سيؤدي إلى رفع كلفة التصحيح الاقتصادي في المستقبل.

من المرجح أن تنقلب الارض الروسية الاوكرانية رأسا على حرب وتتغير المعادلات في أعقاب البيان اللبناني على مستوى رئيسي الجمهورية والحكومة مدججين بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب ففي اجتماع الاركان توجه البيان الرئاسي الى الجمعية العمومية للامم المتحدة طالبا اليها العمل لتعزيز فرص التفاوض بين الجانبين الروسي والاوكراني للتوصل إلى حل سلمي للنزاع.

واللافت ان موقف لبنان من الحل السلمي قابله أعلان بقائه منسجما مع موقفه المعلن سابقا لناحية ادانة روسيا والطلب إليها وقف العدوان فورا وبذلك يخرج الوطن الواحد بموقفين اثنين وكلاهما صادر عن المرجعية نفسها.. حيث لا انفصاليون كتبوا البيان الاول ولا قوات رمضان قاديروف كتبت البيان الثاني.

لكن الامم المتحدة قد تعمد الى تبني البيان اللبناني وليس مستبعدا أن يحتكم فلادمير بوتن صاغرا الى وقف اطلاق النار ” ويضبضب” عسكره من الجبهة منعا للتصادم مع موقفين لبنانيين شرقا وغربا وإذا كان لبنان قد سجل زركشاته الدبلوماسية على ورق الجمعية، فإن اجتماع الامم الليلة سيكون أقل من الحبر على الورق، لاسيما أنه يتجه الى سلاح التوبيخ ضد روسيا واستخدام المنصة الاممية لتطيير مواقف في الهواء، ولم تغير السلوكيات الدولية من مجريات الاحداث سواء في الميدان أو على الصعيد السياسي.

إذ توجه المفاوضون الروس والاوكران الى بيلاروسيا لخوض جولة ثانية من المفاوضات وعوض الغرب عن دعمه العسكري المباشر لحليفه الاوكراني، بقصف موسكو بعبارات التنديد وبمزيد من العقوبات المالية والاقتصادية.

وكرر الرئيس الأميركي أن قوات بلاده لن تدخل في معارك مع القوات الروسية في أوكرانيا، وهي ستدافع فقط عن أعضاء الناتو، وأن مهمتها هي الحيلولة دون التقدم الى غربي القارة الأوروبية إذا ما قرر الرئيس الروسي ذلك.

وفي الحسبة العسكرية وفيما يواصل الجيش الروسي محاولة تطويق كييف من محاور عدة، تركز القصف على مدينة خاركيف ثاني أكبر المدن الأوكرانية في الشمال. لاسيما على مقارها الحكومية والعسكرية والأمنية.

وتضاربت الانباء في شأن سيطرة الروس على مدينة خيرسون في الجنوب. وأكد الانفصاليون في دونيتسك أنهم طوقوا ماريوبول بالكامل وإذا نجحت روسيا في الاستيلاء على ماريوبول والأراضي المحيطة بها فستسيطر على بحر آزوف المفتوح على البحر الأسود الذي سيصبح بحرا.

داخليا وعلى البحور اللبنانية المخطوفة بحرب ترسيم وضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الشعب والمفاوضين والمحللين والإعلاميين عند حدودهم وقال لهم بتغريدة واحدة: انا المفاوض الاعلى، وانا من يحق لي توقيع المعاهدات.

وأن الرئاسة خارج دائرة الاستهداف قال عون كلامه هذا بالتزامن مع تلقيه اتصالا من مساعدة وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية فكتوريا نولاند وتناول تطورات ملف ترسيم الحدود من جملة ملفات تتعلق بصندوق النقد وزيارة وفد الخزانة والموقف الرئاسي ذو الملكية الفكرية يعبد الطريق لوصول الموفد الاميركي آموس هوكستين الى لبنان مجددا، ويمنحه الاشارة الى أن رئيس الجمهورية وحده من يقرر وحصريا ووفقا للدستور في مسألة توقيع المعاهدات الدولية.

فكن مطمئن البال، ولا خوف على تسريب التفاصيل لأن الصفقة كان قد صنفها الرئيس عون في إطار أسرار الدولة وأمنها القومي.

وعلى هذا الحراك البرمائي سمعت أصوات حزب الله من الأعماق وللمرة الاولى في مسألة الترسيم، ورعد رئيس الكتلة منتقدا هوكستين وأطلق عليه تسمية الثعلب اللاعب بقسمة الجبنة بين المتخاصمين وأطلق موقفه الشهير: لن ينقب الاسرائيلي ما لم ننقب نحن و”يروحوا يبلطوا البحر”.

لكن، هل اكتشف حزب الله ملعوبا رئاسيا ثلاثيا هنا؟ أم انه زود تفاصيل التسوية سابقا، وصمت طويلا ثم أطلق موقفا معترضا ليسجل: اللهم اني كنت قد اعترضت؟

فالاميركي الثعلب هو ثعلب منذ بدء الترسيم قبل اكثر من عشر سنوات، فلم الاعتراض اليوم فقط وعلى توقيت يمهد فيه رئيس الجمهورية لإبرام الصفقة؟